 
						في رسالة دعم إنساني وتعاون استراتيجي، قام المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، بزيارة رسمية إلى قبرص، ناقش خلالها مع المسؤولين القبارصة تطورات مشروعات الغاز المشتركة، وشارك ميدانيًا في جهود إخماد الحرائق التي اندلعت بالقرب من مدينة ليماسول، مؤكدًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بسرعة تقديم كافة أوجه الدعم الممكنة إلى الدولة الشقيقة.
ووصلت بالفعل طائرتان هليكوبتر مصريتان متخصصتان إلى الأراضي القبرصية في نفس اليوم للمشاركة في جهود السيطرة على الحرائق، في باكورة المساعدات المصرية العاجلة، وذلك في لفتة تعكس متانة العلاقات بين البلدين وتجاوزها حدود التعاون الاقتصادي إلى شراكة إنسانية راسخة.
وقد حرص الوزير كريم بدوي على زيارة موقع الحريق للاطلاع على الأوضاع على الأرض، حيث قدم خالص التعازي والمواساة باسم الحكومة المصرية إلى نظيره القبرصي جورج باباناستاسيو، وزير الطاقة والتجارة والصناعة، وإلى الشعب القبرصي، مؤكدًا أن مصر لن تتوانى عن تقديم الدعم الفني واللوجستي في مواجهة هذه الأزمة الطارئة.
وفي سياق الزيارة نفسها، عقد الوزير اجتماعًا موسعًا مع نظيره القبرصي في العاصمة نيقوسيا، بحضور قيادات من شركتي إيني وتوتال إنرجي العالميتين، ضمن أعمال اللجنة التوجيهية لمشروع تطوير حقل “كرونوس” القبرصي. حيث جرى استعراض الموقف التنفيذي الحالي للمشروع، والاتفاق على الالتزام بالجداول الزمنية المقررة، تمهيدًا لاتخاذ قرار الاستثمار النهائي خلال العام الجاري، وربط الحقل بالبنية التحتية المصرية لمعالجة وإسالة الغاز بحلول عام 2027.
وأكد الوزير كريم بدوي خلال اللقاء أن مصر تمتلك كافة المقومات الفنية واللوجستية اللازمة لتنفيذ المشروع في توقيته المستهدف، مشددًا على جاهزية الدولة المصرية لتذليل أي معوقات قد تعترض مراحل التنفيذ، بما يعزز من مكانة مصر كممر آمن وفعال للطاقة في شرق المتوسط.
كما ناقش الوزيران الموقف الحالي لحقل “أفروديت”، وخصوصًا ما يتعلق بإتمام الاتفاقيات التنفيذية ومسار خط أنابيب الغاز بين البلدين، حيث تجرى أعمال المسح البحري حاليًا في المياه الاقتصادية لكل من قبرص ومصر، تمهيدًا للربط مع المنشآت المصرية.
ووجه الوزير كريم بدوي الدعوة لنظيره القبرصي لزيارة مصر لحضور الاجتماع المقبل للجنة التوجيهية، إلى جانب جولة ميدانية لزيارة تسهيلات معالجة الغاز في بورسعيد ومحطة الإسالة في دمياط، بهدف تعميق التعاون الفني والاستثماري بين الجانبين.
رافق الوزير في الزيارة وفد رفيع المستوى من وزارة البترول والثروة المعدنية، ضم المهندس يس محمد أحمد، العضو المنتدب التنفيذي للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، والمهندس معتز عاطف، وكيل الوزارة للمكتب الفني، والدكتور محمد الباجوري، المشرف على الشؤون القانونية بالوزارة.
وتأتي هذه التحركات في إطار المحور السادس لاستراتيجية وزارة البترول، والذي يركز على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في قطاع الطاقة، وتوظيف البنية التحتية المصرية كمركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز، بما يعود بالنفع المشترك على شعوب المنطقة، ويسهم في تحقيق أمن الطاقة على المستويين الإقليمي والدولي.
 
				 
					








