أخبار

د.محمد سليمان يكتب: ماريا ماتشادو الفائزة بنوبل للسلام .. وسياسة النفوذ

akhbarelsaa.com eQmu4u9f

 

 

 

 

 

 

فازت السياسية الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، في خطوة أثارت جدلاً دولياً واسعاً بين أبعادها الحقوقية والسياسية. الجائزة، التي تُمنح تقليديًا للمدافعين عن السلام وحقوق الإنسان، سلطت الضوء على مسيرة ماتشادو السياسية، وعلاقاتها الدولية المثيرة للجدل، والتي تتجاوز حدود السياسة الداخلية لتصل إلى دعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية وارتباط وثيق مع إسرائيل.

مسيرة سياسية وتمويل خارجي

تنحدر ماتشادو من أسرة فنزويلية بورجوازية ذات أصول إسبانية، ولعبت أصولها الاقتصادية دورًا في مسيرتها السياسية،فقد حصلت في بداياتها على دعم مالي ضخم يُقدر بـ 25 مليون دولار من الإدارة الأمريكية لمواجهة الرئيس المنتخب آنذاك هوغو شافيز، ما يعكس طبيعة تحالفها المبكر مع القوى الغربية.

على المستوى المحلي، تقود ماتشادو حزب المعارضة «فينتي فنزويلا»، وتعد البديل الأبرز للرئيس الحالي نيكولاس مادورو، ما جعلها محور اهتمام دولي في سياق الصراع السياسي الداخلي والدعم الخارجي الذي تتلقاه.

تربط ماتشادو علاقات قوية مع إسرائيل، حيث وقعت عام 2020 اتفاقية تعاون مع حزب الليكود الإسرائيلي تشمل الشؤون السياسية والأيديولوجية والاجتماعية والاستراتيجية والأمنية. خلال حرب غزة، أعلنت دعمها لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأكدت نيتها إعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين فنزويلا وإسرائيل في حال فوزها بالرئاسة، هذه التحركات أثارت مخاوف بشأن تورطها في سياسات دعم مباشر يمكن أن يُعتبر مرتبطًا بالتطبيع وعمليات الإبادة في غزة.

اختيار لجنة نوبل لتكريمها أثار جدلاً واسعًا، حيث رأى بعض المراقبين أن الجائزة تعكس استراتيجية دولية لإعادة تشكيل المشهد السياسي في فنزويلا، بينما رأى آخرون أنها تكريم للنساء والرجال الشجعان الذين يقفون في وجه القمع ويعززون الديمقراطية.

حتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروف بدعمه السياسي لماتشادو، واجه انتقادات بعد خسارته الجائزة التي كان يأمل فيها، في خطوة سلطت الضوء على التشابك بين السياسة المحلية والدعم الدولي.

فوز ماريا كورينا ماتشادو يعكس بوضوح تقاطعات السياسة والدبلوماسية الدولية مع مساعي تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، ويطرح تساؤلات حول معايير منح جائزة السلام في ظل العلاقات الدولية المعقدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى