خبراء : زيارة وزير البترول لـ “سفينة الحفر 9 ” خطوة جديدة نحو تعزيز احتياطيات مصر من الغاز الطبيعي

في خطوة مهمة نحو تعزيز استثمارات مصر في قطاع الطاقة، تفقد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، سفينة الحفر 9 Valaris Ds ، التي تقوم بأعمال حفر أول بئر استكشافي للغاز الطبيعي في منطقة شمال مراقيا بغرب البحر المتوسط، وهي المنطقة التي تستثمر فيها شركة إكسون موبيل العالمية ، أكد خبراء الاقتصاد والطاقة ان هذه الزيارة جاءت في وقت حاسم مع بدء عمليات حفر بئر “نفرتاري – 1” في المياه العميقة، وهو مشروع يعد من بين الأحدث في سلسلة من المشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى إضافة احتياطيات جديدة من الغاز الطبيعي إلى موارد مصر، وأشادوا بالتوجيهات الرئاسية التي تدعم التوسع في أنشطة البحث والاستكشاف في قطاع الغاز.
وأوضح الخبير الدكتور أحمد شريف، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة ، أن زيارة المهندس كريم بدوي وزير البترول لسفينة الحفر تأتي في وقت حاسم بالنسبة لقطاع الطاقة في مصر، مشيرا إلى أنها تأتي في إطار اهتمام الحكومة المصرية بالاستكشافات البحرية في البحر المتوسط، التي تعتبر من أَكثر المناطق الواعدة في الغاز الطبيعي.
وقال إن عملية حفر بئر ‘نفرتاري – 1’ في المياه العميقة ستسهم بشكل كبير في زيادة احتياطيات مصر من الغاز، وهو ما يعزز من القدرة الإنتاجية للغاز الطبيعي ويقلل من الاعتماد على الاستيراد.
وأشار إلى أن هذه الاستثمارات تدل على جدية الحكومة والشركات العالمية في تحقيق الاكتشافات الجديدة في هذا المجال.
وأضاف “شريف” أن استخدام التكنولوجيا المتقدمة من قبل الشركات العالمية مثل إكسون موبيل يعزز فرص نجاح هذه المشاريع، خاصة في ظل التحديات التي تواجه عمليات الحفر في المياه العميقة.
ومن ناحيته قال الدكتور مصطفى الصغير، خبير الاقتصاد والطاقة، إن التوسع في أنشطة البحث والاستكشاف يمثل خطوة استراتيجية هامة في استراتيجية وزارة البترول. وأضاف، إن منطقة غرب البحر المتوسط، بما فيها شمال مراقيا، تمثل نقطة محورية في خطة مصر لزيادة احتياطياتها من الغاز الطبيعي.
وأشار إلى أن ما يميز هذه المشاريع هو أن الشركات العالمية الكبرى، ترى في هذه المنطقة فرصًا واعدة. نحن بحاجة إلى مثل هذه المشاريع لتأمين الاستقلالية الطاقية لمصر وتقليل الاعتماد على الغاز المستورد.
كما أشار الصغير إلى أن التكنولوجيا الحديثة التي تستخدمها شركات مثل إكسون موبيل في المسح السيزمي وحفر الآبار في المياه العميقة تفتح الباب لاكتشافات كبيرة، ما يعزز من فرص مصر في تحقيق اكتشافات جديدة في المستقبل.
من جانبه أكد الدكتور محمد عادل، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، أن استثمارات قطاع البترول، خاصة في الغاز الطبيعي، ستلعب دورًا محوريًا في تعزيز الاقتصاد المصري.
وقال إن قطاع البترول هو أحد القطاعات الاستراتيجية التي يمكن أن تسهم بشكل كبير في تحقيق النمو الاقتصادي، مشيرا إلى أن التوسع في أنشطة البحث عن الغاز في البحر المتوسط يعكس رؤية استراتيجية لزيادة الاحتياطيات وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وهو ما سيسهم في تقليل عجز الميزان التجاري، علاوة على ذلك، فإن زيادة إنتاج الغاز الطبيعي ستفتح أمام مصر فرصًا كبيرة للتوسع في تصدير الغاز إلى الأسواق العالمية، مما يعزز من مكانتها كمركز إقليمي للطاقة.
ولفت ” عادل” إلى أن مصر بحاجة إلى تطوير البنية التحتية اللازمة لدعم هذه المشاريع، سواء في مجال نقل الغاز أو التخزين، لكي يتمكن القطاع من الوصول إلى الأسواق العالمية بكفاءة.
من جانبه، أكد الدكتور خالد شريف، خبير شؤون الطاقة في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن هناك تحديات كبيرة تواجه عمليات الحفر في المياه العميقة، ولكنها تمثل فرصة في الوقت ذاته.
وقال إن الحفر في المياه العميقة يتطلب تقنيات متطورة وتكلفة مرتفعة، وهو ما يجعل من هذه المشاريع تحديًا كبيرًا ولكن في الوقت نفسه، يعتبر هذا التحدي فرصة لمصر لزيادة احتياطياتها من الغاز، وخاصة في ظل وجود شركات عالمية، التي تتمتع بتكنولوجيا متقدمة وخبرة كبيرة في هذا المجال.
وأكد شريف أن التعاون مع الشركات العالمية في مثل هذه المشاريع يساعد مصر على تسريع عمليات الاستكشاف وتحقيق نتائج إيجابية، خاصة في ظل المنافسة العالمية على أسواق الغاز.
ومن جهته قال الدكتور عبد الفتاح العصار، مستشار الطاقة في مركز الدراسات الاقتصادية والاستراتيجية إن المشروعات الطاقية في منطقة غرب البحر المتوسط، مثل مشروع نفرتاري – 1، تمثل أساسًا لاستدامة النمو الاقتصادي في مصر، إذا تمكنا من تحقيق نتائج إيجابية في هذه المشاريع، وإن ذلك سيؤدي إلى زيادة الاستثمارات الأجنبية في القطاع، وتعزيز الأمن الطاقي للبلاد، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد المصري بشكل عام.
وكان المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية قد تفقد أمس سفينة الحفر 9 – Valaris Ds للبحث عن الغاز الطبيعي في منطقة شمال مراقيا بغرب البحر المتوسط والتي تقوم حالياً بأعمال حفر اول بئر استكشافي للغاز بالمنطقة التي تستثمر فيها شركة إكسون موبيل العالمية .
شارك في الجولة المهندس يس محمد العضو المنتدب التنفيذي للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية( إيجاس ) و الدكتور سمير رسلان وكيل الوزارة للإتفاقيات والاستكشاف و المهندس عمرو أبوعيطة رئيس إكسون موبيل مصر والمهندس إيفان الميدا رئيس قطاع الإستكشاف بالشركة .
واطلع الوزير خلال الجولة علي سير أعمال الحفر في البئر ( نفرتاري -1 ) في المياه العميقة ، و التي بدأت في النصف الثاني من الشهر الماضي بإستخدام احدث التكنولوجيات، كما تابع معدلات الأداء في تنفيذ الأعمال ، بالإضافة إلي الأداء في مجال الصحة والسلامة والبيئة .
 
				 
					









