ربيع شاهين يكتب: مصر وأمة العرب والمسلمين .. والفلسطينيين
بداية .. أعلم أن كثيرا من المصريين قبل العرب منتقدي مصر كان يحدوهم الأمل بموقف أكثر قوة وشدة تجاه ما يتعرض له أهلنا وبنو جلدتنا في غزة .. لكن ربما هؤلاء، وهم خارج السلطة ومسئوليتها الجسيمه لديهم حرية إطلاق العنان لعقولهم .. وعلي عجالة يحضرني عبارة لأحد الشيوخ في درس مساء أمس كرر خلاله حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تتمنوا القتال واسالوا الله أن يجنبكم له” .. نعم وصدق الله العظيم قوله: “كُتب عليكم القتال وهو كُره لكم”.
هناك من دق ومازال يدق ناقوس الحرب .. لا بأس .. نعم نستعد لها في كل لحظة .. لكن أن نبادر بها وهؤلاء، لا يعلمون كلفتها .. وأن إنهاء، وإطفاء نار الحرب ليس مثل إشعالها.
أقول ذلك بمناسبة تطاول بعض العرب علي مصر ويطلقون لأنفسهم العنان في المكر والكيد والإدعاءات الباطلة من قبيل مسئوليتها عما يحدث للفلسطينيين .. وأعجبني تحليل رصين للسفير الصديق فرغلي طه لفت نظري، فيه فقرة وجهها للعرب قال أمامكم بحر غزة لو رغبتم في كسر الحصار وإدخال المساعدات ووجه كلامه إلي الدول التي لديها أوراق للضغط لوقف ما يتعرض له أهلنا في غزة لكنهم فقدوها أو أفقدوها قيمتها.
أقول: إذا كان العرب يريدون لمصر أن تكون دائما في المواجهة، فماذا قدموا لها من عدد وعتاد كي تنهض بهذه المهمة علي الوجه الأكمل .. ولا هم يريدون العودة بها إلي الماضي بأن تقاتل دفاعا عن فلسطين حتي آخر جندي مصري وهم ينعمون بالعائد الذي هبط عليهم وأنعش اقتصاداتهم من دماء شهدائها الأبرار .. هل كان للبترول ثمن أو قيمة قبل حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر .. هل أعطيتم لمصر حقها من هذه الثروة التي تفجرت من باطن أرضكم وأصبح لها سعر عالمي بفضل دماء الشهداء .. أم عايرتموها ولا تزالوا بفقرها ومد يدها طلبا لمساعدتكم.
نعم تعايرونها ولا تزالوا بضعفها وحاجتها إليكم في الوقت الذي انفتحت فيه خزائنكم على مصراعيها ليس بالملايين أو المليارات وإنما بالأرقام الفلكية التي عشنا وشفناها وهي التريليونات .. ولمن؟ للسفاحين والقتلة وأنتم بين صامت ومتواطئ، ومع مخططاتهم التي تستهدف المنطقة كلها .. وحين ينفد لبن البقرة الحلوب سوف يجئ الدور لذبح البقرة نفسها والتهامها .. أفيقوا يرحمكم الله ..
فاتني بسبب الاستعجال أن أذكر أن دم الفلسطينيبن وقضيتهم ليس في رقبة مصر وحدها وإنما في رقاب كل المسلمين والعرب، بالذات الذين بددوا كل ثرواتهم علي الإنفاق والبذخ و .. و .. الباقي معروف ..
أقول: دم الفلسطينيين في رقبتكم أنتم .. ومصر بريئه منه تماما .. مصر قدمت كل التضحيات علي مر العصور .. وأنتم جميعا ترتعون في حياة البذخ والفساد والإفساد وتبديد الثروات في ملذاتكم وشهواتكم .

