رأى

مريم جهاد تكتب: ظاهرة العنف عند الشباب .. أسبابه وطرق حلوله

محتويات المقال

akhbarelsaa.com nbwlyYll

         مريم جهاد

انتشر العنف اللفظي والبدني لدى الشباب مُتجاوزًا الفئات العمرية والمناطق الجغرافية والنوع سواء ذكر أم أنثى، وأضحى بكل صوره ظاهرة عامة قد تصل إلى التطرف الديني، وهو يمثل حالة عامة من الغضب رغبة منهم في إيذاء الأضعف جسديًا وبنيانيًا وفسيولوجيًا بشكل متعمد.

ويأخذ العنف اللفظي أشكالا عدة مثل التحقير والتوبيخ والتحرش والإيذاء اللفظي، والعنف الجسدي كالضرب المبرح الذي قد يصل إلى حد القتل التي تعكس أحوال المجتمع داخليًا، كذلك حوادث الاختطاف، وانتشار أعمال البلطجة، وعنف الشباب مع آبائهم وأمهاتهم، وإخوانهم وأخواتهم، وجيرانهم والناس من حولهم وفي المدارس أيضًا، ولهذا التنوع أسباب تؤدي إليه، وله نتائج سلبية، كما أن له حلولاً مؤكدة.

أما عن الأسباب فهي متعددة ومتفاوتة والسبب الأساسي لتفشيه عند الشباب هو عدم توفير فرص للعمل مما يصيبهم بالشعور بالإحباط وخيبة الأمل واليأس من المستقبل، وعدم القدرة على فتح بيت وتكوين أسرة مع تأخر سن الزواج المتزامن مع التطرف الشديد في ملابس الفتيات ومشاهد العري في القنوات مما يؤدي إلى الكبت الداخلي، والذي يعبر عنه غالبا في صورة من صور العنف. ومن ضمن الأسباب المهمة أيضًا ضعف الوازع الديني الذي قد يؤدي إلى الانضمام للجماعات المتطرفة.

كذلك الفراغ الذي يستحوذ على وقت وعقل الشباب نتيجة للبطالة والفقر والعوز الذين يزدادون مع سوء الأوضاع الاجتماعية وارتفاع أسعار المعيشة والشعور باليأس والإحباط وعدم القدرة على مواجهة مصاعب الحياة ونتيجة لذلك يلجأ الشباب لتفادي تلك الضغوطات لاجئين للعنف؛ لتهدئة النفس، كذلك ضعف قنوات الحوار بين الشباب والجهات المعنية بحل مشكلاتهم مما ينتج عنه زيادة حالة اليأس.

إضافة إلى أن أحداث ثورة عام ٢٠١١ وهي أحد أسباب العنف وبداية ظهوره على جدران المجتمع المصري- تحديدًا- وما تلاها من انفلات أمني وعنف شديد ومظاهرات وصولًا لحالات القتل، مما أدى لبداية ظهور العنف نتيجة لغياب الأمن مرورا بوجود دوافع العنف داخليا لدى الشباب، علاوة على ارتفاع مستوي الاضطراب الأسري والتنشئة الخطأ للأجيال، فالإنسان يولد بفطرة سليمة نابذة للقتل ورافضة لإيذاء للبشر، ولكن تربية الإنسان صغيرًا على مفاهيم خاطئة وعادات وأعراف مغلوطة وغفلة الأهل عن الشباب في مرحلة النضج التي هي بدورها مرحلة التغيرات العقلية وكذلك الممارسات التأديبية المتراخية او القاسية وتداول العنف في تربية النشء يترتب على ذلك تكوين شخصية الإنسان بشكل خاطىء مُتبنيًا أفكارًا مُخالفة لفطرته، أيضًا الشعور بالنقص الذي ينتاب الفرد نتيجة لسوء التربية يترتب عليه العنف الشديد تجاه المجتمع.

كما أن مشاهد العنف المنتشرة من خلال السينما والتليفزيون ووسائل الإعلام تلعب دورًا كبيرًا وفعالاً في نفوس الشباب لأنها تغزو عقل الإنسان للقيام بالانتقام وتعزز فكرة سهولة الهروب من العقوبة، وقلة التوعية بخطورة التنمر حيث إنه يتولد بحد ذاته في مرحلة الطفولة ويتعزز في مرحلة المراهقة، وتفشي التنمر في أحد المؤسسات التربوية من أسباب انتشار العنف نتيجة لسوء البيئة المدرسية وانعدام الأمن النفسي بها.

أما عن الحلول التي يجب البدء بالعمل بها لتكوين جيل جديد يخلو من أفكار العنف ومحاولة إنقاذ الجيل الجديد، فيجب أولًا منع العنف في الطفولة المبكرة مثل عدم استخدام الضرب كوسيلة للتربية وتجنب التعرض للمشاهد العنيفة من خلال وسائل الإعلام، كذلك خلق بيئة مدرسية آمنة ونشر ثقافة التفاهم ونبذ التشدد وتعليم الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين استراتيجيات لرد الفعل الأنسب تجاه مواقف التنمر دونًا عن العنف والضرب وكذلك إيجاد فرص عمل للشباب ضرورة من ضرورات حل هذه المشكلة.

ولا بد من نشر سياسة الحوار بين الشباب والجهات المعنية، ودراسة المشكلات بكل شفافية وترك الفرصة للشباب ليتحدث عن نفسه وعن حاجاته، وأن يكون المسؤولون عنهم هم أقرب إلى أعمارهم وعقولهم وعلى دراية بمتطلبات مرحلتهم، مع الشفافية والصدق في إيجاد حلول حسب الإمكانات المتاحة والمتيسرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى