أكد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، خلال زيارته الرسمية إلى دولة الإمارات، عمق العلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين مصر والإمارات، والتي تقوم على أسس من التعاون العربي المشترك، والرغبة المتبادلة في دفع جهود التنمية الاقتصادية في كلا البلدين، لا سيما في مجالات البترول والطاقة والنقل البحري.
وأوضح أن القيادة السياسية في مصر تولي اهتمامًا بالغًا بتوسيع مجالات التعاون الإقليمي وتعزيز الشراكات الاستراتيجية في قطاع الطاقة، انطلاقًا من رؤية مصر للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة، مشيرا إلى أن مصر والإمارات توسعان مجالات التعاون في الطاقة عبر شراكات مع أدنوك وأركيوس وموانئ أبوظبي.
وفي إطار هذه الزيارة، عقد الوزير اجتماعًا موسعًا مع المختصين في مجموعة موانئ أبوظبي، لمتابعة تنفيذ مذكرة التفاهم المبرمة بين وزارة البترول والثروة المعدنية ومجموعة الموانئ، والتي تستهدف تعزيز التعاون الإقليمي المشترك بين البلدين.
شارك في الاجتماع كل من أحمد المطوع الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي، وسيف المزروعي رئيس قطاع الموانئ، ومحمود فراج عمران المدير العام لشركة “تي سي إم” لإدارة المشروعات.
واستعرض الجانبان خلال الاجتماع آليات تنفيذ المشروعات المشتركة، كما قام الوزير بجولة تفقدية داخل ميناء أبوظبي، واستمع إلى شرح مفصل حول نظم العمل والتشغيل داخل الميناء، والقدرات اللوجستية المتوفرة، خاصة ما يتعلق بتداول وتخزين المنتجات البترولية والبتروكيماوية.
وأكد الوزير أن التعاون مع موانئ أبوظبي يعكس التوجه الجديد لوزارة البترول في تنفيذ المحور السادس من محاور عملها، والذي يركز على التعاون الإقليمي وتكامل البنية التحتية والقدرات اللوجستية. وأضاف أن دمج الإمكانات الرقمية المتقدمة والخبرات التشغيلية التي تتمتع بها مجموعة موانئ أبوظبي مع البنية التحتية المتطورة لقطاع البترول المصري من شأنه أن يخلق نموذجًا للتكامل العربي الناجح في مجالات النقل والطاقة.
كما عقد الوزير لقاءً مهمًا مع المهندس سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات، والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، حيث بحثا سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية في قطاع البترول والغاز، خاصة من خلال إقامة مشروعات جديدة طويلة الأجل.
وأوضح الوزير خلال اللقاء أن مصر ترحب بالشراكة مع الشركات الإماراتية في كافة مجالات الطاقة، مشيرًا إلى التوجيهات المستمرة من القيادة السياسية المصرية بدعم المستثمرين والتعامل معهم بكل مرونة وشفافية.
وأضاف أن وزارة البترول تسعى إلى تنفيذ مشروعات استراتيجية تحقق مصالح مشتركة وتسهم في تعزيز أمن الطاقة في المنطقة.
من جانبه، أكد سلطان الجابر على رغبة الإمارات في الاستثمار المستدام في السوق المصري، مشيدًا بجهود مصر في تأمين إمدادات الطاقة وتحقيق الاستقرار في قطاع البترول والغاز، معربًا عن تطلعه إلى توسيع نطاق التعاون مع وزارة البترول المصرية في ضوء ما تتمتع به من خبرات متراكمة وبنية تشريعية داعمة للاستثمار.
وفي إطار الزيارة أيضًا، التقى الوزير ناصر اليافعي، الرئيس التنفيذي لشركة “أركيوس للطاقة”، الذي أشاد بالجهود التي تبذلها مصر ممثلة في وزارة البترول في تأمين احتياجات الطاقة وتوفير مناخ جاذب للاستثمار. وأكد أن المباحثات مع الجانب المصري كانت بناءة وتبشر بتحقيق المصلحة المشتركة، خاصة في ظل وجود فرص كبيرة للاستكشاف في منطقة البحر المتوسط، سواء من خلال اكتشافات غير مكتملة أو مناطق استكشافية جديدة، ما يدفع الشركة إلى التفكير بجدية في زيادة استثماراتها في مصر خلال المرحلة المقبلة.
كما عقد الوزير اجتماعًا مع محمد سعيد الضنحاني، مدير الديوان الأميري بإمارة الفجيرة، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في المجالات التنموية والاستثمارية. وناقش الجانبان العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، خاصة في ما يتعلق بقطاع الطاقة وتبادل الخبرات في تشغيل وإدارة الموانئ وتخزين وتداول المواد البترولية.
وأوضح الوزير أن هذا التعاون يأتي ضمن رؤية مصر لتعزيز دورها كمركز إقليمي للطاقة وتوسيع مجالات التكامل مع شركاء التنمية في المنطقة.
في المقابل، أكد الضنحاني على توجيهات الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، بضرورة العمل على تعزيز العلاقات مع مصر بما يخدم المصالح المشتركة، ويساهم في الارتقاء بمستوى الخدمات وتحقيق التنمية المستدامة.
رافق الوزير خلال الزيارة السفير شريف عيسى، سفير مصر لدى دولة الإمارات، والجيولوجي سمير رسلان رئيس الإدارة المركزية للاتفاقيات والاستكشاف، وناصر شومان رئيس الإدارة المركزية لنقل وتسويق المنتجات البترولية، والدكتور محمد الباجوري المشرف على الإدارة المركزية للشئون القانونية بالوزارة. كما شارك في اجتماع الفجيرة المستشار أحمد عادل من الجانب الإماراتي.