مقالات
بعد ضرب قطر .. هل يتفق العرب على إنشاء جيش عربى موحد؟
بقلم: د. أشرف رضوان
توجد حلقة مفقودة تخص الديون الخارجية على مصر والتى تبلغ نحو ١٦٨ مليار دولار . كان من الممكن أن تدفعها الدول العربية أو الخليجية نيابة عن مصر نظير بناء قواعد مصرية فى هذه الدول بدلا من القواعد الأمريكية التى تنطلق منها الطائرات والصواريخ لضرب أعداء إسرائيل!!. وفى الفترة الأخيرة استطاع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن يجمع ٥ تريليون دولار من دول الخليج بالإضافة إلى تريليون دولار وطائرة بأكثر من أربعمائة مليار دولار من قطر نظير توفير الحماية لهذه الدول؟!.
وفى نهاية المطاف حدث ما لم نتوقعه وهو ضرب إسرائيل لمقر اجتماع قادة حماس بهدف القضاء عليهم وذلك بتصريح من أمريكا التى حصلت على تريليون دولار وطائرة منذ أسابيع من قطر لحمايتها من أى عدوان. عن أى حماية يتحدثون؟ أليس من الأحرى أن يستمع قادة الخليج إلى قول الرئيس السيسى إليهم عندما طلب ان يتحد العرب بعمل “ناتو” عربى لصد العدوان ضد أى معتدى؟ وها قد حدث ما كنا نتوقعه الآن واعتدت إسرائيل بشكل سافر على قطر دون الرجوع إليها بحجة ضرب قيادات حماس وفى النهاية لم تستطيع الوصول إليهم.
إذا قرأنا التاريخ جيدا سنجد أن مصر هى التى تصدت للمغول والتتار فى الوقت الذى لم تتمكن أى دولة فى العالم من التصدى لهم. ومن يقرأ التاريخ أيضا سيجد أن من اعتمد على أمريكا لم ينجو من الأذى. والكل يرى الطريقة التى تتعامل بها أمريكا مع العرب فيما عدى مصر ولا تعرف سوى لغة التعالى والاستكبار، ولكن الآن وبعد أن ثبت أن أمريكا لم تحمى سوى مصالحها وإسرائيل أليس من الأحرى أن تعيد دول الخليج والدول العربية حساباتها مع أمريكا وتعطى الأولوية لمصر فى بناء قواعد عسكرية لحمايتها. أليس من الأولى أن يتحد العرب على كلمة واحدة ويقوموا بإنشاء جيش عربى موحد للدفاع عن العرب فى ظروف مثل التى حدثت مع دولة قطر .
أليس من الأولى أن تقوم دول الخليج بسداد ديون مصر التى لم تتجاوز الـ ١٧٠ مليار دولار والتى لم تمثل شىء بالنسبة إلى التريليونات التى حصل عليها ترامب من أجل حماية الخليج! والتى ستنقذ مصر من الأزمات الاقتصادية وغلاء المعيشة على المواطن المصرى بدلا من إعطاء أمريكا ٦ تريليون دولار وفى النهاية أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل بضرب المجمع القطرى؟!. هناك بعض المواطنين العرب المخلصين الذين اعترضوا على كلمة مساعدة مصر ولكنهم فضلوا أن يكون رد الجميل. فعلا هذه الكلمة التى يجب أن يرددها الجميع فمصر دائما وابدا هى التى ترعى العرب وحتى الآن، فلماذا لم يفكر العرب فى سداد ديونها حتى لا يتجرأ أحد على مساومتها بسداد ديونها نظير السماح بتهجير الفلسطينين إلى سيناء .
نأمل فى الأيام المقبلة أن يتحد العرب على كلمة سواء ويتفقون على إنشاء جيش عربى موحد الجيش المصرى بما لديه من خبرات فى الحروب العسكرية مع باقى الجيوش وبالتمويل العربى نستطيع أن يكون لدينا “ناتو” عربى لم يقدر عليه أحد بإذن الله . وفى النهاية نقول رب ضارة نافعة ولعل العرب يستفيقوا بعد هذه الضربة ويعرفوا أن من اعتمد على أمريكا لن يفوز، لذلك يجب أن يكون تكوين جيش عربى موحد وطرد القواعد الأمريكية من جميع الدول العربية، ويُعد هذا هو أقوى رد فعلى على ما حدث من إسرائيل وأمريكا .