رأى

“ذئاب الجبل” .. تاريخ من الدراما لحياة عشناها

 بقلم : د. آيات البطاوى 

فى حياتنا لمحات من الذكريات لا يمحها الزمن خاصة لو ارتبطت بأيام الطفولة و الصبا و شقاوات الفطرة و الأحلام الجميلة فى زمن كان جميلا فى كل مناحى العيش فيه .

و من ملامح هذا الزمن الفائت بكل جمالياته مسلسل ذئاب الجبل لا أدر سر ارتباطى الروحى به كلما رأيته أنجذب له إنجذابى و انا بعد صغيرة و أستعيد كل متع الحياة وقتها .

لعل هذا المسلسل يعد أيقونة للدراما المصرية حتى بات علامة بارزة فى وجدان المشاهد المصرى و ارتبط بذكريات أيام جميلة اتسمت ببراءة زمن كان نقيا عشناه فى ريعان الصبا ولكنى أقف فى هذا العمل الفنى الرائع أمام شخصية الشيخ بدار بانبهار شديد يدهشنى الأداء الصادق و الرائع للفنان القدير حمدي غيث “الشيخ بدار” بقوة شخصيته وهيبة صوته وقدرته الصارمة على تحدي العادات والتقاليد العقيمة حينما استجاب لرغبة ابنته “وردة” الدور الذى أدته الرائعة سماح أنور وقام بتزويجها من رجل لايمت للصعيد بصلة لمجرد أنه سمع دقات قلب ابنته النابض.

ما أروع هذا الرجل فى أبوته و حنانه و تأييده لفكرة الحب الطاهر النقى و هو الذى يرمز للدين بحكم أنه كان أزهريا و يرمز لتقاليد العائلات العريقة باعتباره كبير هوارة …وماأروع هذا العمل الذى رسخ لفكرة إنسانية تتعلق بمباركة الأب و دعائه لأولاده ما يلازمهم فى حياتهم متجسدا فى مواقف كثيرة ما كانت تمر بسلام إلا ببركة ورضا و دعاء الأب .

 سيناريو المسلسل الذى كتبه بعبقرية السيناريست محمد صفاء عامر  وضع أسسا محورية للبركة التي لازمت “البدري بدار” الذى أدى دوره الفنان القدير أحمد عبد العزيز  و الابنة “وردة” بعد مماته حيث الدروب المهيأة لمسلك كل منهما فى الحبكة الدرامية إلى أن التقيا فى آخر المسلسل .

كان “ذئاب الجبل” يوم أن كان لدينا فن يرتقى و ليس فن يتردى .. !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى