شارك المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية في فعاليات منتدى “غازتك” 2025 بمدينة ميلانو الإيطالية، أحد أبرز الملتقيات العالمية لصناعة الغاز والطاقة، حيث قاد سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى مع مؤسسات دولية وشركات كبرى لتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة، واستعراض استراتيجيتها في خفض الانبعاثات والتحول الطاقي وجذب الاستثمارات.
وخلال المؤتمر، عقد الوزير جلسة مباحثات مع الدكتور فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، في إطار الشراكة الاستراتيجية التي انضمت إليها مصر كعضو مشارك عام 2022. تناول اللقاء مستجدات التعاون في مجالات التحول الطاقي وأمن الإمدادات، مع التأكيد على الدور المستقبلي للغاز الطبيعي كوقود انتقالي منخفض الكربون، ودعم برنامج عمل مشترك يتضمن ورشة لخفض انبعاثات الميثان، بجانب التحضير لبرنامج تعاون جديد للفترة 2026–2028. كما وجّه الوزير دعوة لبيرول للمشاركة في مؤتمر مصر الدولي للبترول والطاقة EGYPES 2026.
وفي سياق موازٍ، التقى الوزير بوفد من البنك الدولي برئاسة زوبين بامجي، لمناقشة أوجه التعاون في دعم مشروعات خفض الميثان وتعزيز جهود مصر في التحول الطاقي. وأكد الوزير أن خفض الانبعاثات ركيزة رئيسية في استراتيجية البترول، مشيداً بدعم البنك لمبادرة القضاء على حرق الغاز بحلول 2030، ومشروعات استرجاع غازات الشعلة والكشف عن التسربات. كما ناقش الجانبان آليات الحصول على منح ضمن شراكة GFMR، بما يتيح تنفيذ مشروعات رائدة في مجال الاستدامة وخفض الكربون.
كما اجتمع الوزير مع شركة ماكديرموت العالمية لبحث التعاون في مجالات الإنشاءات والحلول الهندسية المتكاملة للطاقة، بما يسهم في تسريع أنشطة التنمية والإنتاج وضمان تلبية احتياجات السوق المحلي من الطاقة.
أما على صعيد التعاون الإقليمي، فقد التقى الوزير جورج باباناستاسيو وزير الطاقة والصناعة القبرصي، حيث ناقش الجانبان تسريع ربط حقل كرونوس القبرصي بالبنية التحتية المصرية بحلول 2027، إلى جانب مشروع حقل أفروديت. ويأتي هذا في إطار الدعم المباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره القبرصي لتعزيز التعاون الإقليمي في مجال الغاز، بما يتيح لقبرص تصدير إنتاجها إلى أوروبا عبر مصر ويعزز موقع مصر كمركز إقليمي للطاقة.
كما بحث الوزير مع جيلبرتو بيتشيتو فراتين وزير البيئة وأمن الطاقة الإيطالي سبل التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والاستدامة البيئية والتعدين، مؤكداً أهمية الدور المصري في ضمان أمن الطاقة الإقليمي، فيما استعرض الجانبان فرص التعاون في الهيدروجين الأخضر وكفاءة استخدام الطاقة، إضافة إلى الفرص المتاحة للشركات الإيطالية في قطاع التعدين بمصر.
وفي إطار توسيع الشراكات مع الشركات العالمية، عقد الوزير لقاءات مع باتريك بويانييه رئيس مجلس إدارة شركة توتال إنرجيز الفرنسية، حيث تمت مناقشة مشروعات الاستكشاف والإنتاج والتوسع في أنشطة الغاز والطاقات الجديدة، ومع مصبح الكعبي الرئيس التنفيذي للاستكشاف والتطوير والإنتاج في أدنوك الإماراتية، حيث تطرق الحوار إلى خطة شركة “أركيوس إنرجي” – الشراكة بين BP وأدنوك – لمضاعفة إنتاجها من الغاز في مصر خلال السنوات المقبلة، بجانب التعاون في الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا خفض الانبعاثات.
كما شارك الوزير في المائدة المستديرة رفيعة المستوى التي ترأسها الدكتور فاتح بيرول، والتي ناقشت التوازن بين أمن الطاقة وخفض الانبعاثات في ظل التحديات الجيوسياسية وتزايد الطلب على الطاقة. وقد أكد المشاركون على أهمية الاستثمارات والتحالفات العابرة للحدود في تحقيق تحول طاقي عادل ومستدام.
وفي حدث محوري خلال المؤتمر، أعلن الوزير إطلاق مشروع المسح السيزمي القاعي (OBN) في شرق البحر المتوسط على مساحة 95 ألف كيلومتر مربع باستخدام أحدث التقنيات العالمية، بهدف توفير بيانات دقيقة تعزز فرص الاستكشاف وتقلل المخاطر، بما يفتح المجال أمام استثمارات جديدة في عمليات البحث والإنتاج. وأوضح أن المشروع، الذي رُسي على تحالف “شلمبرجير – فيريدين”، سيُنفذ على ثلاث مراحل تمتد لسبع سنوات تبدأ في 2026 باستثمارات 117 مليون دولار.
وشهد منتدى “غازتك” 2025 مشاركة وزراء ومسؤولي طاقة من أكثر من 150 دولة ونحو 50 ألف مشارك، ليؤكد مكانته كمنصة عالمية لمستقبل صناعة الغاز والطاقة. وجاءت المشاركة المصرية بقيادة الوزير كريم بدوي لتعكس بوضوح مكانة مصر كفاعل إقليمي رئيسي في قطاع الطاقة، وحرصها على توسيع الشراكات الدولية وتبني أحدث التقنيات الداعمة للتحول الطاقي والاستدامة.