أشار كتاب لغة الجسد للكاتب يوسف أبو الحجاج الأقصرى فى فصله الرابع عن لغة العيون بأن النظرة تبوح بالكثير، ولا تقتصر لغة العيون على لغة الحب الصامت ولكن قد تتعدى هذا بكثير، فقد تكون النظرة معبرة عن التحدى أو القبول والرضا أو التعبير عن الدهشة أو الاستغراب.
وفى هذا السياق يشير المؤلف إلى ما تغنى به الشعراء عن لغة العيون وقالوا “رشقتنى بسهام عينيها”، وأيضا “فى عينيها بريق”.
ومما لا شك فيه أن النظرة تعكس العديد من التعبيرات كالفرح، والحنان، والعطف، والضجر، والحسد، والجاذبية، والدلال.. وغيرها من المشاعر والأحاسيس.
والحقيقة أن أحاسيسنا ومشاعرنا كلها تكشفها نظرة واحدة، وعلى سبيل المثال تتسع أحداقنا أربع مرات حين ننفعل أو نثار حسيا وإذا غضبنا أو تعكر مزاجنا تقلصت أحداقنا إلى أصغر حد ممكن.
ففى الماضى، كان الصاغة الصينيون يلاحظون عيون زبائنهم وينظرون بعمق فى أحداقهم، فإذا توسعت أحداق عين الزبون علموا بأن البيع أكيد.
ويذكر أيضا أن رجل الأعمال الثرى أوناسيس كان دائما يحتمى بنظارته الشمسية بشكل دائم لكى لا يعرف الآخرون ما يريد، وكان يؤمن بلغة العيون وبأنها تفضح صاحبها دائما فلا يستطيع أن ينكر ما بداخله لأن عينيه ستحكى نيابة عنه.. ماذا يريد؟ وبماذا يشعر؟
ومن أنواع النظرات تظهر النظرة المهنية فى مجال العمل، فإذا كنت تفاوض فى مجال الأعمال، وترغب فى خلق مناخ جيد، ثبت نظرك على مثلث وهمى مرسوم فوق جبين محدثك، وحافظ على نظرتك فوق نظرته تبقى سيد الموقف دائما من خلال تلك النظرة.
والنظرة من جانب وهى نظرة من جانب مع ابتسامة أو حاجب مرفوع هى نظرة اهتمام وأحيانا نظرة إغراء، وخاصة من جانب النساء. وتعد النظرة بمؤخرة العين مع حاجبين مقطبين وزوايا فم مزموم تدل على العدوانية أو الانتقاد على أقل تعبير.
باختصار، فإن نظرتك للآخرين تحدد طابع اللقاء بينك وبينه بل تقول بلا كلمات ما الذى يود أن يقوله. ويمكن إيجاز أشهر أشكال لغة العيون فى الأشكال الآتية: