في إطار جهود الدولة لتعزيز الإنتاج المحلي من البترول والغاز وتقليل الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج، أكد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية أن الفترة الأخيرة شهدت إنجازات مهمة على عدة محاور، من أبرزها دخول بئرين جديدين على خريطة إنتاج الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط، إلى جانب جهود متواصلة في تنمية حقول الصحراء الغربية وتطوير صناعة البتروكيماويات ومعامل التكرير بالسويس، بما يعكس التكامل في استراتيجية الوزارة لتعظيم القيمة المضافة وتلبية احتياجات السوق المحلي.
ففي قطاع الغاز، أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية نجاح شركة البرلس للغاز – بالشراكة مع شل وبتروناس – في بدء إنتاج البئر “سفاير ساوث سينترال دي بي” ضمن آبار المرحلة الحادية عشرة لمشروع غرب دلتا النيل العميقة، بإنتاج يصل إلى 50 مليون قدم مكعب غاز يومياً و800 برميل متكثفات، أي ما يعادل 9400 برميل مكافئ يومياً. كما نجحت الشركة في إعادة بئر “سكارب دي 4” إلى الإنتاج بعد توقف طويل، مضيفاً نحو 10 ملايين قدم مكعب يومياً، ليصل إجمالي إنتاج البئرين الجديدين إلى نحو 60 مليون قدم مكعب غاز يومياً، وهو ما يدعم تأمين احتياجات السوق خلال ذروة الاستهلاك الصيفي.
وأوضح الوزير خلال الجمعية العامة لشركتي رشيد والبرلس للغاز أن تنفيذ المرحلتين العاشرة والحادية عشرة من المشروع يعد ثمرة الحوافز والإجراءات التي تبنتها الوزارة لاستعادة ثقة الشركاء وتسريع وتيرة الاستثمارات، مشيراً إلى أن إجمالي إنتاج هاتين المرحلتين بلغ 305 ملايين قدم مكعب يومياً من الغاز و3630 برميل متكثفات باستثمارات 575 مليون دولار. كما أشاد بالتزام الشركاء بمعايير السلامة والمبادرات المجتمعية، فيما عبرت رئيسة شل مصر عن اعتزازها بمضاعفة الإنتاج، وأكد الرئيس التنفيذي لبتروناس اعتزازه بالشراكة الاستراتيجية مع مصر.
وفي الصحراء الغربية، أشار الوزير خلال الجمعية العامة لشركة بدر الدين للبترول إلى أن الشركاء يواصلون تكثيف عمليات الاستكشاف وزيادة الإنتاج من الزيت الخام والغاز، لافتاً إلى خطة متكاملة لتحسين الإنتاج عبر إعادة تفعيل الآبار المتقادمة وتحسين تدفق المياه والاستفادة من الآبار الاستكشافية القديمة وتطوير أداء الرافعات الذكية. وأوضح أن إعادة تقييم نتائج المسح السيزمي لعام 2017 سيفتح المجال أمام مزيد من الاحتياطيات. وقد حققت الشركة متوسط إنتاج بلغ 53 ألف برميل مكافئ يومياً، وحفرت 18 بئراً وأجرت 79 عملية إصلاح وصيانة باستثمارات بلغت 183 مليون دولار.
وفي مجال البتروكيماويات، أكد الوزير خلال الجمعية العامة لشركة البتروكيماويات المصرية أن مصانعها بالإسكندرية تواصل دعم الاقتصاد الوطني من خلال تعظيم القيمة المضافة وتوفير الخامات للصناعات المحلية والتصدير. وبلغت إيرادات الشركة 5.6 مليار جنيه خلال العام المالي 2024/2025، تضمنت صادرات بقيمة 25 مليون دولار لأسواق متعددة. كما انتهت الشركة من مشروع رفع الطاقة الإنتاجية لمصنع PVC من 80 ألف طن إلى 100 ألف طن سنوياً، وتواصل تنفيذ مشروع وحدة تركيز الصودا الكاوية بنسبة 50% لزيادة الإنتاج. وبلغت الكميات المنتجة 65 ألف طن من PVC و55 ألف طن من الصودا الكاوية.
أما على صعيد معامل التكرير، فقد شدد الوزير على أن قلاع صناعة البترول في السويس تشهد حالياً أكبر مشروعات التطوير والتحديث لتعظيم القيمة الاقتصادية من تكرير الخام وزيادة إنتاج السولار، بهدف تقليص فاتورة الاستيراد. وخلال الجمعيات العامة لشركتي السويس لتصنيع البترول والنصر للبترول، استعرض الوزير التقدم في مشروع مجمع التفحيم وإنتاج السولار بشركة السويس لتصنيع البترول باستثمارات 1.93 مليار دولار ونسبة تنفيذ بلغت 60% بأيادٍ مصرية من شركتي إنبي وبتروجت. كما استعرضت الشركة مشروع محطة معالجة مياه الصرف الصناعي بطاقة 48 ألف متر مكعب يومياً بنسبة تنفيذ 76%، إلى جانب مشروعات التحول الرقمي وترشيد الطاقة.
وفي شركة النصر للبترول، جرى استعراض مشروعات زيادة الطاقة الإنتاجية، ومنها مشروع استرجاع الغازات VRU لإنتاج منتجات بترولية عالية القيمة والبوتاجاز بطاقة 340 ألف طن سنوياً، إلى جانب مشروعات بيئية مثل إنشاء وحدة لتحلية مياه البحر بطاقة 6 آلاف متر مكعب يومياً ومشروع إنشاء محطة طاقة شمسية بقدرة 1.2 ميجاوات.
واختتم الوزير بالتأكيد على أن هذه الإنجازات المتوازية في مجالات الغاز والبترول والبتروكيماويات والتكرير تجسد استراتيجية متكاملة لوزارة البترول، هدفها تحقيق أقصى استفادة من الثروات الطبيعية، وتوفير احتياجات السوق المحلي، وتعزيز تنافسية مصر في أسواق الطاقة العالمية.