في إطار تنفيذ استراتيجية وزارة البترول والثروة المعدنية لزيادة الإنتاج وتعظيم الاستفادة من الثروات الطبيعية، تتواصل الجهود على محورين متكاملين: الأول دعم أنشطة الاستكشاف والإنتاج من خلال التواصل المباشر مع الشركات والكوادر العاملة في القطاع، والثاني تعزيز مساهمة قطاع التعدين في الناتج القومي من خلال مشروعات صناعية ذات قيمة مضافة.
وفي هذا السياق، قام المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية بزيارة إلى مقر شركة بترول خليج السويس (جابكو) بالقاهرة، بحضور المهندس صلاح عبدالكريم الرئيس التنفيذي لهيئة البترول وعدد من قيادات الوزارة، حيث التقى بقيادات الشركة وكوادرها الفنية لمتابعة تطورات العمل في منطقة خليج السويس. وأكد الوزير خلال اللقاء على أهمية استمرار اللقاءات الميدانية والاجتماعات المباشرة التي تسهم في ترسيخ روح الفريق الواحد داخل القطاع وتحويل ما يتم مناقشته إلى إجراءات قابلة للتطبيق تقود إلى تحسين الأداء ورفع الكفاءة.
وأشار الوزير إلى أن دعم الوزارة المستمر للشركات المنتجة يهدف إلى تسريع وتيرة الإنتاج وتحسين مناخ الاستثمار بالتعاون مع الشركاء، مؤكدًا أن تحسن البيئة الاستثمارية خلال الفترة الأخيرة أدى إلى جذب استثمارات جديدة، وخاصة من الشريك دراجون أويل الذي يسهم حاليًا في إعادة اكتشاف إمكانات خليج السويس. كما شدد على أن السلامة والصحة المهنية ليست مجرد إجراءات بل ثقافة عمل متكاملة، داعيًا إلى الاستثمار المستمر في التدريب والتأهيل للحفاظ على الأفراد والمنشآت وضمان استدامة العمليات الإنتاجية.
من جانبه، أوضح المهندس عبدالوهاب المغوري رئيس شركة جابكو أن الشركة تمكنت من الحفاظ على معدلات إنتاج يومية عند مستوى 60 ألف برميل، مستهدفة زيادتها إلى 65 ألف برميل بنهاية العام الجاري من خلال حفر بئرين جديدين. وأضاف أن تطبيق تقنية OBN ساهم في تحسين نتائج الحفر في الحقول المتقادمة، كما بدأت الشركة في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين تحليل البيانات الجيولوجية وتعزيز نماذج المكامن، مما يساعد على تحديد أفضل مواقع الحفر بدقة وزيادة كفاءة الإنتاج.
وفي سياق مواز، شارك المهندس كريم بدوي عبر تقنية الفيديوكونفرانس في أعمال الجمعيتين العامتين العاديتين لشركتي بتروجت وإنبي، اللتين أقرّتا المشاركة في تمويل مشروع إنتاج حامض الفوسفوريك بهضبة أبوطرطور في الوادي الجديد بطاقة إنتاجية تبلغ 250 ألف طن سنويًا في مرحلته الأولى، إلى جانب توقيع الاتفاق الإطاري للمساهمين وجميع العقود اللازمة لبدء تنفيذ المشروع. واستعرض المهندس وليد لطفي رئيس شركة بتروجت والمهندس وائل لطفي رئيس شركة إنبي مذكرات الشركتين بشأن المشاركة في المشروع وخطوات التنفيذ المرتقبة.
وأكد الوزير أهمية المشروع الذي يمثل أحد المشروعات القومية الاقتصادية الكبرى، موضحًا أنه يحقق طفرة في تعظيم القيمة المضافة لخام الفوسفات المصري بدلاً من تصديره كخام، مما يسهم في رفع العائد الاقتصادي وتحقيق أهداف الدولة في التحول إلى مركز إقليمي للصناعات التعدينية. وأضاف أن هذا التوجه يأتي ضمن أولويات الدولة ووزارة البترول لتعظيم مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي من أقل من 1% حاليًا إلى ما بين 5 و6% خلال السنوات المقبلة، مشيدًا بقرارات الجمعيات العمومية للشركتين واعتبارها خطوة نوعية نحو تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي.
كما وافقت الجمعية العامة لشركة إنبي على مشاركة الشركة في هيكل المساهمين بالشركة المصرية لوقود الطائرات المستدام (ESAF)، وهو المشروع الذي يكتسب أهمية بيئية واستراتيجية، في ظل توجه الدولة إلى تقليل الانبعاثات الكربونية والتحول إلى اقتصاد أخضر، حيث يلعب المشروع دورًا مهمًا في تلبية متطلبات قطاع الطيران من الوقود منخفض الكربون.
وشهدت أعمال الجمعيات مشاركة موسعة من قيادات الوزارة وهيئة البترول والكيانات القابضة والشركات المعنية، إلى جانب ممثلي الجهاز المركزي للمحاسبات، في خطوة تؤكد الدعم المؤسسي الكامل لهذه المشروعات النوعية التي تسهم في بناء اقتصاد أكثر تنوعًا واستدامة.
