أكد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية أن مصر تمتلك مقومات متميزة في مجالي البترول والغاز الطبيعي، مشيراً إلى أن موقعها الجغرافي الاستراتيجي يؤهلها لتكون نقطة انطلاق إقليمية للشركات الراغبة في توسيع أنشطتها في منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط، فضلا عن الاستثمار في العنصر البشري والتعاون مع الشركاء والتكنولوجيا والتدريب.
وأوضح الوزير أن قطاع البترول يواصل تكثيفه لأنشطة البحث والاستكشاف من أجل تحقيق اكتشافات جديدة تسهم في زيادة الاحتياطيات والإنتاج المحلي، بما يساهم في تقليل فاتورة الاستيراد وتعزيز أمن الطاقة.
جاء ذلك خلال استقباله حسين السيسي نائب رئيس شركة “إكسبرو” العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأسامة أمين المدير التنفيذي للشركة لمنطقة شرق المتوسط وجنوب الخليج، حيث جرى بحث سبل تعزيز التعاون في أنشطة خدمات الحفر والحلول التكنولوجية المتقدمة لصناعة البترول والغاز.
وأشار بدوي إلى أن التكنولوجيا الحديثة تمثل العنصر المحفز الأساسي لإطلاق كافة الإمكانات الإنتاجية الكامنة في الصناعة، مؤكداً أن الاعتماد على الحلول التكنولوجية المتطورة يسهم في تحسين إدارة الخزانات وتحفيز الاستثمارات في البحث والاستكشاف، بما ينعكس إيجاباً على نمو القطاع ورفع قدراته التنافسية إقليمياً وعالمياً.
كما لفت الوزير إلى اهتمام الدولة بالتعاون الاستراتيجي مع قبرص لاستقطاب الغاز القبرصي وتسييله في التسهيلات المصرية ومن ثم إعادة تصديره، في إطار استراتيجية تحويل مصر إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز.
من جانبه، أكد نائب رئيس شركة “إكسبرو” أن الشركة اتخذت من مصر نقطة انطلاق لعملياتها في المنطقة منذ أبريل الماضي، حيث بدأت في ليبيا وسلطنة عمان وقريباً في قبرص واليونان، مشيداً بالفرص الاستثمارية الكبيرة التي يوفرها قطاع البترول المصري ورغبته في المشاركة بفاعلية في المشروعات الاستراتيجية الجارية.
وفي سياق متصل، سلّم المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، بمشاركة الوزير محمد جبران وزير العمل، شهادات تدريب لأوائل الدفعة الجديدة من الخريجين الذين حصلوا على منحة مجانية من وزارة العمل للتدريب في مجالات الحفر والخدمات البترولية داخل مركز تدريب شركة الحفر المصرية. ويُعد المركز أحد أهم الكيانات التدريبية التابعة للقطاع، حيث يقدم برامج متخصصة وفق أحدث المعايير الدولية.
وأكد بدوي خلال الاحتفال أن الاستثمار في العنصر البشري يمثل ركيزة أساسية لتعزيز تنافسية شركات البترول المصرية وانطلاقها إقليمياً وعالمياً، مشيداً بالتعاون المثمر مع وزارة العمل في هذا البرنامج ضمن المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية “بداية”، وموجهاً الشكر للوزير محمد جبران على هذا التكامل الذي يعكس حرص الدولة على إعداد كوادر مؤهلة قادرة على قيادة القطاع في المستقبل.
موأشاد الوزير بالدور المتميز لشركة الحفر المصرية في تنفيذ البرنامج التدريبي، موضحاً أن اختيار الشركة جاء استناداً إلى مكانتها الكبيرة في نشاط الحفر داخلياً وخارجياً، وقدرتها على تقديم برامج تدريب وتأهيل احترافية وفق أعلى معايير الجودة. ووجه رسالة إلى الخريجين قائلاً إنهم قيادات المستقبل، وإن حصولهم على هذه الشهادات يمثل دفعة قوية لمسيرتهم المهنية وفرصة للانخراط في سوق العمل البترولي الواعد.
من جانبه، أعرب الوزير محمد جبران عن سعادته بثمار التعاون مع وزارة البترول وشركة الحفر المصرية، موضحاً أن هذه المنحة تأتي تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة تنمية مهارات الشباب وتأهيلهم بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل الجديد. وأشار إلى أن الوزارة تقدم من خلال هذه المبادرة 600 منحة مجانية على دفعات متتالية، تشمل مجالات الكهرباء والميكانيكا والحفر والسلامة والصحة المهنية، حيث يستفيد من كل تخصص 150 متدرباً من خريجي الجامعات والمعاهد الفنية.
أما المهندس أسامة كامل رئيس مجلس إدارة شركة الحفر المصرية فقد أوضح أن مركز التدريب والتطوير التابع للشركة معتمد دولياً ومحلياً، ويقوم حالياً بتدريب دفعات متتالية من الشباب حديثي التخرج، حيث بلغ عدد المتدربين حتى الآن نحو 280 شاباً من إجمالي 600، على أن يستكمل باقي العدد خلال الفترة المقبلة.
وبذلك، يبرز توجه وزارة البترول والثروة المعدنية نحو الجمع بين تعزيز التعاون مع الشركات العالمية لجلب التكنولوجيا والخبرات، وبين الاستثمار في تنمية العنصر البشري وتأهيل الكوادر الوطنية، كاستراتيجية متكاملة تهدف إلى ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة يواكب المتغيرات العالمية ويستجيب لاحتياجات المستقبلخ