متابعات

“وسائل التواصل وأثرها على العلاقات المجتمعية”

محتويات المقال

 متابعة: آمنة عبد الحليم


أطلق الجامع الأزهر الشريف يوم الأربعاء الماضي موسمه الخامس
من البرامج الموجهة للمرأة، والذي جاء تحت عنوان “وسائل التواصل
الاجتماعي وأثرها على العلاقات المجتمعية”
لتجديد الوعي لدى المجتمع وتوجيه سلوكهم والاستفادة من
التكونولوجيا بما يحقق رسالة الإسلام
، وذلك برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ
الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد
المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني
عودة، مدير عام الجامع الأزهر
.
عُقدت الندوة السابعة
عشرة حول: “أثر وسائل التواصل الاجتماعي على القيم
، حاضر فيها كل من: الدكتورة هبة
عوف عبد الرحمن أستاذ مساعد بقسم التفسير بكلية الدراسات الإسلامية والعربية
للبنات بالقاهرة، والدكتورة حنان مصطفي مدبولي أستاذ التربية بجامعة الأزهر
واستشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، وأدارت المحاضرة الدكتورة سناء السيد
الباحثه بالجامع الأزهر.


2Q==
 
قالت الدكتورة سناء السيد: تعددت وسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر
وواتساب وغيرها وانتشرت انتشار النار في الهشيم وفرضت نفسها علي الناس وأصبحت
تلازمهم في كل وقت وحين، حتي صار الإنسان أسيرًا لهذه الوسائل، بل لقد أسرف الكثير
منا في استخدامها حتى وصل بعضنا إلى درجة الإدمان، وأصبح الكثير لا يجد راحته وأُنسه
إلا في هذه الوسائل.
هذه الوسائل سلاح ذو حدين فقد تكون وسيلة لهدم القيم وفساد الأخلاق وضياع
الوقت ونشر الكذب، وقد تكون وسيلة لنشر الخير والتواصي بالبر وغير ذلك من أبواب
النفع. وعلي الإنسان أن يعرف كيف يستفيد من هذه الوسائل وأن يعرف الغاية منها، وأن
يحرص على وقته، فالعمر قصير والوقت ثمين وليحذر من نقل الكلام دون التثبت فما أكثر
الشائعات الكاذبة التي تنشر على صفحات التواصل الاجتماعي، ولنتذكر قول الرسول صلى
الله عليه وسلم “كفي بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع”.  
وتحدثت الدكتورة حنان مدبولي عن الجوانب الإيجابية والسلبية لوسائل التواصل
الاجتماعي ومدي تأثيرها على الصحة النفسية والجسدية والأضرار الناتجة بسبب الإسراف
في استخدامها وزيادة عدد الساعات التي يتم الجلوس دون حركة مما يؤثر على الجسد
ويصيبه بأمراض ومشاكل صحية متعدده منها العمود الفقري يمكن أن يحدث به تشوهات
وآلام مزمنة في فقرات الرقبه والمفاصل وضغط في الأعصاب واضطرابات في النوم وزيادة
كبيره في الوزن و(السمنه) مما يؤدي إلى الشعور بالقلق والاكتئاب والشكوى المستمره
والمنتشره الآن بالضيق والاختناق، وقد يعاني من اضطرابات وأمراض نفسية، وقد يظن أن
أحدًا قام بعمل سحر، ويمكن أيضا بسبب هذا الوضع الغير سليم أن يصبح مقصرًا في أداء
الفرائض والعبادات ويهمل الواجبات، وينعزل عن أقرب الناس إليه، ويبتعد عن ممارسة
هواياته أو رياضته  المفضلة، ويفتقد الخروج
والتعرض لأشعة الشمش التى تمدنا بالفيتامينات المفيدة للجسم والعظم بسبب عدم إدراكه
قيمة الوقت وهدر الأموال.
كما أن من سلبيات وسائل التواصل أنها تؤثر على القيم الأخلاقية والدينية
وبالتالي الاجتماعية حينما يصبح الاهتمام المادي هو الأساس يتم نشر أي شئ حتى لو
كان مخالف للقيم مما ساهم في انتشار السخرية والتنمر، فجميعنا نتذكر البنت التي
أقدمت على الانتحار بسبب تعرضها للتنمر والسخرية منها،
قال الله تعالى: ﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا
خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا
مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ
الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ
الظَّالِمُونَ
الحجرات: 11.
فالله تعالي ينهي عن السخريه بالناس واحتقارهم والاستهزاء بهم والفضائح بين
الأزواج والزوجات التى تتحول بعد الخلاف إلي حرب على السوشيال ميديا وإفشاء أسرار
البيوت وسوء الأخلاق وعدم الرضا عن النفس ولا الحياة، زمان كان فيه حوار بين أفراد
الأسرة، وممكن للأولاد أن يدخلوا المطبخ ليساعدوا أمهم ويشاركوها في إعداد الطعام
ويجتمعون ويتحدثون، وكل فرد في الأسرة يطمئن على الآخر ويشعر به في تقارب حقيقي
ومشاركة، لأن هناك أشياء وتفاصيل كثيره تجمعهم وتزيد من الترابط بينهم لأنهم ليسوا
غرباء، فكل فرد ضعيف لا أحد من أقرب الناس يعرف شيئا عنه فيكون منغلق على نفسه معرض
للمخاطر والأزمات النفسية. 

Z


وتحدثت الدكتورة هبة عوف عبد الرحمن عن الأزهر الشريف ودوره في زيادة
وتجديد الوعي لدى الناس وتوجيه سلوكهم للاستفادة من التكنولوجيا الحديثة بما يحقق
النفع وتوصيل رسالة الإسلام وتوعية الأفراد بمخاطر هذه الشبكات إذا أُسئ استخدامها
فلا يمكن أن تقوم قائمه لأمة دون القيم والمثل العليا التي يستند عليها أي مجتمع
لتحقيق تطوره وتقدمه، لذلك لا بد من استخدام وسائل التواصل بطريق إيجابية ونتأكد
من صحة ما نقوم بنشره خصوصا فيما ننشره عن النبي صلى الله عليه وسلم، فبعض ما يُنشر
يقتصر على الغزوات، ولا يتطرق للجانب الإنساني والحياتي، مثل المواقف تجمع بينه
وبين زوجاته، وبينه وبين الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، ورقي أخلاقه، والرحمة
التي كان يتعامل بها مع الجميع، ورقيه صلى الله عليه وسلم.
وأضافت: بأن القيم تلعب دورًا أساسيًا في تشكيل الشخصية، فهي التي تحدد
سلوك الفرد وتجعله قادرًا علي التكيف مع الحياة وتحقق لديه رؤية واضحة عن معتقداته
وتصلحه نفسيًا وخلقيًا وتضبط شهواته، وتشكل له حماية من الانحراف الفكري والنفسي
والاجتماعي مما يؤدي إلى استقرار المجتمع واستقراره وتماسكه وحمايته من أي أخطار
خصوصا الغزو الفكري.
وتابعت الدكتورة هبة حديثها قائلة: لا يمكن أن ننكر حقيقة أن وسائل التواصل
الاجتماعي لها إيجابيات عديدة  منها أنها
سهلت التواصل بين الأفراد  والاطلاع على كل
جديد من إصدارات بحثية إذا أُحسن استخدامها، وبالعكس هناك أيضا سلبيات عديدة منها
الاشاعات وانتهاك خصوصية الأفراد، كالأخبار السيئه أو الكاذبة التي يمكن أن يستغلها
أصحاب النفوس المريضة والضعيفة والمُلحدين لكسر المقدسات وإلصاق ما هو غير صحيح أو
حقيقي للطعن في دين الله.
وهناك قيم مجتمعته
كثيره اهتزت وأصبحت غير موجودة، فأين المودة والرحمة،  هناك أناس نسوا والديهم وسط الانشغال والتواصل
معهم وأهملو صلة الرحم وأصبحنا نضيع أوقاتنا ونهدرها فيما لا يفيد وأيضا وصلنا
لحالة من التدني في القراءة ومهارات الكتابة وأصبحت الأجيال الجديدة تستخدم أساليب
غريبة وطرق جديدة في الكتابة مثل الفرانكو أراب والكتابة بالأرقام بديلاً عن
استخدام اللغة العربية
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى