رفاعة الطهطاوي رائد التنوير فى مصر الحديثة بين الماضى و الحاضر

مكتبته فى سوهاج منارة علمية و قبلة لباحثى العلوم و الدراسات الحضارية
منزله بطهطا مغلق و فى حاجة للترميم
ميادة موسى
لم يكن رفاعة رافع الطهطاوى مجرد رمز من رموز التنوير الثقافى فى مصر بل أحد أهم أعمدة الدولة الحديثة فى التاريخ المصرى رائدا فى غرث بذور الفكر و التعليم وفق آخر ما توصلت إليه الحركة الثقافية و الفكرية فى أوربا وقتها حيث كان على رأس بعثة للتنوير التى أرسلها محمد على باشا بانى مصر الحديثة إلى أوروبا كى تنهل من أسباب التقدم الحضارى بها و تعود البعثة بما يؤسس لبناء مصر و تعليم أبنائها و رسم صورة جدية للحياة العصرية فيها و كان لرفاعة الدور الرئيس فى إنشاء كلية الألسن يدرس فيها أبناء مصر اللغات المختلفة و من ثم الإطلاع على آدابها و سبل التقدم العلمى فيها و كان له أيضا السبق فى إصدار أول صحيفة مصرية هى الوقائع المصرية لتكون نقطة اتصال بالعالم الخارجى و إعادة ثقل آليات الثقافة المصرية بطابعها الشرقى الأصيل.
هذا الرجل العظيم فى ناريخ مصر و رائد التنوير فيها ترك إرثا عظيما من الفكر الإنسانى كأنه كنز لا يقدر بمال متمثلا فى مكتبته الكائنة فى قلب مدينة سوهاج تشرف بواجهتها التاريخية المزركشة على صفحة النيل العظيم و التى تعد منارة علمية و قبلة لباحثى العلوم و الدراسات الحضارية .
أخبار الساعة سلطت الضوء على منزل رفاعة الذى مازال على هيئته القديمة البسيطة و مكتبته العظيمة فى رحلة صحفية مشوقة بمحافظة سوهاج.
كان البيت الذى يقع فى شارع بدوى بيك بمركز طهطا خاليا إلا أن أحد احفاد رفاعة قائم على الاعتناء به و صيانته هو السفير محمد فتحي رفاعة الطهطاوي و هو أكبر أحفاد رفاعة رافع بك الطهطاوي وكان يشغل منصب رئيس ديوان رئاسة جمهورية مصر العربية منذ بضع سنوات
فى بداية الجولة تحدثنا إلى حارس المنزل محسن ضاحي الذى قال أنه يعمل حارسا للمنزل منذسنوات بعيدة و أن أهل البلدة اعتادوا زيارة منزل رفاعة احتفاء بصاحبة و فضله على الفكر الإنسانى المصرى إلا أن السفير محمد فتحى قرر إغلاق المنزل خوفا عليه بعد أن طالته عوامل التعرية و القدم و من الممكن أن ينهار لتهالك جدرانه من القدم و حاجته إلى الترميم.
من ناحية أخرى مازالت مكتبته بسوهاج مزارا ثقافيا راقيا لأكثر من 150 عاما رغم الغياب.
يقول صلاح عبد الفتاح مدير المكتبة : يرجع تاريخ المكتبة إلي سنة 1932 عندما أهدي محمد بدوي بك رفاعة الي بلدية سوهاج مكتبة جدة رفاعة بك رافع الطهطاوي وكان عدد كتبها نحو أربعة آلأف كتاب فى مختلف العلوم والفنون بينها 1067مخطوط وقد بدأت المكتبة تؤدي رسالتها فى حدود هذه المجموعة من الكتب القديمة وكان روادها فى السنين الأولي من هواة هذا النوع من الكتب ثم أخدت تساير سنة التطور فأضافت إلي مقتياتها كثير من الكتب حديثة التأليف والتي تساير التطور الثقافي والعلمي وتحتوي الآن 11277كتابا وتمتاز هذه المكتبة بمخطوطاتها القيمة ومنها ما هو نادر الوجود فى العالم العربي و من أقدم المخطوطات فيها الشرح الفصيح لثعلب أبن منصور ويرجع تاريخه إلى سنة 389 هجرية وقد اهتمت دار الكتب المصرية والجامعة العربية بمخطوطات هذه المكتبة و إعتبرتها إدارة الثقافة بوزارة التربية والتعليم فى التقرير الذي تم عمله عام 1958 أنها ثالث مكتبات الجمهورية العربية المتحدة وكانت ف العهد الملكى تعرف باسم مكتبة سمو الأمير فاروق وبعد ثورة يوليو سميت مكتبة البلدية و فى أواخر عام 1958 سميت بمكبتة رفاعة رافع الطهطاوى .
و يقول رأفت ذكي أمين المكتبة : بلغت مؤلفات رفاعة حوالي ثلاثين مؤلفا وأشرف علي ترجمة سبعة عشر مؤلفا ومن أهم المطبوعات التى تتزين بها مكتبة رفاعة القول السديد فى الاجتهاد والتجديد و تخليص الابريز ف تلخيص بازير و مناهج الألبان المصرية ف مناهج الآداب المصرية وغيرها وأشرف أيضا عل ترجمة كتاب بداية القدماء وهداية الحكماء وغيرها لذلك يأتي جميع الطلاب و الطالبات من جميع المراحل التعليمة لقراءة الكتب.
يذكر ان إدارة المحليات بطهطا اطلقت إسم رفاعة الطهطاوي على مدرسة تكريما له باعتباره ابن طهطا البار و من أهم السعارات التى أطلقها “حب الوطن من الإيمان الذي أضاء العالم كله”
يقول ياسر هريدي مدير عام بتفتيش كهرباء طهطا مازال رفاعة الطهطاوي باقيا بإرثه الثقافى و مشروعه الفكرى رغم غيابة عن تلحياة منذ أكثر من 150 عاما .
و اضاف ان رفاعة ناشد الباب العالي فى الدولة العثمانية وقتها أن يهتم بتنوير الأذهان والحقيقة أن فكر رفاعة الطهطاوي بتستم بثلاثة محاور أساسية هى شمولية النظرة والاحاطة بالظواهر الاجتماعية والسياسة و الجمع بين التراث الإسلامي وبين العلوم الحديثة وفهمه المستمر للحضارة كذلك الجمع بين الفكر والخبرة و الواقعية .
لهذا يعد رفاعة باعث النهضة الثقافية الحديثة فى مصر والشعلة التي
أضاءت المشرق العربي فى عصر كان فيه ظلمة و جهل وتخلف بقبس من الحضارةالغربية.
 
 
				 
					





