ثقافة وادب

فن التحدث مع الآخرين بلباقة

محتويات المقال

عرض/ يسرا محمد مسعود

يوضح كتاب “فن التحدث مع الآخرين بلباقة” المترجم إلى العربية للكاتبة “دورثى ليدز” كيفية الاستحواذ على انتباه الجمهور الذى يوجه إليه الحديث وكيف يكون المتحدث مصدرا للإلهام، فهذا الفن لا يفيد فقط فى الخطب الرسمية، بل يمكن الاستفادة منه أيضا فى عدد لا حصر له من المواقف يوميا فى العمل.

يوجد نوعان من أساليب التواصل فى العمل: الأسلوب الكتابى والأسلوب اللفظى، فعلى الرغم من شكوى العديد من المهنيين والمديرين والموظفين من كمية المذكرات والبريد الإلكترونى الواجبة كتابتها، فإن تواصلهم اللفظى يكون بصورة أكبر.

تشير الكاتبة إلى أن فن الحديث الفعال ليست ظاهرة جديدة، فقد كتب “توماس ماكولاى” فى أحد كتبه الذى صدر عام 1880 عن ويليام بيت الذى أصبح رئيسا لوزراء إنجلترا فى عمر الرابعة والعشرين قائلا: إن الحكومة البرلمانية هى حكومة تعتمد على فن التحدث أمام الآخرين بلباقة، وفى مثل هذا النوع من الحكومات يكون ذلك الفن أهم السمات التى يتصف بها السياسيون، وقد يتصف بعضهم بهذه السمة فى أعلى المستويات، ولا توجد لديه بعض الصفات الأخرى، كحسن تقدير الأمور والشجاعة أو لا يكون لديه أية مهارة فى المجال الدبلوماسى أو فى إدارة الحروب، ولهذا فإن “بيت” الذى دائما ما كان يشاد بموهبته الملحوظة فى إلقاء الخطب، فكان سياسيا ناجحا على الرغم من نقص خبراته ودهائه السياسى.

ويوضح الكتاب أن هناك ستة أخطاء شائعة فى الحديث:

الأول هو عدم وضوح الهدف من الحديث. والثاني هو نقص التنظيم الجيد والتخطيط. والثالث هو الإفراط فى ذكر المعلومات فى الحديث. ورابعا هو نقص الدعم والأدلة التى تبرهن على صحة الأفكار والمفاهيم والمعلومات الواردة بالحديث. وخامسا هو الصوت الرتيب والحديث الممل. وأخيرا عدم الإيفاء باحتياجات الجمهور، حيث يركز المتحدث فى حديثه على ما يهمه بدلا من التركيز على اهتمامات الجمهور.

وبالإضافة إلى الأخطاء الستة الشائعة فى الحديث السابقة الذكر، توجد خمس نقاط صعبة يتعثر فيها المتحدثون باستمرار وهى كيفية استحواذ المتحدث على انتباه الجمهور، وكيف يتجنب المتحدث الضعف الذى يطرأ على الحديث فى الختام، كذلك من بين النقاط الصعبة هى أساليب الانتقال من فكرة إلى أخرى فى الحديث وهذا يعد الفرق بين حديث عادى وحديث جذاب.

وأخيرا وليس آخرا كيف يحافظ المتحدث على توازنه وهدوئه حين طرح الأسئلة عليه مهما كانت مكانة الشخص الذى يطرح السؤال.

وتؤكد المؤلفة على قاعدة رئيسية لنجاح أى متحدث وهى ضرورة أن لا يكون مملاً وأن يكون الحديث مشوقا، وهو ما يجعله شخصا مؤثرا.

وفى النهاية، يجب التأكيد على أن عملية الإعداد والتحضير الجيد لما سيقوله المتحدث أيا كانت وظيفته سواء كان محاضرا أو مقدما لبرنامج تليفزيونيا كان أو إذاعيا وغيرها من الوظائف، تساعده على توسيع مداركه ويعطيه المزيد من الثقة ويجعله أكثر عفوية وثقة وارتياحا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى