خواطر حول “مصر والسعودية” يكتبها عبدالله بن أحمد قهار الصميلي

إن المتأمل في العلاقات السعودية المصرية يدرك تماما أنها علاقات قديمة ضاربة في عمق التاريخ الإنساني والطبيعي
****
لعل رحلة خليل الرحمن سيدنا إبراهيم مع أمنا هاجر المصرية وابنهما إسماععيل عليهم السلام إلى مكة المكرمة من أبرز تلك المشاهد الدالة على عمق العلاقات بين ضفتي البحر الأحمر الجميل
****
أهل مصر لهم ذمة ورحما وقد أوصى بهم الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وحين دخل العرب مصر فاتحين دخلوها وهم يعلمون أن لهم فيها صهرا ورحما فأحبوا مصر واختلطوا بأهلها حبا ووفاءا وإخاءا
****
أهل مصر هم أخوال العرب كما سمعت ذلك من الشيخ المصري عبدالحميد كشك رحمه الله
****
دخل الإسلام إلى مصر صلحا دون قتال ومن مصر انطلق الفاتحون ينشرون الإسلام والعربية والعدل والمساواة
****
ان المتأمل في التصوير الجوي يشعر بأن مصر والسعودية أرضا واحدة متصلة تتشابه في التضاريس فصل بينهما البحر اﻻحمر الذي أجراه الله ممتدا من الشمال إلى الجنوب ليكون رزقا للبلدين نعمة من الله وفضلا ومن خلاله تأتي معظم تجارة العالم الكبير
****
تتبادل القبائل مواقعها على ضفتي هذا البحر الجميل وحين زرت مركز قفط في صعيد مصر وتجولت هنا وهناك وجدت كثيرا من السكان أصولهم من الجزيرة العربية جاؤا لطلب الرزق خاصة حول نهر النيل العظيم
*****
كما يوجد الكثير من أبناء السعودية في مصر فهناك الكثير من أبناء مصر هم اليوم في بلدهم السعودية يطلبون الرزق ويساهمون في تطورها وحضارتها
****
من أجمل صور العلاقات بين البلدين هو تواجد المثقف المصري في أرض السعودية خاصة في مجال التعليم فمع بدايات النهضة التعلمية الحديثة في السعودية شكل المعلم المصري ركيزة قوية من ركائز العلم والمعرفة وقد كان لي شرف تلقي المعرفة على يد المعلم المصري في جميع المراحل
*****
تحية خاصة لأستاذي الأول والكبير عبدالمنعم القاضي من مركز قفط في محافظة قنا والذي بفضل زيارته عرفت مصر وزرتها كما كان لي شرف اللقاء به بعد عمر طويل
****
إضافة إلى التعليم فهناك الطب والهندسة والإدارة وكثير من الأعمال تجد أن الإنسان المصري أهم شريك يساهم في نمو العلاقات بين البلدين
****
في هذا العصر وصلت العلاقات بين البلدين ذروتها وقد جاء الوقت الذي سوف أسير فيه بسيارتي من على جسر المحبة والإخاء الذي سوف يربط بين البلدين
****
سجل التاريخ أعظم موقف في العلاقات الخارجية وهو ما قام به الملك فيصل رحمه الله من إيقاف لتصدير النفط دعما لجمهورية مصر حين تعرضت للعدوان الثلاثي وتحدى الملك فيصل جميع القوى الغربية من أجل مصر
****
من أفضل المشاهد الدالة على عمق العلاقات بين البلدين زيارة الملك عبدالله رحمه الله إلى مصر وهو يعاني آلام المرض وكذلك صعود فخامة الرئيس السيسي لمقابلة الملك في الطائرة حبا وإجلالا وعرفانا بالجميل وهذا مشهد عظيم يسجله التاريخ للملك عبدالله رحمه الله ولفخامة الرئيس السيسي حفظه الله
****
كيف ينسى القلم تلك المقولة لذلك الأمير السعودي سمو الأمير سعود الفيصل حين قال : من أكون حتى أتحدث عن مصر ؟؟؟
****
أما أنا فأقول إن مصر هي الرئة الثانية لأمتنا العظيمة فإن كانت السعودية فيها قلب الأمة وإحدى رئتيها فإن مصر هي الرئة الأخرى لهذه الأمة العظيمة الخالدة
****
وقبل الختام أقول لقد سجل التاريخ تبادلا مستمرا للزيارات بين قادة البلدين ولعل أهم تلك الزيارات زيارة الملك عبدالعزيز آل سعود لجمهورية مصر حرسها الله وحرس المملكة العربية السعودية وكل بلاد المسلمين
****
 
				 
					



