رانيا سالم .. المعمارية المبدعة
تبحث دائمًا عن شرارة تكون بمثابة نقطة البداية لتصميم
ناجح ..التصميم من وجهة نظرها ومن واقع تأثرها بالدراسة الأكاديمية، هو كيف يمكن
التفكير في مشكلة محددة ومحاولة حلها، تذهب بعيدًا عن الأفكار والحلول التقليدية
في محاولة منها لإيجاد مفاهيم وقواعد جديدة مبتكرة للتصميم المعماري.
رانيا سالم خريجة كلية الفنون الجميلة – جامعة
الإسكندرية، حاصلة على الماجستير في التصميم الحضاري، وتمهيدي دكتوراه، عشقت كل
مجالات التصميم، وترى أن المعماري الناجح يجب أن يكون في الأصل مصممًا مُبدعًا.
أجرت الحوار – ريم شبانة
بداية، من هي رانيا أحمد سالم؟
هى مهندسة
عمارة وتصميم داخلى، تقوم بتصميم وعمل الرسومات التنفيذية للمشاريع المُراد
تنفيذها على أرض الواقع، فهى تقوم برسم اللوح المعمارية وتفصلها، ورسم لوح الصرف
الصحى والكهرباء والإضاءة والأسقف الزائفة والتكيف، بالإضافة إلى الفرش والتجاليد
وتفصيله الذى يحتاجها المقاول للتنفيذ.
خريجة عام
2002 ، وحاصلة على درجة الماجستير فى التصميم الحضرى عام 2020 وتعمل فى مكتب هندسى
استشارى للعمارة والديكور منذ عام 2014، وقامت بالعمل المنفرد كـ Free lancer لبعض
العملاء والأقارب والأصدقاء، وأضافت “لقد أكسبنى العمل فى المكتب الاستشارى
خبرة جيدة فى عمل الرسومات التنفيذية لأى مشروع واكتسبت من عملى الخاص أيضا خبرة
فى التعامل مع العملاء والعمال، ومن خلال اطلاعاتى وأبحاثى اكتسبت خبرة فى اختيار
الألوان، وهذا يرجع إلى ذوقى.
وعن رساله الماجستير
التى كانت بعنوان (اللون والتصميم الحضرى البيئى فى المناطق السكنية والشوارع
التجارية فى المدن)، فقد قمت بعمل معايير يمكن تحديدها لكل بلد أو مدينة على حدة، لكيفية
تحديد المجموعه اللونية المناسبه لها وذلك لأن اختيار الألوان هى من عوامل
سيكلوجية وفسيولوجية مختلفة تؤثر وتتأثر بالطاقة الكونية أو طاقة المكان، مما يؤثر
على مستخدمى المكان بالتبعية.
ما هى فلسفة التصميم الخاصة بالمهندسة رانيا، ومن أين
تستلهمي أفكارك؟
لكل مبنى أو
حيز هناك نظريات معمارية متعارف عليها ومدونة فى الكتب، وكل معمارى يستطيع أن يوظف
هذه النظريات حسب الذوق ومفردات المكان، ففلسفة التصميم الخاصة بأفكارى هى الوصول
للاتزان وليس السيمترية، فالاتزان يعطى شعورًا بالراحة فى المكان والاستمتاع وحب
التردد أو التواجد فيه باستمرار. كل ذلك يحث على وجود طاقة إيجابية، أو طاقة كونية
متوازنة “feng shui” .. وهذا مصطلح صينى قديم
متوارث من قرون، يمكن تطبيقة فى بلادنا مع تغيير بعض المفردات المستخدمة التى
تتناسب مع ديننا.
ما الفرق بين الديكور والتصميم؟
أتحدث عن التصميم أولاً، فإن التصميم يأتى في المقدمة
ويليه الديكور، لأنه بدون تصميم لا يوجد حيز لعمل ديكور له. فالتصميم هو عبارة عن
إنشاء حيزات مختلفة في الأحجام والوظيفة وتربطها مع بعضها البعض لتكوين تصميم
منشأة سواء كان منزل أو محل أو معرض أو مكتب أو مطعم… الخ، أما الديكور فهو ما يُظهر
هذا التصميم من خلال اختيار الألوان وخامات التشطيب من (أرضيات وحوائط) ووحدات الإضاءة
وتوزيع الأثاث والمكملات الزخرافية (antiques) الفازات والزرع… الخ. بالإضافة إلى أن وضع الديكور
للحيز يحتاج إلى تصميم لتوافر الاتزان في الحيز سواء من خلال الأثاث الثابت أو
المتنقل بأنواعه وألوانه.
توزيعات الألوان للغرف هل يرجع لرأي العميل أم
تشاركيه الرأي؟
توزيع الألوان في الحيز أو الغرفة يرجع إلى المصمم في
وجود ذوق العميل، لأن كل شخص له ذوق منفرد ومختلف، وعلى المصمم توجيه وإرشاد
العميل للأصح والأجمل في نهاية الأمر حتى تكتمل الصورة وترضي العميل، وهناك درجات
متعددة للألوان تتيح للمصمم الحرية في تنسيق الألوان بما يتناسب مع الحيز ونشاطة
وذوق العميل.
كيف يٌحدد أصحاب المنازل الطراز المناسب
لمساحتهم؟
هناك طرز كثيرة مثل الكلاسيك والمودرن والكونتمبرري
والمختلط وغيرهم من الطُرز الحديثة المستخدمة، ولكن العميل عندما يأتى لعمل ديكور
في منزله أو مكتبه أو أى مكان ما، يرسم في خياله صورة معينة قد رآها في مكان ما أو
شكل أو نوع فرش معين، وعندما يطلع عليه المهندس يحدد من خلاله الطراز الذى يعجب
العميل ولا شك في أن استخدام طراز بعينه وتحديد اتجاهاته ووحداته يجعل المكان
متجانس وبه راحة نفسية.
كيف أجعل من غرف المنزل الضيقة تبدو أوسع بطرق
بسيطة؟
هناك بعض الحيل البسيطة التى تجعل الحيز الصغير يبدو جيد
أو منظم أو مساحته واسعة وهى توزيع الأثاث داخل الغرفة بمقاسات تناسب حجم الغرفة
واستخدام الألوان الفاتحة في الحوائط والأرضيات، وتوفير الأماكن الغير مرئية
للتخزين واستخدام وحدات إضاءة متلاصقة للأسقف حتى لا تأخذ حيز في الغرفة والأسقف
واستخدام الكرانيش التى يمكن وضع إضاءة فيها حتى لا تزيد من سقوط الأسقف، ووضع أرفف
وسجاد ذات الحجم الصغير والبعد عن النقوش الكثيرة.
هل هناك
حل لمشكلة اتساع الغرف إلى درجة تعيق حسن ترتيبها؟
كما ذكرنا
من قبل، فإن الحيز يحتاج إلى تصميم داخلى متوازن بين عناصره، فاتساع الغرف ليس
بمشكلة، ولكن عدم وجود تصميم جيد لها هو المشكلة. على سبيل المثال، مكان وضع
السرير، قام العديد من المهندسين بعمل دراسة لوضعه فى أفضل مكان فى الغرفة، حتى
يساعد النائم على الراحة والإحساس بالسكينة والاسترخاء، وأيضًا استخدام المواد
الطبيعية مثل الأخشاب الأرو والزان وغيرهما فى الغرفة هما أفضل من المواد المصنعة.
أضيف إلى ذلك أماكن التخزين يجب أن تكون عبارة عن دواليب ذات مظهر جيد يتناسب مع styleالغرفة وليس بعمل صندوق تحت السرير أو فوق الدواليب، فكل هذا يؤثر على
تنظيم وترتيب الغرفة، ويؤثر أيضًا على طاقتها، بمعنى الراحة أو الملل والضجر من
الجلوس فيها، وقد وصانا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالنظافة فى كل شىء.
كيف نعالج مشكلة الأسقف المنخفضة؟
في الآونة الأخيرة لجأ المقاولون للتقليل من ارتفاع أسقف
المنازل للحصول على دور أو دورين زيادة، مما أدى إلى ظهور أسقف خرسانية ذات ارتفاع
منخفض وتعامل مهندسين الديكور أو التصميم الداخلي لها بطرق مختلفة من وضع كرانيش
فقط لتجميل حواف التقاء الحائط مع الأسقف حسب كل (Style) أو وضع فيها إضاءة Led بسقوط بسيط
للسقف الزائد، وقصر حجم وحدات الإضاءة واللجوء للأسبوتات أو وحدات إضاءة ملاصقة للأسقف.
لون الأسقف المستخدم من الضرورى أن يكون لونه أبيض النصف لامع أو (Mute) والابتعاد
عن عمل الأشكال بالأسقف، لأن الأسقف في الحيز إذا كانت منخفضة تساعد المستخدم على
الإحساس بالضيق مع اتساع المساحة.
ما الصعوبات التى تمر على المصمم في التصميم الداخلي؟
لكل موقع
طبيعته الخاصة به، فالتصميم والرسومات التنفيذية بمثابة الوقود الذى يشتعل فيوضح
جمال الحوائط والفرش والأسقف والأرضيات بعد التنفيذ إذا تم بطريقة صحيحة، فتعاون المقاول
مع المهندس مع العميل هو أساس أى تصميم ناجح وبالتالى لا يوجد صعوبات إذا تحقق
الهدف.
ما الألوان المستحبة إلى العميل ومهندس الديكور؟
الألوان المحايدة تكون الأساس في التصميم، ومن الألوان
المستحبة هي: (الأبيض، والبيج الفاتح، والأسود، والرمادى) وهى كلها ألوان يمكن أن
تندمج مع باقي الألوان بدرجاتها المختلفة ويمكن دمجها مع اللون المفضل للعميل.
