أخبار عربية

جامعة الدول العربية تدعم دور الشباب فى مواجهة التحديات

 

أبو الغيط : شهد “بيت العرب” منذ تأسيسة محطات تاريخية تعرضت مسيرته خلالها إلى تحديات جسيمة.

مشيرة غالى: جامعة الدول العربية شهدت توافقا في القضايا ولعبت الدور الرئيسي في التحرك الديناميكي والدبلوماسي.

نظير عياد: الشباب هم الثروة الحقيقية للأمة، وسر قوتها، وعنوان مستقبلها.

محمود الشريف: دور المجتمع المدني اليوم لم يعد مقتصرا على الإغاثة والمساعدة بل امتد ليصبح قوة دافعة للتغيير الإيجابي.

 

اختتمت بمقر جامعة الدول العربية فاعليات مؤتمر “المجتمع المدني والشباب العربي شركاء لرفع التحديات” الذي نظمة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة وذلك في إطار الاحتفال بمرور ثمانين عاما على تأسيس الجامعة بالتعاون والتنظيم المشترك مع (قطاع الشؤون الاجتماعية إدارة منظمات المجتمع المدني)، ووزارة الشباب والرياضة (الإدارة المركزية لتنمية النشء)، وبحضور السفير خالد منزلاوي الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بالجامعة العربية، ومفتى الديار المصرية الدكتور نظير عياد، ومساعد وزير الشباب والرياضة اللواء إسماعيل الفار، ومساعد وزير التضامن الاجتماعي المتحدث باسم الوزارة محمد العقبى، والوزير مفوض نوال برادة مدير إدارة منظمات المجتمع المدني بالجامعة العربية.

وسعى المؤتمر إلى تعزيز الحوار العربي المشترك حول قضايا الشباب والنشء والمجتمع المدني، وتسليط الضوء على دورهما في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تمر بها المنطقة العربية.

وتناول أفاق التعاون بين الدول العربية في دعم التنمية ومتغيرات العصر، وتمكين الشباب، وبناء القدرات القيادية لديهم للمشاركة في صنع القرار، و ترسيخ القيم ووحدة الصف العربي لدي النشء والشباب.

وصاحب المؤتمر مهرجان الشباب العربي للثقافة والفنون واحياء التراث ومعرض “تراثي أصل عروبتي” بمشاركة واسعة من ممثلي ٢٢ دولة عربية.

من جهته أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمـد أبـو الغيـط حرص الأمانة العامة على دعم كافة المبادرات الرامية إلى تعزيز دور المجتمع المدني والشباب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وإيمانا منها بالمساهمة القيمة لمنظمات المجتمع المدني في منظومة العمل العربي المشترك.

وقال أبو الغيط في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه السفير خالد منزلاوي “يعقد مؤتمر المجتمع المدني والشباب العربي شركاء لرفع التحديات في إطار إحياء جامعة الدول العربية للذكرى الثمانين لتأسيسها، لأهمية العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات السياسية التي كانت تعصف بالدول العربية أنذاك، وما يتيحه من تنسيق المواقف وتعميق التعاون في مختلف المجالات.

وأضاف أنه منذ تأسيسها إلى اليوم، شهد “بيت العرب” محطات تاريخية متعددة، تعرضت مسيرتها خلالها إلى تحديات جسيمة، تركت بصماتها على التاريخ السياسي للدول والشعوب العربية، وعززت مسارات التعاون في كافة المجالات الضرورية، لتحقيق التنمية الشاملة وتنسيق الجهود الرامية إلى تحقيق التقدم والازدهار.

ولفت إلى أنه وحرصا من جامعة الدول العربية على تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني ومساهمتها في مواجهة التحديات الدولية وتداعياتها على المنطقة العربية، تم استحداث إدارة منظمات المجتمع المدني في سنة 2002 لتكون نقطة الاتصال بين منظمات ومؤسسات المجتمع المدني في الدول العربية وأجهزة وآليات جامعة الدول العربية.

وأشار إلى أن إعلان بغداد الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها العادية 34 وكذا القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الخامسة واللتين عقدتا في بغداد بجمهورية العراق في مايو 2025، تضمن فقرة أكد من خلالها قادة الدول العربية على أهمية تعزيز دور الشباب العربي والمجتمع المدني في صياغة مستقبل التنمية العربية.

التحرك الدبلوماسى

وفى السياق ذاته اعربت الدكتورة مشيرة غالي، رئيس ومؤسس مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة، في كلمتها، عن انة ورغم التحديات والصراعات التى عصفت بالعالم العربي، إلا أن جامعة الدول العربية شهدت توافقا في العديد من القضايا العربية ولعبت الدور الرئيسي في التحرك الديناميكي والدبلوماسي بين الدول العربية والمنظمات العالمية وما زالت تمثل الركيزة السياسية الكبرى للدول والشعوب و تبذل الجهود في الدفاع عن المصالح العربية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

وتابعت أنه المؤتمر بهدف إلى الدعوة إلى تعزيز مكانة المجتمع المدني والشباب والنشء لتعزيز الشراكة للعمل العربي المشترك، لحماية الأمن القومي العربي بمفهومة الشامل ومواجهة جميع التحديات بما يسهم في حل الأزمات التي تعاني منها عديد من الدول العربية، ويحفظ سيادتها ووحدتها وسلامتها الإقليمية، ويحقق الأمن والاستقرار، ويلبي حقوق شعوبها في العيش الآمن الكريم ، والإسهام في تحقيق الوعي العربي تجاه التحديات العربية”.

دار الافتاء

وفى السياق ذاته أوضح الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الشباب هم الثروة الحقيقية للأمة، وسر قوتها، وعنوان مستقبلها، موضحًا أن الإسلام نظر إلى الشباب باعتبارهم السواعد التي تبني الحضارات وتقيم العمران، وأنهم القوة الصلبة التي تذود عن الأوطان وتدافع عن الكرامة

وأوضح أن دار الإفتاء المصرية تعطي الشباب عناية خاصة في برامجها ومبادراتها، وتعمل على تعزيز وعيهم الديني والوطني، ومواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية التي تعترض طريقهم مؤكدًا أن الدار تتبنى المنهج الأزهري الوسطي في معالجة قضايا الشباب، وتعمل على صياغة الفتاوى بلغة عصرية دقيقة تتناسب مع فكرهم وثقافتهم، كما تحرص على تأهيل المفتين ورفع وعيهم بالواقع المعاصر حتى تكون الفتوى متسقة مع الواقع غير منفصلة عنه، مشيرًا إلى أن من أبرز التحديات التي تواجه الشباب اليوم، هو الفكر الإلحادي والتيارات اللادينية التي تحاول التشكيك في الثوابت الدينية، إلى جانب التطرف والإرهاب اللذان شوهَا صورة الدين واستغلا مشاعر الشباب باسم الدين لتحقيق أغراض هدامة.

وشدد مفتي الجمهورية، على أن من أشد ما يهدد وعي الشباب اليوم هو استغلال الجماعات المتطرفة لعاطفتهم الدينية، وتوظيفها لخدمة أغراضها الخاصة وقد وقع بعض الشباب فريسة لهذه الجماعات التي أساءت فهم النصوص الدينية وحرفتها عن مقاصدها الشرعية لخدمة مصالحها الضيقة، فمارست أعمالًا إجرامية في حق الأوطان والأمة الإسلامية، وشوهت صورة الإسلام السمحة في العالم، وأذكت نيران الإسلاموفوبيا في الغرب، حتى صار كثير من الناس يربطون ظلمًا بين الدين والإرهاب، وهو من أبطل الباطل وأبعده عن روح الإسلام الذي جاء رحمة للعالمين.

المجتمع المدنى

فى حين بين محمود الشريف نقيب الأشراف أن دور المجتمع المدني اليوم لم يعد مقتصرا على الإغاثة والمساعدة، بل امتد ليصبح قوة دافعة للتغيير الإيجابي، ومحركا للوعي، خاصة في مجالات مكافحة الفكر المتطرف، وتعزيز المواطنة، ونشر ثقافة التسامح والتعايش، لافتا إلى أن الشراكة بين المجتمع المدني والشباب هي مفتاح النجاح، ويجب أن تفتح مؤسسات المجتمع المدني أبوابها للشباب، وعلى الشباب أن يبادروا بالانخراط في هذه المؤسسات.

وقال نقيب الأشراف، موجها حديثه للشباب:” أيها الشباب الأكارم، أنتم لستم مجرد أمل المستقبل، بل أنتم قوة الحاضر الفاعلة، ونرى فيكم العزيمة التي لا تلين، والقدرة على مواجهة التحديات، فالتحديات التي تواجه أمتنا اليوم من صراعات إقليمية، وتحديات اقتصادية، ومحاولات لتشويه الهوية، تتطلب منكم أن تكونوا في الصفوف الأمامية، مسلحين بالعلم، ومتمسكين بالأخلاق، ومدركين لمسؤوليتكم التاريخية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى