تكامل اقتصادي لدعم ريادة الأعمال وتوطيد العلاقات الاستثمارية المشتركة
شهدت فعاليات قمة الاستثمار العربي الإفريقي والتعاون الدولي، المنعقدة تحت شعار «تكامل اقتصادي.. استثمار وفرص.. شراكات دولية» في دورتها الثامنة والعشرين، مشاركة واسعة من القادة العرب والأفارقة وممثلي 35 دولة، خلال الفترة من 19 إلى 22 أكتوبر 2025، تحت رعاية جامعة الدول العربية، وتنظيم اتحاد المستثمرات العرب برئاسة الدكتورة هدى يسي، وبمشاركة نخبة من الوزارات والهيئات الاقتصادية العربية والأجنبية.
جاءت القمة لتؤكد أهمية التكامل الاقتصادي العربي والإفريقي، ودعم الاستثمار وريادة الأعمال، وتبادل الخبرات في مجالات التنمية المستدامة، بما يعزز التعاون بين الدول لتحقيق النمو الشامل.
ربط المشروعات الصغيرة والمتوسطة بسلاسل الإمداد للمشروعات الكبرى
أكد باسل رحمي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، في كلمة ألقاها نيابةً عنه الأستاذ سامح جويدة، رئيس قطاع الإعلام بالجهاز، أن مشاركة الجهاز في القمة تأتي في إطار حرص الدولة على تبادل الخبرات الإقليمية والدولية لدعم رواد الأعمال، وتشجيع الشباب على العمل الحر وبدء مشروعاتهم الخاصة.
وأوضح أن الجهاز يعمل على تقديم دعم تكنولوجي متطور لرواد الأعمال، من خلال إنشاء إدارة متخصصة في الذكاء الاصطناعي، كإحدى وسائل الدعم غير المالية التي تسهم في تطوير المشروعات الصغيرة إداريًا وإنتاجيًا وتسويقيًا، تماشيًا مع رؤية الدولة للتحول الرقمي وتهيئة مناخ استثماري متطور.
وأشار إلى أن الجهاز يركز حاليًا على ربط المشروعات المتوسطة والصغيرة بالمشروعات الكبرى لتوفير احتياجاتها من سلاسل الإمداد ومتطلبات الإنتاج، بما يعزز التكامل الصناعي داخل السوق المحلي ويحد من الاستيراد، ويؤهل المنتج المصري للمنافسة في الأسواق الدولية.
كما لفت إلى أن الجهاز يعمل وفق توجيهات القيادة السياسية على تقديم منظومة متكاملة من الحوافز والمزايا، بالتعاون مع وزارتي المالية والتنمية المحلية، لتشجيع دمج المشروعات غير الرسمية في الاقتصاد الرسمي، وضمان حصولها على مزايا الدولة، إلى جانب دعم التحول الرقمي والشمول المالي ورفع القدرات التنافسية للمشروعات الصغيرة للتصدير إلى الأسواق العربية والإفريقية والدولية.
وتوجه “جويدة” بالشكر إلى الدكتورة هدى يسي رئيس اتحاد المستثمرات العرب على جهودها في دعم التعاون المستمر والمثمر بين الاتحاد والجهاز، مؤكدًا أن هذا التعاون يسهم في تقديم خدمات أفضل لقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر، ويعزز فرص الاستثمار المشترك بين الدول المشاركة.
العلاقات الأردنية المصرية نموذج للتكامل العربي والتعاون الاقتصادي
من جانبه، أكد محمد البستنجي، رئيس هيئة مستثمري المناطق الحرة الأردنية، خلال كلمته في القمة، أن العلاقات الأردنية – المصرية تمثل نموذجًا راسخًا للأخوة والتعاون المتجذر، مشيدًا بدور القيادتين، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في ترسيخ علاقات قائمة على الثقة والعمل المشترك، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
وثمّن البستنجي الدور المحوري لمصر في دعم القضية الفلسطينية وجهودها المتواصلة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية، مؤكدًا تقدير الأردن للدعم المصري المتواصل لـ الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
وأشار إلى أن كلمة دولة رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز، والتي ألقتها معالي العين خولة العرموطي، عكست رؤية اقتصادية أردنية متكاملة، تقوم على الإصلاح الشامل وتمكين الشباب وتوسيع الشراكات، مؤكدًا أن الأردن يمضي بثقة نحو تعزيز مكانته كوجهة استثمارية إقليمية واعدة، بفضل استقراره السياسي والاقتصادي ورؤيته الإصلاحية المتقدمة.
وأكد “البستنجي” أن هيئة مستثمري المناطق الحرة تسعى إلى تهيئة بيئة استثمارية تنافسية تدعم التصنيع والخدمات اللوجستية، وتفتح آفاقًا جديدة أمام المستثمرين العرب والأجانب، موضحًا أن تطوير التشريعات الاقتصادية وتسهيل الإجراءات الإدارية أسهما في تعزيز الثقة بالاقتصاد الأردني، وترسيخ موقعه كمركز جذب للاستثمارات المستدامة في المنطقة.
حضور عربي وإفريقي رفيع المستوى
شهدت القمة حضورًا رفيعًا من الشخصيات العربية والدولية، من بينهم:
السيدة تمارا فوتيتش، السيدة الأولى لجمهورية صربيا؛
السيدة سوزان مهويزي، النائبة الأولى لرئيسة أوغندا؛
الدكتورة أمينة غريب فقيم، رئيسة موريشيوس السابقة؛
اللواء طبيب أسامة صبحي بسكالس، رئيس المجلس الطبي العام للقوات المسلحة؛
المستشار أحمد الجار الله من قطاع الشئون الاقتصادية بجامعة الدول العربية؛
السيدة إلينا ماتفيفا، رئيس مركز المرأة في الرابطة الروسية بالأمم المتحدة؛
والسفيرة ميرو كيسيسيوجلو، سفيرة الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز.