ملتقي المرأة بالجامع الأزهر يواصل تحذيراته ويدق جرس الإنذار حول الأثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي علي الأسرة
آمنة عبدالحليم
ملتقي المرأة بالجامع الأزهر يواصل تحذيراته ويدق جرس الانذار حول الأثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي علي الأسرة ويذكر أن هذه البرامج تعقد برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام علي الأنشطة العلمية للرواق الأزهري ، والدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر .
عقد الجامع الأزهر الشريف الندوة الثالثة من برامجه الموجهة للمرأة والأسرة تحت عنوان أثر وخطورة وسائل التواصل الاجتماعي علي الأسرة وحاضر فيها كل من :
الدكتورة خضرة سالم أستاذ التربية بجامعة الأزهر وأمين سر اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ
والدكتورة رحاب الزناتي أستاذ التربية بجامعة الأزهر و أدارت الندوة الدكتورة / سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر .
تحدثت د. سناء السيد و قالت : وسائل التواصل الاجتماعي أحدثت ثورة في حياة الناس انفتح بها أبوابا للخير لا تعد ولا تحصى وأبواب للشر والفساد الفيصل فيها الدين والانضباط الأخلاقي . وبدأت د.خضرة سالم حديثها بالفرق بين المواطنة الرقمية والمخدرات الرقمية ، كما أوضحت الايجابيات الكثيرة لمواقع التواصل الاجتماعي ، كتعزيز التواصل بين أفراد الأسرة خاصة الذين يعيشون في بلدان مختلفة ،
واكتساب المعلومات والثقافات الجديدة والخبرات المختلفة والتسويق ، كما أنها ذكرت أيضا مجموعة من السلبيات منها إهمال الجانب الديني والانشغال عن ذكر الله وتأخير الصلاة عن موعدها و التقصير في العبادات و تأدية الواجبات ، كما أكدت د. خضرة أمين سر اللجنة الدينية أن كثرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي جعلت بين الزوجين مشاعر سلبية وجفاء عاطفي وانشغلت الزوجة عن واجباتها تجاه بيتها وأولادها و إفشاء الأسرار الزوجية ، وانشغل الزوج عن الزوجة وضعف الرقابة علي الأبناء و إهدار الوقت الذي يمكن الاستفادة منه في كل ما هو نافع ومفيد، كما أصبحت هناك خيانات زوجية بسبب المشاكل وبسبب عدم انتباه الزوجة و تقصيرها و إهمالها لزوجها وبيتها ، وزيادة الخمول والكسل والزيادة في الوزن والأمراض الجسدية والنفسية وانتشار الشائعات والأخبار الكاذبة إضافة إلي زيادة الجرائم والاحتيال والنصب وانتشار التنمر بين الناس وانتشار إدمان المخدرات الرقمية والعزلة الاجتماعية . كما أوصت د. خضرة باتباع بعض الإرشادات للحد من هذه السلبيات منها حظر المواقع الإباحية والتوعية المستمرة واستشعار مراقبة الله وتقدير نعمة الوقت واستثماره في كل ما ينفعنا و يفيدنا .
تحدثت د. رحاب الزناتي عن الاستخدام غير المنضبط لوسائل التواصل أصبح أقصر الطرق إلي الطلاق والانفصال بين الزوجين وتشتت الأسرة وتشرد الأطفال ، ان هناك أثار سلبية لوسائل التواصل الاجتماعي علي الأسرة ككل ومنها ضياع الحقوق وازدراء النعمة والتخبيب ، مستشهدة بحديث رسول الله صل الله عليه وسلم : “ليس منا من خبب امرأة علي زوجها أو عبدا علي سيده ” فقد أصبحت هذه الوسائل من أقصر الطرق إلي الطلاق والانفصال بين الزوجين وتشتت الأسر . كما أوصت د. رحاب بتجنب الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي موضحة أداب التعامل معها؛ كغض البصر وكف الأذي وغير ذلك ، خاتمة حديثها بتقديم مجموعة من النصائح للتخلص من ادمان هذه الوسائل ،مؤكدة علي أهمية تنمية الرقابة الذاتية والخوف من الله تعالي داخل النفس ، و الالتجاء إلي الله تعالي بالدعاء والذكر بأن يصرف عنا بلاءها ويكفينا شرها .
ومن جهتها تسألت د. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر: هل مواقع التواصل الاجتماعي التي غزت البيوت والأسر عززت التواصل وزادت الترابط بين أفراد الاسرة أو انقلبت إلي وسائل للتقاطع ؟ لقد انتقلنا من الواقع إلي المواقع ، وغابت إلي حد كبير جلسات الود وسهرات الأنس وأصبحت المشاعر باهتة والمودة خافتة حتي الأبناء والبنات لا يكاد الأبوان يعرفان عنهما شيئا وأصبح كل فرد يعيش في عزلة عن أسرته وهو في أحضانها ، وتحت رعايتها ووصايتها .وبينت الباحثة بالجامع الأزهر أن وسائل التواصل الاجتماعي علي الرغم مما تتمتع به من مزايا وايجابيات فانها للأسف قد سهلت الطريق إلي الخيانة الزوجية واقامة العلاقات العاطفية المحرمة التي تنتهي بفضائح و خيانات وانتهاكات تؤدي الي تدمير الأسرة وتشتت أفرادها وهدم البيوت علي رؤوس أصحابها .
وأضافت أن كل ما يراه الزوجين علي هذه الوسائل يفسد الحياة الزوجية ، ويخرب الحياة الأسرية فلم يعد كلا الزوجين أو أحدهما يهتم بالآخر و يأنس به ، فعنده ما يملأ به فراغه ، لديه عالم آخر من الخيال والإثارة والمغامرات .