في إطار سعي مصر المستمر لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز قدرتها على مواكبة التحديات العالمية في مجال الطاقة، شرُفت بحضور الندوة التمهيدية للتحضير لمؤتمر عالمي لبحث شئون الطاقة والتنمية المستدامة .
شارك في الندوة مجموعة من خبراء الطاقة و البترول و الطاقة النووية و الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى وزراء بترول سابقين، و أساتذة جامعات متخصصة، و ممثلين من لجنة الطاقة في الأحزاب المصرية، فضلاً عن صحفيين مختصين بشئون الطاقة.
كما حظيت الندوة بحضور لافت من ممثلي القطاع الحكومي و القطاع الخاص، حيث تم مناقشة أبرز التحديات والفرص التي تواجه مستقبل الطاقة في مصر والمنطقة.
من المقرر أن يعقد هذا المؤتمر في شهر مايو القادم تحت رعاية المؤسسة العلمية للطاقة في مصر مع فرصة لتواجد عربي ودولي يُعني بالطاقه والتنميه الاقتصاديه في العالم للإستفادة من تجارب الدول المتقدمه ودول الجوار في هذا المجال.
من أهم أهداف مثل هذه المؤتمرات المجتمعية المتخصصة هي استعراض خطورة الاعتماد علي مصدر وحيد لتوليد الطاقة وعدم التركيز علي تنوع المصادر لأسباب متعددة، فمثلاً مصر تعتمد خطتها الخمسيه علي اعتماد البترول أو الوقود الأحفوري مصدر رئيس ثم يأتي بعدة مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة وفي آخر الترتيب الطاقة الذرية بنسبة بسيطة.
يعكس هذه الاستراتيجية موروثات وثقافه قديمة أن الوقود الأحفوري هو المصدر الدائم والآمن بجانب توافره محلياً بكميات تكفي احتياجاتنا.
حتي وإن كانت فرضيه تميل للصواب ولكن الواقع الجديد يفرض علينا تغيير هذه الاستراتيجية وهذا ما تفعله الدولة المصرية منذ بضعة سنوات ولكن الأمر يحتاج لتوعية وثقيف الشعب علي أهمية التنوع والاقتصاد في استخدام الطاقة لنعبر معاً عنق الزجاجة.
من الأمثلة التي نوقشت في الندوة التحضيرية أن معظم الدول النامية أو الناشئة تميل لاتباع نفس الأسلوب وهو التركيز علي مصدر طاقة وحيد لمجرد انه الاعتقاد السائد، فمثلاً دولة أفريقية تعتبر الأغنى في العالم باحتياطيات اليورانيوم المشع ما الذي يدفعها للاعتماد علي البترول ومنتجاته مصدر أساسي للطاقة رغم ندرة توافره علي أراضيها.
أقوي سبعة دول صناعية ومتقدمة لا يوجد في ثلاث منها اكتفاء ذاتي أو ربما لايوجد مصدر طاقه وحيد متوفر لديها لتقيم عليه نهضتها وتقدمها الصناعي ولكنها خططت بشكل جيد وآمن لاستيراد حاجتها بعد دراسه الجدوي الاقتصاديه لمشاريعها وخططتها في التنميه.
مصر وهي أهم أهداف المؤتمر اعتمدت في السابق علي البترول بنسبه تزيد عن الـ 85% وركنت الي هذا المصدر معتقدة انه آمن ومستمر ولم تعمل في السابق علي تنوع المصادر وكانت النتيجه تناقص حاد في الانتاج آخر ثلاثة عقود لأسباب بعضها خارج عن ارادتنا شغلتنا عن تأمين هذا المصدر محلياً بشكل كاف لقيام نهضتنا بشكل آمن في ظل اهمال غير متعمد للحقول النفطيه المنتجه القديمه وتنمية الفرص الجديدة وزيادتها ما أدي إلى وضع حرج خلال فصل الصيف من انقطاع للكهرباء وتعطيل لبعض الانشطة التي تعتمد البترول مصدر اساسي لتشغيلها مادفعنا للإستيراد لتعويض النقص وما أدراكم ماتأثير الاستيراد علي الموازنه العامه والجور علي موازنة مجالات خدميه أخري لاتقل اهميه عن توفير الطاقه مثل التعليم والصحه و استمرار بناء قدرتنا العسكريه الرادعه التي لم ولن تتوقف.
ومثال بسيط عن تكلفة دعم الديزل والبوتاجاز المستهلك محلياً كم يكلف موازنة الدوله سنوياً – رغم شكوي المواطنين من رفع اسعارة آخر 10 سنوات – يكفي لايضاح الأثر السلبي لعدم تنوع مصادر الطاقه والاعتماد علي مصدر وحيد لتوليدها.
ومن الأمثله الواقعيه علي أهمية تنوع مصادر الطاقه هو مايحدث في اوروبا هذا الشتاء بعد تناقص امدادات الغاز الروسي ونقص الكميات البسيطه المصدرة من مصر وجيرانها نتيجة مشاكل انتاج فنيه لم تتأثر كثيراً دول مثل فرنسا والمانيا وهي من الدول الصناعيه الكبري حيث اعادت الاعتماد علي مفاعلات نوويه قديمه ربما بعضها لم يتم صيانته بشكل كاف كما اعتمدت الصين قمة الدول الصناعيه علي الفحم مصدر رئيسي لبناء نهضتها وتصنيع المفاعلات النوويه الصغيرة المستخدمه سلمياً في توليد كهرباء رغم تعارض بعض هذه المصادر مع البيئة ولكن لاشئ يمنع بناء اقتصاد او الحفاظ علي مقومات دوله وأمنها عند الضرورة يتم التقليل من الشعارات والقيم المنظمه للحياه علي الكوكب؟
كانت المناقشات إيجابيه وأهم مافيها بحث ارقام رسميه ونسب مساهمات المصادر المختلفه في مصر في توليد الكهرباء. وخطط الدوله الطموحه لتنوع المصادر وعدم الاعتماد علي مصدر واحد مع العمل علي تأكيد ان المصادر الأخري آمنه وتقوم عليها تنمية دول كبري متقدمه صناعياً وبيئياً.
أرجوا التوفيق لهذا المؤتمر الهام لما فيه من تجمع خبرات لفيف من العلماء والخبراء والاكاديميين الذي يثري الحديث عن الطاقه بالفائدة مايعود بالنفع علي تأمين مصادر الطاقه الآمنه في مصر والعالم بشكل لايضر بيئياً ولايرهق موازنة الدول الاقتصاديه.
أرجوا تواجد وزارتي البترول والكهرباء في هذا المؤتمر، وأن يأخذ الشكل الرسمي للدولة لما له الأثر الكبير إن شاء الله في رسم سياسة مصر الاقتصادية واحتياجاتها من الطاقة خلال نهضتها وبناء مصر الجديدة.