تحت الاضواء

 درع مهرجان شعر العامية يضيء مسيرة أبوالفتوح البرعصي في أتيليه القاهرة

شهد أتيليه القاهرة للفنانين والكتاب ليلة ختام الدورة السادسة من مهرجان شعر العامية المصرية حدثًا استثنائيًا حمل مزيجًا من الشعر والوفاء والتكريم، حيث تسلّم الفنان التشكيلي والكاتب والشاعر أبوالفتوح البرعصي درع المهرجان تقديرًا لمسيرته الطويلة في خدمة الإبداع، وبخاصة إسهاماته في صون أدب وفنون البادية المصرية، التي طالما حملها في وجدانه وجعلها حاضرة في الساحة الأدبية المصرية.

akhbarelsaa.com RsMKeC1m

قال البرعصي عقب التكريم إن الله منحه خلال مسيرته العلمية والفنية والأدبية العديد من فرص النجاح والتكريم داخل مصر وخارجها، غير أن تكريمه من أتيليه القاهرة يظل الأقرب إلى قلبه، لأن هذا الصرح الأدبي والفني يمثل بيتًا لكل المبدعين، ويحمل عبق التاريخ وروح الثقافة المصرية والعربية. وأضاف أنه يشعر بالفخر والاعتزاز بهذا التقدير الذي سيبقى علامة مضيئة في مسيرته.

الليلة الختامية للمهرجان تحولت إلى أمسية ماتعة امتزجت فيها قصائد البادية بروح العامية المصرية، حيث خصصت إدارة المهرجان برئاسة الفنان أحمد الجنايني والكاتبة عزة رياض هذه الأمسية لشعراء البادية تقديرًا لأهمية حضورهم، استجابة لمبادرة البرعصي التي دافع فيها عن ضرورة منح شعر البادية مساحته الأصيلة ضمن مشهد الشعر العامي. تحدث الجنايني عن إسهام البرعصي ودوره في دعم شعراء البادية وحضورهم المتواصل في دورات المهرجان السابقة، مؤكدًا أن شعر البادية جزء أصيل من المشهد الثقافي المصري.

تخللت الأمسية أوراق ودراسات ألقت الضوء على محاور عدة؛ فقدّم الجنايني دراسة للشاعر سمير الأمير حول تجربة الشاعر زكي عمر، بينما قرأت الأديبة عزة رياض ورقة عن أدب البادية والشعر النبطي، وألقت الأديبة نجلاء أحمد قصيدة من قصائد زكي عمر، كما شاركت الشاعرة والإذاعية الدكتورة أحلام أبونواره بورقة بحثية تناولت فيها حضور المرأة في أدب البادية ودورها الفاعل إلى جوار الرجل في التعبير عن الذات والهوية. وقدمت أبونواره شهادتها الإنسانية حول تجربتها مع زوجها البرعصي الذي كان دائم الدعم لمسيرتها العلمية حتى حصولها على درجتي الماجستير والدكتوراه، مشيرة إلى أنها حضرت المهرجان برفقة أبنائها الثلاثة لتشهد تكريم والدهم.

akhbarelsaa.com PnXwQaEE

كما ألقت الأديبة عزة رياض سيرة موجزة عن المكرم، سلطت فيها الضوء على رحلته مع الفن التشكيلي والشعر والبحث في التراث الشعبي، مؤكدة مكانته كواحد من أبرز الأصوات التي عملت على توثيق الموروث البدوي. وتوجت الأمسية بلحظة تسليم درع المهرجان من إدارة الأتيليه إلى البرعصي وسط حضور حافل من الشعراء والكتاب ورواد الأتيليه.

وقد شارك في الأمسية عدد كبير من شعراء البادية والعامية، منهم أحلام أبونواره، سيد بودهيم الرمحي، محمود مسلم العمراني، سليم عواد، أبوعدنان الرياشي، عماد البلوى الحويطي، محمد المسعودي، أحمد السلمي، كامل الماوي، عبد الله بوشعيب السمالوسي، حامد زموط، إلى جانب مشاركة أبنائه مهند ومحمد البرعصي. كما ألقى شعراء العامية قصائدهم، ومن بينهم علي عبد العزيز، هيثم منتصر، عبد الباسط السرسى، أسامة عيد، ممدوح حمودة، أنور حامد، حمدي عبد اللطيف، سعيد بيومي، عمر محفوظ، وعلاء الطيب.

جاءت الأمسية بمثابة احتفالية أدبية كبرى جسدت ثراء المشهد الثقافي المصري حين يتلاقى شعر العامية مع صوت البادية في فضاء واحد. أما البرعصي، فقد اختتم كلمته بتوجيه الشكر لمجلس إدارة الأتيليه وأمانة المهرجان وكل الشعراء الذين حضروا، مؤكدًا أن تكريمه من هذا المكان العريق له قيمة مضاعفة، إذ إن الأتيليه يبقى دائمًا منارة فكرية وثقافية لكل المبدعين في مصر والعالم العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى