وزير البترول: وداع يليق بالبطل الراحل خالد محمد شوقي ودعم ممتد لأسرته ..و تضحيته ستظل رمزا للشرف والإيثار داخل القطاع
في لحظة فارقة تتجسد فيها معاني البطولة والإيثار، ودع قطاع البترول المصري أحد أبنائه الأوفياء، البطل الراحل خالد محمد شوقي، الذي قدّم حياته ثمنا لنجاة زملائه والمواطنين من كارثة كادت أن تودي بحياة العشرات، وإنقاذ منطقة كاملة من دمار شبه مؤكد.
وذلك بسبب الحادث الذي وقع بمنطقة العاشر من رمضان إثر احتراق سيارة إمداد بالبنزين، والذي تحوّل إلى شهادة بطولية نادرة، بعد أن بادر الفقيد بتحريك مركبته المشتعلة لإبعادها عن موقع الخطر في مشهد نادر من التضحية والفداء، لينقذ منطقة كاملة من الدمار.
وفي لمسة إنسانية تعبر عن التقدير والامتنان، وتقديرًا من وزارة البترول والثروة المعدنية لروح البطل خالد محمد شوقي وعرفانًا بفعله البطولي، توجه المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية يرافقه قيادات الوزارة إلى قرية المصادرة بمحافظة الدقهلية لتقديم واجب العزاء لأسرة الفقيد وذويه، مؤكدًا أن القطاع بأكمله يشعر بالفخر لما قدمه خالد من تضحية ستظل محفورة في وجدان الجميع.
وحرصا من وزارة البترول والثروة المعدنية على تقديم كافة سبل الدعم لأسرة البطل في هذا الظرف الإنساني الصعب، وجه المهندس كريم بدوي في بيان رسمي بتوفير فرصتي عمل بأحد شركات قطاع البترول المصري لفردين من أسرته، فضلًا عن إبرام بروتوكول تعاون بين وزارة البترول والثروة المعدنية وجمعية الأورمان، يتضمن إيداع وديعة بقيمة مليون جنيه مصري، يصرف عائدها الشهري لزوجة الفقيد وأسرته، هذا بالإضافة إلى التكفل بالمصروفات التعليمية لابنته
كما أكد الوزير أن هذه الخطوات لا تعبر إلا عن جزء بسيط من عرفان الدولة بما قدمه هذا البطل، مشددا على أن تضحيته ستظل حاضرة كرمز من رموز الشرف والإيثار داخل قطاع البترول.
وكما ذكرت وزارة البترول والثروة المعدنية في البيان أنها تتقدم وجميع العاملين بقطاع البترول المصري بخالص الاحترام والتقدير لروح الفقيد البطل، وما مثله فعله البطولي من مثال لا ينسى للإيثار والحرص على حياة الآخرين وسلامتهم، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أسرته الكريمة وذويه وزملاءه الصبر والسلوان.
وتنعي الوزارة وجميع العاملين بقطاع البترول ببالغ الحزن؛ البطل خالد محمد شوقي، الذي وافته المنية متأثرًا بإصابته، بعد أن ضرب أروع أمثلة البطولة والتضحية والإيثار والحرص على حياة الآخرين، مقدما روحه الطاهرة فداءً لسلامة زملائه والمواطنين المتواجدين بموقع حادث احتراق سيارة إمداد بالبنزين في منطقة العاشر من رمضان.
وقالت الوزارة في البيان ، لقد أظهر البطل شجاعة نادرة وإخلاصًا فائقًا، حين تحرك بمركبته المشتعلة لإبعادها عن موقع الخطر، مما حال دون وقوع تفاقم الحريق وامتداده إلى محطة البنزين مما كان له بالغ الأثر في الحفاظ على الأرواح والحيلولة دون وقوع المزيد من الضحايا.
وأكد البيان أن وزارة البترول والثروة المعدنية، إذ تنعى هذا البطل، لتتقدم بخالص التعازي وأسمى معاني الاحترام والتقدير لأسرة الفقيد، الذي ستظل تضحيته علامة مضيئة في سجل الشرف لرجال قطاع البترول المصري، ومصدر فخر واعتزاز لأهله وزملائه من بعده. سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أسرته الكريمة وذويه وزملاءه الصبر والسلوان.
وفي السياق ذاته، اشتعلت مشاعر الفخر والحزن معاً على منصات التواصل الاجتماعي، فما إن أُعلن عن تفاصيل الحادث حتى تحوّلت قصة خالد إلى عنوان رئيسي على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول الآلاف مقاطع مصورة للحظات الحاسمة التي ظهر فيها خالد يقود السيارة المشتعلة بعيدًا عن محطة الوقود، وتصدّر اسم #خالد_محمد_شوقي قوائم الأكثر تداولًا في مصر، حيث امتلأت الصفحات برسائل الفخر، وصور الفقيد، والدعوات لأسرته، واعتبر كثيرون أن ما قام به خالد ليس مجرد فعل بطولي عابر، بل درس في الفداء، ورسالة حية عن قيمة الإنسان حين يقدم روحه من أجل الآخرين.
وبين العزاء الشعبي الواسع، والتكريم الرسمي المحترم، تبرز قصة خالد محمد شوقي باعتبارها واحدة من أبرز قصص البطولة المدنية التي شهدتها مصر في السنوات الأخيرة. فرجل لم يحمل سلاحًا، حمل في قلبه شجاعة أبطال الميادين، ولم ينتظر تعليمات، بل تحرّك بوازع ضمير حي ومسؤولية إنسانية خالصة، ليرحل جسده وتبقى روحه حيّة في قلوب كل من عرف قصته.
لقد قدم خالد نموذجا يحتذى به في وقت تمس الحاجة فيه إلى من يثبت أن البطولة لا تحتاج إلى أضواء، بل إلى لحظة صدق مع النفس، يختار فيها الإنسان أن يكون سببًا في نجاة الآخرين، ولو على حساب حياته
خالد لم يمت.. خالد أصبح مرآة لوطن يعرف أبناؤه كيف يصنعون المعجزات في صمت.. ويتركون لنا إرثًا من الشرف والكرامة لا ينسى.