تحقيقات

شرخ فى نسيج المجتمع الأسرى أسهم فى تغيير وجه الجريمة في مصر

بسنت شريف 

دائما ما تنعكس المشكلات المجتمعية على نوعية الجرائم التى تقع بالمحتمع و قد تشكل ظاهرة تتفاوت فى بشاعتها تبعا لمستويات العشوائية المتزايدة فى كل مناحى الحياة .

أخبار الساعة تناقش القضية و تبحث عن أسباب الظواهر المتفشية من نوعيات الجريمة غير المعتادة على نمط الحياة فى مجتمعاتنا الشرقية حتى إن معدل الجرائم في مصر يبدو متزايدا بصورة تحتاج إلى دراسة حيث تحتل مصر المركز الثالث عربيا و الرابع و العشرين عالميا فى معدلات جرائم القتل بحسب تصنيف نامبيو العالمي لقياس معدلات الجرائم.

 و تشكل جرائم القتل العائليه في مصر نسبه الربع بينما تؤكد دراسة للمركز القومي للبحوث الجنائية و الاجتماعية أن ٩٢٪؜ من الجرائم في مصر تقع بدافع العرض أو الشرف   حتى أنه في الفترة الأخيرة كثرت جرائم القتل في المجتمع المصري فهل هذه الجرائم نتيجة سوء ثقافة أو تربية أو علاقات  أسرية غير متزنة أم ضغوط نفسية؟

 هناك جرائم متعمدة و أخرى غير متعمدة.

الجرائم المتعمدة مثل جريمة مقتل نيرة أشرف وسلمي بهجت و الجرائم أما غير المتعمدة مثل جريمة سفاح الجيزة وسبب القتل غير المتعمد يأتي دائما نتيجة الظروف الاجتماعية المحيطة بالمجرم و هناك ظروف محفزة للجريمة نتيجة التربية غير السوية فالأم التي تنفر من ابنها ينتج عنه إنسان غير سوي فالمجتمع و أيضا المشاكل الاجتماعية التي تودي إلي الانفصال بين الأب و الأام يكون لها تأثير قوي علي تربية الطفل كذلك الظروف المادية العسرة يكون لها أيضا تأثير قوي و واضح علي حياة الإنسان.

 و القتل المتعمد يكون القاتل لديه نية لتنفيذ الجريمة و بعد أن يقوم بعمل دراسة كاملة و على اقتناع تام بتنفيذها. 

و احيانا جريمة غير متعمدة نتيجة  الغضب اللحظي  و بعد الجريمة يشعر الإنسان بالندم علي ما ارتكبه.

ما هي الحالة النفسية التي بيكون عليها أىقاتل قبل و بعد ارتكاب الجريمة فحالة القاتل قبل ارتكاب الجريمة لها دوافع نفسية و أفكاره مسيطرة عليه أما بعد الجريمة فإنه إذا قام بقتل شخص ليس له معرفة به يشعر بالندم فقط أما إذا قام بقتل شخص قريب منه فإن الحالة النفسية التي يكون عليها القاتل تكون اكثر سوءا فقد أثبتت الدراسات أن الشخص الذي يقوم بالتخطيط لارتكاب القتل قبل ارتكابه جريمته يصور للمحطين به به أنه شخص سوي و علي خلق حتي يبعد عنه الشكوك . 

و أثبتت الدراسات أيضا أن كثرة المشاهد العنيفة في الأفلام لها تأثير سلبي و أيضا نفسي علي المجتمع المصري و خاصة الشباب الذين يعيشون في ظروف بيئية غير سوية.

تقول الدكتورة زينب شعبان رزق أستاذ مساعد بقسم علم النفس التربوي كليه التربية جامعة عين شمس : إن ظاهر القتل هي ظاهرة اجتمعاعية خطيرة تنتشر في معظم المجتمعات النامية و المتقدمه . فهي من أبشع الممارسات التي يقوم بها الانسان فهذه الجرائم  سالبة للروح الإانسانية التي منحها الله تعالي و جريمة القتل ظاهرة خلقية قبل أن تكون حالة قانونية حيث يلجأ العديد من الأفراد لارتكاب هذه الجرائم بسبب الضغوطات الاجتمعاية و النفسية التي تاتى يمر بها مرتكب الجريمة حيث أصبحت بالنسبة لهم الحل الأسهل و الأسرع للتخلص من المشكلات و الصعوبات التي يواجهونها في حياتهم.

مما لاشك في أن جرائم القتل تسبب الهلع و الفزع لدي المجتمعات البشرية و تتسبب في وقف تقدمها و تتطورها و تختلف هذه الجرائم من مجتمع لاخر من ناحية الحجم و النوع و الكم و الكيفيه. 

و سبب هذه الاختلافات يعود إلى أن كل مجتمع له عاداته و تقاليده المتواراثة فهي التي تحدد إن كان هذا السلوك يشكل جريمة ام لا ففى مجتمع ما يتم تجريمه و مجتمع آخر يتم إباحته و ذلك كله حسب العوامل و الظروف التي تحيط به فتدفعه لارتكاب هذه الجرائم الوحشية و هي من أخطر الجرائم التي ارتكبت و تأثيرها علي أسرة ضحاياها و كل هذه الجرائم  تتعكس بشكل سالب علي المجتمع و الأفراد .

يتضح مما سبق أن سبب مرتكب هذه الجرائم نتيجة سوء الحالة الاجتماعية التي تندرج منها البطالة و عدم التعليم و سوء التربية لذا علي الإعلام دور في توعية المجتمع و بالأخص الطباقات النائية و يجب علي الحكومة عمل بحث للحالة الاجتمعاية الخاصة بالأسىر الفقيرة و موجة ظاهرة البطالة.

و هناك دراسات وبحوث تدور في دوائر كلاسيكية عن ارتباط الفقر بالدراما وبالقيم الغربية وبالجريمة، لكن دراسة عنوانها “العوامل الاجتماعية المؤثرة في ارتكاب الجرائم داخل الأسرة المصرية” (2021) للباحثة هند فؤاد السيد أشارت إلى تداخل كبير بين بعض الدوافع المؤدية إلى ارتكاب الجريمة داخل الأسرة مثل الحال الاقتصادية والفقر والأمية والبطالة والسمات الشخصية والتنشئة غير السوية والبيئة الجغرافية، وتأثرها بالظروف المحيطة في المجتمع.

كما خلصت الدراسة إلى وجود علاقة قوية بين السمات الشخصية والتنشئة الاجتماعية في بيئة غير سوية أو مفككة، والتعرض لوسائل الإعلام التقليدية والحديثة والتأثر بما يرد فيها من قيم وأفكار.

وتطرقت الباحثة كذلك إلى دور الوسائل التكنولوجية الحديثة والإنترنت خلال السنوات الأخيرة في ارتكاب بعض الجرائم داخل الأسرة، سواء تجاه الآخرين أو تجاه النفس حيث تكرار حوادث الانتحار أو إنهاء الحياة بسبب إدمان الألعاب الإلكترونية، أو الإقدام على تحديات أقل ما يمكن أن توصف به أنها بالغة الخطورة.

وتقول الباحثة إن عوامل كثيرة بعضها متراكم وبعضها الآخر ظهر حديثاً في المجتمع المصري، أسهمت في تغيير وجه الجريمة في مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى