أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية عن تحقيق كشف بترولي جديد في الصحراء الغربية، بعد نجاح حفر البئر الاستكشافي “شمال لوتس العميق-1” التابعة لشركة عجيبة للبترول باستثمارات من شركة “إيني” الإيطالية. ويسهم الكشف في إضافة نحو 1835 برميلًا من البترول الخام و7 ملايين قدم مكعب من الغاز يوميًا، بما يعادل 3100 برميل مكافئ، مع تقدير احتياطياته عند 5 ملايين برميل مكافئ، ليؤكد أن الصحراء الغربية ما زالت أرضًا واعدة بالفرص البترولية والغازية وجاذبة للاستثمارات، في إطار استراتيجية الوزارة لزيادة الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
ويأتي هذا الإنجاز بعد نجاح آخر لشركة عجيبة بالتعاون مع “إيني” في إنتاج الغاز والبترول من طبقة “المساجد العميقة” بحقل شمال روزا، على عمق يتجاوز 11 ألف قدم، باستخدام تقنية الحفر الأفقي لأول مرة بالصحراء الغربية، ما أدى إلى رفع إنتاجية الطبقة لستة أضعاف بمعدل 7 ملايين قدم مكعب من الغاز و550 برميل زيت مكافئ يوميًا، وهو ما يفتح آفاقًا واعدة لتعميم التجربة واستغلال المزيد من الإمكانات.
وأشاد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية بهذه النجاحات، مؤكداً أنها تجسد قدرة الشركات على توظيف التكنولوجيا الحديثة للكشف عن إمكانات جديدة من البترول والغاز، بما يعزز مكانة الصحراء الغربية كمنطقة واعدة للاستثمار والإنتاج. كما أشاد بالتعاون القائم مع الشركاء الأجانب والذي يضمن تعظيم الاستفادة من الإمكانات المتاحة، مشيرًا إلى أن زيادة الإنتاج المحلي هي الخيار الأقل تكلفة لتأمين احتياجات مصر من الطاقة وتقليل فاتورة الاستيراد، بما يتيح إعادة استثمار العوائد في أنشطة جديدة تدعم الإنتاج مستقبلاً.
وفي هذا السياق، استعرض المهندس ثروت الجندي رئيس شركة عجيبة للبترول نتائج أعمال الشركة خلال جمعيتها العامة، موضحاً أن الاستثمارات بلغت 404 ملايين دولار خلال العام، مع الحفاظ على متوسط إنتاج يتجاوز 26 ألف برميل زيت خام و77 مليون قدم مكعب غاز يوميًا، بما يعادل أكثر من 40 ألف برميل زيت مكافئ يوميًا. وأشار إلى حفر 28 بئرًا إنتاجية وبئرين استكشافيين، فضلاً عن بدء تشغيل محطة لمعالجة المياه المصاحبة، التي مكّنت الشركة من إعادة حقن كامل المياه بالخزانات الناضبة، في إنجاز بيئي يعزز الاستدامة.
كما أعرب فرانشيسكو جاسباري رئيس شركة “أيوك برودكشن” التابعة لـ”إيني” الإيطالية في مصر، عن ثقته في إمكانات الصحراء الغربية، مؤكدًا أن إطلاق طاقات طبقة “المساجد” يمثل بداية لنجاحات مستقبلية ستفتح المجال أمام المزيد من الاكتشافات.
وفي سياق متصل، ترأس الوزير الجمعية العامة لشركة بترول خليج السويس (جابكو) لاعتماد نتائج العام المالي 2024/2025 بحضور قيادات القطاع وشركاء الاستثمار، حيث شدد على أهمية تكاتف الجهود مع الشركاء لتسريع أعمال البحث والاستكشاف، واستخدام أحدث التكنولوجيات لزيادة فرص نجاح الاستكشاف وتعزيز التحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مع الالتزام بمعايير السلامة وحماية البيئة بما يخدم الاقتصاد والمواطن معًا.
وأوضح الوزير أن سلامة الأفراد أولوية قصوى، مشيدًا بإنجازات “جابكو” في مجالات السلامة وترشيد الطاقة، ومؤكداً أن نجاحات الشركات تعكس قيمة الشراكة القائمة مع المستثمرين الأجانب، وتوفر قاعدة قوية لتعظيم الاستفادة من موارد مصر البترولية.
من جانبه، أوضح المهندس عبدالوهاب المغوري رئيس جابكو أن استثمارات الشركة بلغت 452 مليون دولار، مع الحفاظ على إنتاج مستقر عند نحو 57 ألف برميل يوميًا، والانتهاء من المرحلة الأولى لحقل شمال صفا وجار استكمال المرحلة الثانية، إلى جانب خطة حفر وإصلاح 14 بئرًا. وأشار إلى تحسن مؤشرات السلامة والسير نحو تحقيق هدف “صفر حوادث”، فضلاً عن التوسع في استخدام الطاقة المتجددة وخفض انبعاثات غاز الشعلة من خلال إعادة استغلاله كمصدر للطاقة.
كما أشاد عبدالكريم المازمي الرئيس التنفيذي لشركة “دراجون أويل” بالجهود المشتركة التي حققت نتائج إيجابية، مؤكداً أهمية استمرار التعاون لتعزيز كفاءة الإنتاج والحفاظ على الأداء البيئي. فيما أعرب فرانشيسكو جاسباري عن تقديره لإنجازات شركة طور سيناء التابعة لجابكو، مشيدًا بتحقيق أهداف الإنتاج واستقرار التكاليف، مؤكداً أن هذه النجاحات تعكس قيمة التعاون مع الشركاء الدوليين.
ويعكس تتابع قصص النجاح في الصحراء الغربية وخليج السويس تكامل جهود الشركات الوطنية مع شركائها الأجانب، وهو ما يدعم تحقيق مستهدفات استراتيجية وزارة البترول لزيادة الإنتاج، وخفض الاعتماد على الاستيراد، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة.