في إطار المشاركة المصرية البارزة في مؤتمر ومعرض غازتك 2025 بمدينة ميلانو الإيطالية، قاد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية سلسلة من اللقاءات والمباحثات رفيعة المستوى، استهدفت تعزيز موقع مصر كمركز إقليمي للطاقة، وتوسيع مجالات التعاون مع كبرى شركات البترول والغاز العالمية، إلى جانب تعميق الشراكات الإقليمية والدولية في مشروعات الغاز الطبيعي وخفض الانبعاثات والتحول الطاقي المستدام.
ترأس الوزير جلسة مائدة مستديرة تحت عنوان “تعظيم موارد مصر من الغاز الطبيعي كقيمة مضافة”، بمشاركة وزير الطاقة القبرصي جورج باباناستاسيو، والأمين العام لمنتدى غاز شرق المتوسط أسامة مبارز، ورؤساء كبريات الشركات العالمية.
وأكد بدوي خلال الجلسة أن الحكومة المصرية تعمل على تهيئة بيئة مستقرة وجاذبة للاستثمار عبر حزمة من الإجراءات تشمل الحوافز الاستثمارية وتسوية مستحقات الشركاء الأجانب، وهو ما انعكس في توقيع اتفاقيات جديدة وزيادة معدلات الإنتاج.
كما أوضح الوزير أن مصر تمتلك بنية تحتية متطورة تمكنها من استقبال غاز شرق المتوسط وإعادة تصديره عبر مجمعي إدكو ودمياط، بما يعزز التعاون الإقليمي ويضمن أمن الطاقة.
وفي إطار توسيع الشراكات الإفريقية، عقد الوزير جلسة مباحثات مع إكبيريكبي إيكبو وزير الدولة للموارد البترولية في نيجيريا، تناولت تبادل الخبرات في البحث والاستكشاف، وفرص التعاون في مشروعات الغاز الطبيعي المسال والبنية التحتية، إلى جانب بحث فرص تواجد الشركات المصرية في السوق النيجيري. وأكد الجانبان حرصهما على استمرار التنسيق لفتح آفاق جديدة للتعاون تدعم مكانة إفريقيا كمحور رئيسي لأسواق الطاقة.
كما التقى الوزير مع فريمان شاهين رئيس قطاع الغاز العالمي بشركة شيفرون، حيث تمت مناقشة الموقف التنفيذي لمشروعات الاستكشاف في مناطق نرجس البحرية وشمال الضبعة، إلى جانب خطط تسريع حفر الآبار الاستكشافية. وشهد اللقاء بحث سبل التعاون في خفض الانبعاثات من خلال مذكرة التفاهم المشتركة لإدارة انبعاثات الميثان، إضافة إلى برامج بناء القدرات، حيث أكد بدوي أن شيفرون شريك استراتيجي لقطاع البترول المصري.
وفي لقاء آخر، بحث الوزير مع ماثيوس ريجاس الرئيس التنفيذي لشركة إنرجين اليونانية فرص تعظيم الاستفادة من مناطق إنتاج الغاز شمال إدكو والعامرية وأبو قير، مع التركيز على تسريع أعمال الحفر الاستكشافي في الصحراء الغربية. كما ناقش الجانبان فرص التعاون في استكشافات جديدة بالبحر المتوسط والاستفادة من الحلول التكنولوجية المتطورة للشركة.
أما مع شركة هوج إيفي النرويجية، فقد تناول اللقاء التعاون القائم في مجال البنية التحتية لاستيراد الغاز الطبيعي المسال عبر وحدات التغييز العائمة، خاصة سفينة “هوج جاليون” بميناء سوميد، حيث شدد الوزير على أهمية هذا التعاون في دعم البنية التحتية وضمان أمن الإمدادات، إلى جانب بحث آفاق جديدة للطاقة النظيفة وخفض الكربون.
وشملت اللقاءات أيضاً مباحثات مع شركة “إيني” الإيطالية، كلاوديو حيث استقبل الوزير في مقرها بمدينة ميلانو الرئيس التنفيذي ديسكالزي، وتم استعراض موقف أعمال الشركة في مصر، وعلى رأسها حقل ظهر، ومشروعات الاستكشاف بالبحر المتوسط، إلى جانب مناقشة الإسراع بتنفيذ مشروع ربط حقل كرونوس القبرصي بالبنية التحتية المصرية. وفي ختام الزيارة، وجه الوزير الدعوة لرئيس الشركة للمشاركة في مؤتمر مصر الدولي للطاقة “إيجبس 2026”.
كما التقى الوزير مع وفد شركة شلمبرجير العالمية، حيث جرى بحث التعاون في تقنيات البحث والاستكشاف باستخدام أحدث الحلول الرقمية والذكاء الاصطناعي، وتوسيع برامج تدريب الكوادر المصرية، بجانب تعزيز الشراكة في مشروعات استراتيجية مثل بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج. وأكد بدوي أن الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة تعد ركناً أساسياً في خطة الوزارة لزيادة الاكتشافات والإنتاج مع الحفاظ على معايير السلامة والاستدامة.
ومن خلال هذه اللقاءات المتعددة، أكد وزير البترول أن مصر ماضية بخطى واثقة نحو تعزيز قدراتها كدولة محورية في صناعة الغاز العالمية، عبر الجمع بين الاستثمار في البحث والاستكشاف، والتعاون الإقليمي، وتبني أحدث التكنولوجيات، بما يضمن تلبية الطلب المحلي وتعظيم العوائد الاقتصادية