أمسيات ثقافية

على مسرح اتحاد الكتاب..أمسية ثقافية نقدية تكشف أسرار “حكايات النجوع” لـ “عبدالستار حتيتة”

تحت رعاية الدكتور علاء عبدالهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد الكتاب والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب احتضن مسرح  اتحاد الكتاب   أمسية ثقافية نقدية تنبض بعبق الصحراء وذاكرة البادية لشعبة أدب البادية والتراث الشعبي، برئاسة الكاتب والفنان التشكيلي أبوالفتوح البرعصي، وكان عنوان اللقاء “قراءة في حكايات النجوع” للكاتب الصحفي والقاص عبدالستار حتيتة، ضمن المجموعة القصصية التي استلهمت من رمال مطروح وأجواء الحرب العالمية الثانية ما يجعلها وثيقة فنية وشهادة إنسانية على زمن مضى.

 

افتتحت الأمسية بالنشيد الوطني، ثم قدمت الدكتورة أحلام أبونوارة، الإعلامية ومقرر شعبة أدب البادية، سيرة عبدالستار حتيتة، مؤكدة خصوصية تجربته بوصفه ابناً للبيئة الصحراوية وقبائل أولاد علي. أعقبتها كلمات الترحيب من رئيس الشعبة أبوالفتوح البرعصي، الذي هنأ الكاتب على إصداره الجديد، معتبراً أن “حكايات النجوع” تضيف بعداً آخر إلى أدب الصحراء، إذ تجمع بين واقعية السرد وعمق الرؤية التاريخية.

akhbarelsaa.com 9hZPetcT

بدأت جلسات المناقشة بالدكتورة هدى عطية، أستاذة النقد الأدبي بجامعة عين شمس ورئيس شعبة النقد الأدبي بالاتحاد، التي قدّمت قراءة معمّقة أبرزت قدرة الكاتب على تحويل تفاصيل صغيرة إلى مشاهد مكتملة الأركان، مستخدماً الخلفية التاريخية كقوة دافعة للسرد.

أشارت عطية إلى أن القاص نجح في “الحرث العميق” في التربة السردية، مستعيناً بعناصر المكان والزمان، من الناقة والخيمة وحتى تفاصيل الضيافة في البادية، ليصوغ من خلالها رؤية إنسانية عن التهجير والمقاومة في وجه المستعمر. كما توقفت عند قصة “خذخذ”، حيث اتخذت من مشهد واحد مسرحاً للعدالة المؤجلة، وجعلت من تفاصيل المكان والطقوس اليومية إشارات رمزية لمقاومة النسيان.

akhbarelsaa.com GJkfayPv

أما الكاتب الصحفي صلاح البيلي، مدير تحرير مجلة المصور، فقد ألقى بدوره قراءة نقدية لامست أبعاداً أخرى في العمل، حيث هنأ “حتيتة” على مجموعته، لكنه خالفه في بعض الخيارات الفنية، خاصة لوحة الغلاف التي رآها لا تعكس بدقة حياة البادية، مرجعاً ذلك إلى تأثير الذكاء الاصطناعي، كما تحفظ على المقدمة التي كتبها المؤلف حول الفرق بين القصة القصيرة والطويلة، معتبراً أن مكانها الأنسب كان ختام الكتاب، ومع ذلك أشاد البيلي بلغة النصوص وفصاحتها، وبالبعد التوثيقي الذي يوازي ما فعله بهاء طاهر في “واحة الغروب” أو خليل قاسم في “الشمندورة”.

وأشار إلى عبارة بليغة من المجموعة: “الرجال يعوضون خسارتهم بالأغنام، والأغنام لا يمكن أن تعوض خسارة الرجال”، متمنياً لو كررها الكاتب في أكثر من موضع.

akhbarelsaa.com enEqO0gk

بينما الشاعر أسامة عيد،  لخص انطباعه بأن المجموعة التي تضم 30 قصة على امتداد 320 صفحة تحمل عنواناً موفقاً يفتح أفق التلقي على ذاكرة النجوع في الصعيد والبادية، وتوقف عند قصة “وسادة حجرية” التي اعتبرها نموذجاً لعمق الرمز وجاذبية السرد، كما أثنى على الإهداء القصير “إلى الغائبين” الذي يترك للقارئ مساحة للتأمل والحنين.

akhbarelsaa.com

وبدورها الدكتورة أحلام أبونوارة قدّمت قراءة وجدانية أكدت فيها أن شهادتها قد تكون “مجروحة”، إذ ترى في عبدالستار حتيتة أنه ابن بيئتها الصحراوية، لكنه رغم ذلك استطاع أن يكتب بموضوعية عن الحرب والتهجير وقيم المقاومة الكامنة في تفاصيل الحياة اليومية، واستشهدت بقصة “خديجة”، التي أبرزت دور المرأة في مجتمعات البادية اجتماعياً واقتصادياً ووطنياً، معتبرة أن النصوص كلها تدور في فلك انتماء راسخ للأرض.

akhbarelsaa.com hFYqAPG6

وخلال الأمسية، أضفت المداخلات الأخرى زخماً وتنوعاً، فقد قدّم الدكتور أحمد السلمي، الناقد الادبى  المحاضر بكلية الاداب جامعة عبن شمس والذى قرأ تلك المجموعة وقال ان هناك هدف ومغزى من هذه المجموعة القصصية التى يظهر فيها جيدا معاناة المجتمعات التى عانت التهجير بظلم المستعمر منذ ايام الحرب العالمية الثانية ومازالت بعض البلدان العربية حتى الآن تعانى مرارة التهجير.

akhbarelsaa.com VVC5bfsE

أما الكاتب محفوظ بسيوني بريك الجابوصي  فقد حضر خصيصاً من كفر الزيات ليهدي الشاعر أبياتاً بلهجة البادية تقديراً لصديق دربه لكاتب عبدالستار حتيتة .

akhbarelsaa.com pKQHAzS5

ورأى الشاعر ممدوح حمودة في “حكايات النجوع” عملاً يستحق القراءة المتكررة، حيث أنها عمل ذات قيمة ويحتاج القراءة اكثر من مرة ولكنى محظوظ دائما بصحبة الأصدقاء فى شعبة أدب البادية موجها شكرى وتقديرى لرئيس الشعبة الكاتب أبوالفتوح البرعصى الذى وجه لى الدعوة لحضور هذه الليلة لقراءة تلك المجموعة القصصية حكايات النجوع التى تحمل عبق الصحراء

akhbarelsaa.com alMozRFz

فيما أضاف الكاتب مجدي بكري وآخرون ملاحظات حول تميز اللغة وثراء الرمز.

الكاتب الصحفى عبدالستار حتيتةوأبو الفتوح البرعصي

وفي ختام الأمسية، أفسح البرعصي المجال لعبدالستار حتيتة  للرد على بعض الإتتقادات القليلة التى وجهت إليه ولكنه فضل توجيه الشكر لشعبة أدب البادية والنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ولضيوف المنصة والذين أضافوا له بخبراتهم فى مجال النقد،   وقال ، استفدت كثيرا من النقد البناء للدكتورة هدى عطية والكاتب الصحفى صلاح البيلى وكل الحضور الكرام للرد، وأن عمله القادم سيكون أكثر ثراء بما حمله هذا اللقاء من أفكار.

akhbarelsaa.com rlDhwJna

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى