مؤتمرات وندوات وورش عمل
في الملتقى العربي الثالث عشر للشباب والبيئة الساحلية:
البحر الأحمر نموذج لاقتصاد بيئي يحوّل التحديات إلى مكاسب

وسط أجواء دولية تتصاعد فيها المخاوف من التلوث البلاستيكي وتداعياته الخطيرة على البيئة البحرية والاقتصاد العالمي، انطلقت بمدينة الغردقة فعاليات الملتقى العربي الثالث عشر للشباب والبيئة الساحلية تحت شعار “شواطئنا حياتنا.. والبلاستيك خطرها”، بمشاركة شباب وخبراء من 19 دولة عربية وأفريقية، برعاية جامعة الدول العربية.
الملتقى الذي تزامن مع مفاوضات جنيف، حيث تواصل الأمم المتحدة صياغة معاهدة دولية ملزمة بشأن البلاستيك، في محاولة للحد من إنتاجه والتعامل مع النفايات المتزايدة. وتشير التقديرات إلى أن الإنتاج العالمي للبلاستيك قفز من 1.5 مليون طن عام 1950 إلى أكثر من 400 مليون طن سنويًا، فيما تراوحت كميات المخلفات البلاستيكية المتراكمة في البحار والمحيطات بين 75 و199 مليون طن، ما أدى إلى نفوق ملايين الكائنات البحرية سنويًا بسبب ابتلاع الجزيئات البلاستيكية الدقيقة.
تهديد للأمن الغذائي
شدّد الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين ورئيس الاتحاد العربي للشباب والبيئة خلال كلمته في افتتاح الملتقي على أن التلوث البلاستيكي لم يعد قضية بيئية فحسب، بل تحول إلى تهديد مباشر للأمن الغذائي، قائلاً: “الحل الحقيقي لا يكمن في إعادة التدوير فقط، بل في خفض إنتاج البلاستيك نفسه، ووضع مواصفات قياسية صارمة لصناعته، رغم تعهدات بمليارات الدولارات لدعم جهود المناخ، لم تلتزم الدول الصناعية الكبرى، بينما تتحمل أفريقيا والشرق الأوسط عبئًا لا يتناسب مع حجم مساهمتهما الضئيلة في هذه الأزمة”.
الغردقة خالية من البلاستيك
من جانبها، أكدت الدكتورة ماجدة حنا، نائب محافظ البحر الأحمر، أن مصر خطت خطوات جادة في هذا الملف، حيث أصدرت المحافظة البحر الأحمر القرار رقم 11 لسنة 2023، الذي يحظر بشكل كامل تداول أو استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام. كما أُطلقت مبادرات محلية في مدن مثل الجونة ومرسى علم للتحول التدريجي نحو بدائل صديقة للبيئة، مدعومة بحملات توعوية بالشراكة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص.
الاقتصاد الدائري.. من أزمة إلى فرصة
أشار الدكتور ممدوح رشوان، الأمين العام للاتحاد العربي للشباب والبيئة، إلى أن العالم دخل ما يُعرف بـ”يوم التجاوز البلاستيكي”، حيث تتخطى النفايات قدرة الكوكب على معالجتها. وأوضح أن الأزمة يمكن أن تتحول إلى فرصة اقتصادية مربحة عبر تعزيز الاقتصاد الدائري، موضحًا أن سوق إعادة تدوير البلاستيك عالميًا تجاوزت قيمته 40 مليار دولار سنويًا، مع توقعات بزيادتها إلى أكثر من 60 مليار دولار بحلول 2030، إذا ما توفرت استثمارات كافية في البنية التحتية والتكنولوجيا.
رسالة للشباب .. حماية المستقبل
أما الوزير المفوض فيصل علي غسان، مدير إدارة الشباب والرياضة بجامعة الدول العربية، دعا الشباب العربي للمشاركة الفاعلة في حماية البيئة الساحلية عبر نشر الوعي وتنظيم حملات تنظيف الشواطئ، مؤكدًا أن: “الموارد الساحلية ثروة طبيعية للأجيال القادمة، والتلوث البلاستيكي يهددها بشكل مباشر، ما ينعكس سلبًا على صحة الإنسان واقتصاد الدول الساحلية”.
في النهاية اتفق الجميع علي أن الوعي البيئي مسئولية فردية ومجتمعية، والعمل الجاد لمواجهة التلوث البلاستيكي واجب وطني وإنساني وحماية مواردنا الطبيعية ليست ترفًا، بل ضمانة لمستقبل آمن واقتصاد مستدام”. وان دور الشباب هو الاهم في مواجهة القضية ووضع حلول وبدائل للبلاستيك.






