أمسيات ثقافية

شعراء البادية يحتفلون بملحمة أكتوبر في بيت الشعر العربي بالقاهرة

في إطار احتفالات مصر بذكرى انتصارات السادس من أكتوبر المجيد”ملحمة أكتوبر” ، نظم بيت الشعر العربي بالقاهرة أمسية فنية وثقافية حملت عنوان “أكتوبر في وجدان شعراء البادية”، أعدها وقدّمها الفنان التشكيلي والكاتب أبو الفتوح البرعصي، رئيس شعبة أدب البادية والتراث الشعبي بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر. جاءت الليلة لتجسد كيف يتحول التراث الشفاهي البدوي إلى وسيلة فنية حية لتجديد الذاكرة الوطنية، وتأكيد أن الثقافة هي الوجه الآخر للنصر.

 

بدأت الفعالية في تمام الثامنة مساءً بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، حيث وقف الحضور مرددين “بلادي بلادي” فيما عزف الفنان كرم مراد على أوتار العود ألحان الانتماء. ثم وقف الجميع دقيقة حداد وقرؤوا الفاتحة على أرواح شهداء السادس من أكتوبر المجيد.

رحب الشاعر والإعلامي سامح محجوب، مدير بيت الشعر العربي، بالحضور مؤكداً أن الأمسية جاءت ثمرة تنسيق بينه وبين صديقه وزميله الإعلامي أبو الفتوح البرعصي، لتكون مناسبة وطنية وثقافية تلتقي فيها الأصوات الشعرية القادمة من مختلف ربوع مصر. وأكد أن بيت الشعر هو بيت لكل المصريين والعرب، يفتح أبوابه لكل من يجعل الكلمة جسراً نحو الوطن. ثم سلّم إدارة الأمسية للبرعصي الذي شكر الحضور وحيّا شعراء البادية المشاركين من محافظات المنيا والفيوم وسيناء والبحيرة والشرقية وحلوان، مثمناً مشاركتهم في إحياء ذكرى النصر العظيم الذي أعاد لمصر والعرب عزتهم وكرامتهم.

استهل البرعصي الأمسية بقصيدة وطنية من إبداع الشاعر عياد بوالحجل من بادية مطروح، تبعها شاعر المليون إبراهيم أبوفايد السواركة من بادية رفح الذي أبدع في إلقاء مجموعة من قصائده عن البطولة والنصر، وسط تفاعل حار من الجمهور. ومن بادية الفيوم ألقى الشاعر عبدالله بوشعيب السمالوسي قصيدته “أنتِ حرة وترابك حر” على إيقاعات الطق الشعبي، بمشاركة الفنان نصيب بوكرامة، فغنى الجميع شطرة الملزومة التي ترددت في القاعة كأنها ترنيمة وطنية.

وتواصلت الأمسية مع الفنان كرم مراد من أسوان، الذي حمل نغمات الجنوب على أوتار عوده مؤدياً بعضاً من أعمال الشاعر فؤاد حداد، بينها أغنية “الليلة يا سمره” التي تغنى بها محمد منير، وهي في جوهرها قصيدة حب لمصر. كانت لحظة التقاء بين الأغنية الشعبية والوجدان الوطني.

ثم ألقى الشاعر سليم عواد الحويطي من بادية الحويطات أبياتاً تمجد انتصارات الجيش المصري وتبرز تلاحم الشعب مع قواته المسلحة، تلاه الشاعر حسين الجلالي من بادية المنيا بقصيدته “نصر أكتوبر بيه أفرحنا”، التي أعادت أجواء البهجة الوطنية، بينما قدّم الشاعر محمود مسلم العمراني من بادية الصف وحلوان قصيدتين في حب مصر، تحدث فيهما عن أبناء البادية الذين حملوا السلاح في معارك الاستنزاف وكانوا جزءاً من نسيج النصر.

كما ألقى البرعصي أبياتاً من شعر عيسى بوعيسى من مطروح، قبل أن تتألق الشاعرة والإعلامية الدكتورة أحلام أبونوارة، التي قدّمت قصيدة تدعو إلى وحدة الصف ونبذ الفكر المتشدد، مؤكدة أن مصر تظل جميلة بتنوعها ووحدتها، وقدّمت قصيدتها “هدف عندي راه امعلم انريدك يا مصر علم”، التي وجّهت فيها تحية للأم الكبرى مصر.

وفي الفاصل الفني، صدح المطرب منصور العميري بموال وطني بعنوان “ياللا يا أهالينا حطوا إيديكم في إيدينا”، داعياً المصريين إلى التكاتف من أجل الوطن، وردد معه الجمهور في مشهد يعكس روح المشاركة الشعبية الصادقة. وبناء على طلب الحاضرين، قدّم أغنيته “نحن ناس أبوادي”، التي جمعت الفخر بالهوية مع بهجة الانتماء.

ومن بادية الإسكندرية قدّم الشاعر ميلود الشهيبي قصيدته “ماننسو يا مصر أبطالك”، تلاه الشاعر بوعدنان الرياشي بقصيدتين؛ الأولى تحية لجنود مصر الأبطال، والثانية رسالة موجهة إلى العالم، أعلن فيها رفض أبناء مصر لسياسات تهجير الفلسطينيين، مؤكداً أن صوت البادية يظل وفياً لقضايا العروبة والإنسانية.

كما شارك الشاعر سيد بودهيم الرمحي من قبيلة الرماح بقصائد تمجد الجيش المصري، تلاه الشاعر أنور حامد الذي اختتم الأمسية بأبيات عنوانها الوفاء للوطن، قبل أن يختتم البرعصي الليلة بقصيدته “يا جيشنا المنصور مائة تحية”، موجهاً الشكر للصحفيين والإعلاميين وكل من ساهم في إنجاح هذا اللقاء الثقافي الوطني.

وفي الختام، اصطف الشعراء والفنانون والحضور لالتقاط الصور التذكارية في قاعة بيت الشعر العربي بالقاهرة، وقد امتلأ المكان ببهجة الانتصار وعبق القصيدة. كانت ليلة استثنائية جسدت كيف يمكن للكلمة أن تواصل ما بدأته البندقية، وأن يظل صوت البادية حارساً لذاكرة الوطن وضميره الحي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى