في إطار المتابعة الميدانية المستمرة لجهود تطوير البنية التحتية للبترول والغاز وتعظيم الاستفادة من موارد مصر الطبيعية بما يخدم الاقتصاد والمواطن ، تواصل وزارة البترول والثروة المعدنية خطواتها لتعزيز صناعة البتروكيماويات كأحد المحاور الاستراتيجية للاقتصاد الوطني، حيث تفقد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية مجمعات إنتاج البتروكيماويات بمحافظة الإسكندرية في جولة موسعة شملت مصانع شركة سيدي كرير للبتروكيماويات (سيدبك) والشركة المصرية لإنتاج الألكيل بنزين الخطي (إيلاب).
تأتي هذه الجولة استكمالاً لسلسلة من الجولات التفقدية التي بدأها الوزير خلال الأسابيع الماضية بمشروعات تكرير البترول ومجمعات الغاز في محافظات السويس والقاهرة والإسكندرية.
وأكد الوزير في مستهل الجولة أن هذه الزيارات الميدانية تهدف إلى متابعة جهود العاملين وعمليات الإنتاج في مجمعات البتروكيماويات، وما تحققه من قيمة اقتصادية كبيرة بتحويل الغاز إلى منتجات أعلى قيمة تدخل في صناعات متعددة، مشدداً على أن هذا القطاع يمثل المحور الثاني من استراتيجية الوزارة بعد محور التكرير.
وأوضح أن نجاح هذه المشروعات يترجم إلى مردود مباشر على الاقتصاد القومي من خلال توفير احتياجات السوق المحلي من الخامات والمنتجات وتقليل فاتورة استيرادها من الخارج، فضلاً عن زيادة عوائد التصدير التي تعزز موارد الدولة من النقد الأجنبي.
وأضاف الوزير أن الوزارة تسعى في هذا الإطار إلى تعظيم الاستفادة من كامل الطاقات الإنتاجية لمصانع البتروكيماويات القائمة، إلى جانب دراسة فرص التوسع لزيادة القيمة المضافة بما يفتح المجال لمشروعات جديدة في المستقبل.
وأكد أن العاملين في قطاع البترول هم الثروة الحقيقية التي يرتكز عليها نجاح هذه الاستراتيجية، لافتاً إلى أهمية العمل على تقديم حلول مبتكرة واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتعظيم الاستغلال الأمثل للطاقات الإنتاجية المتاحة.
وأشار إلى أن جهود الوزارة لتأمين البنية التحتية لإمدادات الغاز الطبيعي وسفن التغييز ساعدت على دعم تشغيل المصانع وزيادة إنتاجها وتحقيق أقصى استفادة من الغاز، موضحاً أن الإجراءات التحفيزية التي اتخذتها الوزارة للشركاء الأجانب لضخ المزيد من الاستثمارات وزيادة الإنتاج تلعب دوراً محورياً في تأمين احتياجات مصانع البتروكيماويات من المواد الخام.
وشدد على ضرورة وضع رؤية واضحة لاستغلال الغاز الغني بالمشتقات اقتصادياً باعتباره المادة الأساسية لصناعة البتروكيماويات، بما يسهم في تحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية ويضاعف القيمة الاقتصادية للغاز بدلاً من حرقه في الاستهلاكات التقليدية.
وخلال الجولة، تفقد الوزير مصانع إنتاج الإيثيلين والبولي إيثيلين التابعة لشركة سيدبك، والتي تعد من الشركات الرائدة في توطين هذه الصناعة في مصر منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً.
ويُعتبر منتج البولي إيثيلين من الخامات الأساسية التي تدخل في صناعات عديدة تمس حياة المواطن اليومية مثل التشييد والبناء ومواسير الغاز والمياه والصرف، إلى جانب صناعات التغليف والتعبئة والمستلزمات الطبية وغيرها، مما يوضح الأثر المباشر لهذه الصناعة على حياة المواطنين.
كما تفقد الوزير مصنع الشركة المصرية لإنتاج الألكيل بنزين الخطي (إيلاب)، والذي ينتج مادة اللاب التي تُعد الخامة الأساسية لإنتاج المنظفات الصناعية. وتغطي الشركة كامل احتياجات السوق المحلي من هذه المادة الحيوية، فضلاً عن تصدير الفائض إلى الأسواق الخارجية بما يعزز تنافسية مصر في هذا المجال.
واطلع الوزير كذلك على مشروع زيادة الطاقة التخزينية لمنتجات الشركة، والذي سيساعد على إعطاء مرونة أكبر في مواجهة التحديات المرتبطة بتقلبات الأسعار وسلاسل الإمداد العالمية، بالإضافة إلى اختيار التوقيت الأمثل لبيع المنتجات وتحقيق أفضل عائد اقتصادي.
وأوضح الوزير أن هذه الزيارات الميدانية المتتابعة، سواء لمعامل التكرير أو لمجمعات البتروكيماويات، تعكس اهتمام الدولة بهذا القطاع الحيوي الذي يعد قاطرة للتنمية الصناعية والاقتصادية. فإلى جانب مساهمته في تأمين احتياجات السوق المحلي من المنتجات الحيوية، يساهم أيضاً في تعزيز تنافسية الصادرات المصرية، وتقليل فاتورة الاستيراد، ودعم خطط الدولة للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة.
واختتم الوزير جولته بالتأكيد على أن استراتيجية البترول في مجال البتروكيماويات لا تقف عند حدود الإنتاج الحالي، وإنما تمتد إلى مشروعات توسعية جديدة قيد الدراسة والتنفيذ، تستهدف مضاعفة القيمة المضافة للغاز الطبيعي وزيادة مشاركة هذا القطاع في الناتج القومي.
كما شدد على أن الدعم الحكومي المستمر والاستثمارات الضخمة التي يجري ضخها في هذا المجال تعكس الرؤية الواضحة للدولة تجاه صناعة البتروكيماويات باعتبارها صناعة المستقبل التي تضمن لمصر مكانة متميزة في الاقتصاد العالمي وتعود بالنفع المباشر على حياة المواطن المصري.
