في السابع من أبريل، ومع كل عام جديد، تحتفل منظمة الصحة العالمية بـ يوم الصحة العالمي، لكن عام 2025 يحمل صرخة مختلفة، ونداءً أكثر إلحاحًا فهو “بداية صحية لمستقبل واعد”، يؤكد على وعدٌ مُعلّق برقبة كل من يمتلك قرارًا أو مسؤولية.
في عالمنا العربي، وتحديدًا في إقليم شرق المتوسط، تستقبل المستشفيات نحو 20 مليون مولود سنويًا، وتضم المجتمعات أكثر من 120 مليون امرأة في سن الإنجاب. ولكن تستمر حدوث المآسة في صمت، فهناك نصف مليون مولود لا يكملون عامهم الأول، 400 ألف حالة إملاص، ومعدلات وفيات أمهات تتجاوز 600 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية في بعض الدول.
هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل مآتم مؤجلة، وأحلام مكسورة في غرف ولادة بلا إمكانيات، أو في أحياء فقيرة بلا رعاية.
تؤكد الدكتورة حنان بلخي، مديرة إقليم شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، أن التقدّم بعيد عن المسار، وأن الإرادة السياسية والاستثمار الذكي والتمكين الحقيقي للمرأة هي مفاتيح الحل.
إنّ كل دولار يُستثمر في صحة الأمهات والمواليد يعيد للمجتمع ما بين 9 إلى 20 دولارًا، لكن الأهم من العائد المادي هو العائد الإنساني.
صحة الأمهات والمواليد ليست مسألة طبية فحسب، بل مسألة عدالة، وكرامة، ومستقبل، وحين نقرر أن نمنح الحياة بدايةً صحية، فإننا نمنحها حقّها الكامل في الاستمرار.
