في إطار الدور المتنامي لقطاع البترول والتعدين في مصر على المستويين المحلي والإقليمي، شهدت الأيام الماضية نشاطاً مكثفاً شمل تعزيز التعاون الخارجي في مجال التعدين، إلى جانب متابعة إنجازات الشركات الوطنية، ومنها الشركة العامة للبترول في زيادة الإنتاج باستخدام أحدث التقنيات. فقد استقبل المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية وزير المعادن السوداني نور الدائم طه والوفد المرافق له لبحث فرص التعاون المشترك بين مصر والسودان في مجال التعدين وصناعات القيمة المضافة، كما رأس اجتماع الجمعية العامة للشركة العامة للبترول حيث استعرض نتائجها المتميزة في تطوير الحقول المتقادمة وتحقيق اكتشافات جديدة بفضل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة.
أكد وزير البترول خلال لقائه نظيره السوداني أن هناك فرصاً واسعة للتعاون بين البلدين، خاصة مع ما يملكه السودان من موارد طبيعية ضخمة يمكن استغلالها لصالح الشعبين، مشيراً إلى إمكانية إقامة صناعات تعدين متكاملة لتعظيم القيمة المضافة وتصدير الخامات للأسواق العالمية. وأوضح أن قطاع البترول والتعدين المصري يعمل على إنشاء مدارس متخصصة في التعدين بالتوازي مع إجراء أبحاث ودراسات تخدم تطوير هذه الصناعة.
من جانبه، أعرب الوزير السوداني عن رغبة بلاده في تعميق التعاون الاستراتيجي مع مصر، وجعلها بوابة رئيسية للخامات السودانية نحو الأسواق الدولية، مؤكداً تطلع السودان للاستفادة من الخبرات المصرية والتكنولوجيات المتقدمة في المجال. وتم الاتفاق على تشكيل فرق عمل مشتركة لتبادل الخبرات ووضع آلية عملية للتعاون تشمل التدريب والتقنيات الحديثة بما يحقق التكامل بين الجانبين.
وعلى الصعيد الداخلي، شدد وزير البترول خلال انعقاد الجمعية العامة للشركة العامة للبترول على أهمية دور الشركة باعتبارها أول وأكبر شركة وطنية مملوكة بالكامل للدولة، مؤكداً أنها حققت نتائج لافتة بالاعتماد على أحدث تقنيات الاستكشاف والإنتاج وتطبيق الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن هذه التجربة الناجحة تعكس الإمكانات الكبيرة التي لا تزال تحملها الحقول المتقادمة، داعياً إلى تعميمها على شركات القطاع كافة مع إعطاء أولوية لعمليات الاستكشاف وضخ المزيد من الاستثمارات.
كما لفت إلى ضرورة التوسع في مشروعات كفاءة الطاقة واستخدام الطاقة المتجددة في الحقول لخفض فاتورة الاستيراد وتوفير الغاز الطبيعي وتقليل الانبعاثات.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عُقد عبر الفيديو كونفرانس بمشاركة الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير النقل والصناعة، والدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية و قيادات قطاع البترول.
وأشاد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة محمود عصمت بهذا التوجه، واصفاً إياه بالاقتصادي والبيئي الكفء، فيما استعرض المهندس محمد عبد المجيد رئيس الشركة العامة للبترول أبرز جهود الشركة في تطبيق تقنيات حديثة أدت إلى تحقيق كشفين هامين بالصحراء الغربية بإنتاج يومي بلغ 2700 برميل، وإضافة مخزون جديد قدره 62.4 مليون برميل زيت مكافئ في منطقة متقادمة.
كما أشار إلى نجاح تقنيات التثقيب الحديثة في مضاعفة إنتاجية الآبار ثلاث مرات مقارنة بالطرق التقليدية، ليصل متوسط إنتاج الشركة اليومي إلى 85 ألف برميل زيت مكافئ.
وأضاف أن الشركة حفرت 113 بئراً جديداً بمختلف الحقول، إلى جانب ربطها بالشبكة القومية للكهرباء بطاقة تجاوزت 7.5 ميجاوات للاستفادة من مزيج الطاقة المتجددة بمشروعات الزعفرانة ورأس غارب. هذه النتائج تعكس أن تطوير الحقول القديمة لم يعد رهناً بالماضي، بل أصبح ممكناً من خلال التكنولوجيا والابتكار، مما يفتح الباب أمام تعظيم مساهمة الشركات الوطنية في تحقيق أمن ودعم الاقتصاد القومي.