هل تساعد القهوة على الترطيب .. وهل تسبب الجفاف؟
ترجمة: يسرا محمد مسعود
في ظل موجة الحر التي تجتاح فرنسا ومناطق أخرى من العالم ، تصبح الحاجة إلى الترطيب أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. ومع ارتفاع درجات الحرارة، يُطرح تساؤل حول إمكانية تعويض الماء بمشروبات أخرى، كالقهوة الباردة مثلًا. فهل يُعد ذلك خيارًا جيدًا أم لا؟ تجيب عن هذا السؤال أخصائية التغذية العلاجية آن جايل فريوريك.
من المتوقع أن تصل درجات الحرارة في فرنسا إلى 40 درجة مئوية، وفي مثل هذه الظروف الشديدة، يصبح من الضروري اتباع بعض الإرشادات البسيطة للمحافظة على الترطيب. ورغم تكرار هذه النصائح كل صيف، إلا أن شرب الماء لم يعد سلوكًا تلقائيًا، ما يدفع البعض إلى البحث عن بدائل أخرى، مثل الفواكه والخضروات الغنية بالماء أو المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية منه.
وتطرقت فريوريك عبر حسابها على “إنستجرام”، إلى بعض المفاهيم الخاطئة المرتبطة بالترطيب. فبينما يعتقد البعض أن الكحول يرطب الجسم، يرى آخرون أن القهوة والشاي يسببان الجفاف. وبالنسبة للقهوة، يظن البعض أنها تسبب الجفاف بسبب خصائصها المدرّة للبول، لكن هذا الاعتقاد غير دقيق.
القهوة مدرّة للبول .. ولكن؟!
مثل الشاي، تُعد القهوة مشروبًا مدرًا للبول، أي أنها تحفّز الكلى على التخلص من السوائل. غير أن هذه المشروبات تحتوي على نسبة عالية من الماء، تصل إلى 90% في بعض الحالات. وعند استهلاكها باعتدال، لا تلغي الحاجة إلى شرب الماء، بل يمكن أن تسهم في ترطيب الجسم.
لكن من المهم الانتباه إلى الكميات المستهلكة. فبعد حد معين، قد يزيد الكافيين من التأثير المدر للبول، مما يعزز احتمال حدوث الجفاف بدرجة طفيفة. وطالما أن الاستهلاك اليومي من الكافيين لا يتجاوز 240 ملج (ما يعادل فنجانين من القهوة)، فلا يوجد خطر حقيقي من الجفاف. أما إذا تجاوز هذه الكمية، فقد يؤدي إلى زيادة طفيفة في إدرار البول.
لا بديل عن الماء
رغم أن القهوة لا تسبب الجفاف بشكل مباشر، فإنها لا تُعد بديلًا عن الماء.
وتشير فريوريك إلى أنه يُوصى بشرب ما بين 1.5 إلى 2 لتر من الماء يوميًا، وهو هدف لا يحققه كثير من الفرنسيين. وتوصي بشرب نحو 3 لترات من السوائل يوميًا، شريطة أن تحتوي هذه الكمية على الماء. ويمكن أن يشمل ذلك الماء العادي أو الفوّار، أو القهوة، أو الشاي، أو حتى المرق. أما من لا يحبون طعم الماء، فيمكنهم إضافة بعض أوراق النعناع، أو شرائح الليمون، أو الفاكهة لإضفاء نكهة طبيعية.
وبالإضافة إلى القهوة، هناك بدائل أخرى للترطيب، مثل شاي الأعشاب، أو ماء جوز الهند، أو الحليب.
شرب القهوة باعتدال
ختامًا، يمكن للقهوة أن تُساهم في ترطيب الجسم، شريطة استهلاكها بشكل معتدل. فالإفراط في تناول الكافيين قد يؤدي إلى آثار سلبية على الصحة، منها اضطرابات النوم، والعصبية، والرعشة، وتسارع ضربات القلب، والصداع، والتهيج، والقلق. ولا يُنصح بالكافيين لبعض الأشخاص، خصوصًا من يعانون من حرقة المعدة أو الارتجاع المريئي الشديد.
المصدر: