لكِ الله ياغزة
نعيش اليوم على ضفاف أنهارمن الدماء يجري فيها أحشاء وأعضاء أطفال من أقصى الأرض لمغاربها، أصبحت الدماء رؤية معتادة طبيعية لا تزعج ولا تترك أثرا في قلوبٍ كانت تبكي من آهات أخرين ، تعهد الصهيوني بأن يقتل الحس عندنا، وأننا لا نبكي أبداً بعد اليوم على أي صرخة طفل ، أو وجع قلب أم. أقسم الصهيوني أن يفطر قلب كل أب وأم على طفليهما بقذيفة غيّبته ودمرته، تعهد أن يقصف كل ربع ساعة مدرسة يسلب خلالها حياة أطفال أبرياء (ملائكة الرحمة)، وأن يقتل 14 فلسطينيا مدنيًا كل ساعة، ويسلب حياة أمرأة فلسطينية كل دقيقة، أم وزوجة وأخت وبنت، تسمع آهات وصرخات أطفال من هول ما تسمعه من فزع، استيقظوا عليه فوجدوا أنفسهم تحت ركام يرتجفون رجفًا، يخرج أغلبهم فاقدين بعض أعضائهم، ينتظرون شربةَ ماءٍ وعلاجٍ تضمد جروحهم، وطعاما يسد جوعهم.
لكن السيناريو الإسرائيلي حِيك بليل ومكر ودهاء، لا يمكن خرقه أبدا ، ينص على إبادة أطفال وأسر كاملة ليس قضيتهم موتا أبدا، إنما هو سيناريو مسبق إعداده جيدا، أن يُقتلع الفلسطيني اقتلاعا من الأرض، لا طعام ولا ماء ولا وقود ولا دواء.
يا ويل قلوبنا وأجسادنا من أيد مكتفة عندما نسمع ماذا تقول أم وأب فلسطيني لأطفالهما عندما يطلبون شربة ماءٍ فلا يقدران أن يلبيا لهم طلبهما اليسير، هل سينسى يومًا هذا وإن عاشا بعدها؟ وعندما يسترقان السمع، وسط هدير الموت، أن حرمانكم من الغذاء والماء والدواء جريمة حرب، لأنك فلسطيني حقك مهضوم، فيجد الجواب بأن القانون الدولي لم يجد لمثلك حقا، ليس لحياتك قيمة عند غيرك، لأن إسرائيل فوق القانون الدولي، تخرقه بلا رادع، تضرب بقرارات مجلس الأمن عرض الحائط، تبني المستوطنات في خرق واضح
للقانون الدولي دون رد، تصادر أراضي فلسطين من دون مساءلة، تطرد المقدسيين من بيوتهم من دون حساب، تقتل حق شعوب المنطقة في السلام من دون افتراس.
لم يطلب مجلس الأمن حتى وقفاً لإطلاق النار لحروبها الحالية مع غزة، التي دمرت الحجر والبشر، الذي كان له حق الإنسانية، وأنشأ له مؤسسات حقوق الإنسان، تحافظ على حقوقه ومستحقاته. أين قوانين جامعة الدول العربية؟ متى ينقشع الظلام في جميع أرض غزة، ورائحة الغبار والبارود التي ملأت جميع أنحاء غزة؟ قلوبنا تنزف جميعا على آهات وآلام ووجع وصرخات كل فلسطيني.
هزتنا نسمات الليالي، فتراءى ببالنا طيف آلامٍ مرير، أبكتنا صرخات الأيامى، وأنين تنامى حول قيد وأسير، تكوينا شهقات الثكالى طعنات توالى، دمعة الطفل الغرير، مدينا يا شراع الزمان لربوع الأماني لمدى زاه منير.