أكد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، أن تشجيع وتوطين الصناعات البترولية يُعد أحد المحاور الرئيسية في استراتيجية الوزارة، وذلك في ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بأهمية تسريع خطوات توطين الصناعات الاستراتيجية ذات الصلة بالثروات الطبيعية، وتعظيم القيمة المُضافة من الموارد المحلية، يواصل قطاع البترول والثروة المعدنية في مصر تنفيذ سياسات واضحة تهدف إلى تعميق التصنيع المحلي، وجذب المزيد من الاستثمارات، وتوسيع قاعدة الإنتاج الوطني من النفط والغاز، بما يعزز من قدرات الاقتصاد المصري ويخفض من فاتورة الاستيراد.
أشار الوزير إلى أن الحكومة المصرية تولي أولوية قصوى لدعم المشاريع القائمة على التكنولوجيا المحلية والشراكات الاستثمارية الجادة، لما لها من تأثير مباشر على توفير فرص العمل وزيادة العائدات الاقتصادية للدولة.
جاء ذلك خلال اجتماع الوزير بمدينة العلمين الجديدة مع عبدالكريم عبدالله المطوع، رئيس مجلس إدارة الشركة العالمية لصناعة المواسير (IPIC)، بحضور قيادات شركة بتروجت وعدد من مسؤولي الشركة من الجانبين المصري والكويتي. واستعرض الاجتماع نشاط مصنع الشركة في بورسعيد، الذي يمثل نموذجًا ناجحًا للتكامل الصناعي بين مصر والكويت، ويعمل على إنتاج مواسير خطوط الأنابيب الصلب والأكواع عالية الجودة لخدمة مشروعات البترول والغاز والبنية التحتية.
وأشار الوزير إلى أن المصنع يعتمد بالكامل على كوادر مصرية مدربة، ويُعد مثالاً عمليًا على نجاح استراتيجية التوطين، خاصة في ظل التحولات الإيجابية التي يشهدها المناخ الاستثماري في مصر من حيث الحوافز والتيسيرات المقدمة للمستثمرين. كما تم خلال اللقاء الاتفاق على دراسة فرص التوسع في أنشطة المصنع لزيادة القيمة المضافة وتحقيق نمو مستدام يتماشى مع توجهات الدولة في الاعتماد على المنتج المحلي وتوسيع قاعدة الصناعة الوطنية.
وفي سياق متصل بجهود الوزارة لتعزيز إنتاج الطاقة من الموارد المحلية، أعلنت شركة “عجيبة للبترول” عن نجاحها في وضع البئر “Arcadia-28” على الإنتاج، في إطار تنفيذ الركيزة الاستراتيجية الأولى للوزارة والخاصة بتعظيم الإنتاج المحلي. وقد تم تشغيل البئر بعد تنفيذ عملية معالجة حمضية دقيقة باستخدام تقنيات حديثة أثبتت كفاءتها سابقًا في بئر “Iris”، وأسفرت العملية عن تحقيق معدل إنتاج يومي بلغ نحو 4100 برميل مكافئ من النفط.
ويُعد هذا الإنجاز خطوة جديدة في إطار خطط التطوير والتنمية المستمرة التي تنفذها الشركة في مناطق امتيازها، كما يمثل إضافة نوعية لإمدادات الطاقة المحلية، ويؤكد على كفاءة قطاع البترول المصري في تنفيذ استراتيجيات الاكتشاف والإنتاج بأعلى معايير التقنية والجودة.
وفي المجمل، يجسد الدمج بين جهود توطين الصناعة، ممثلة في مشروع المواسير ببورسعيد، ونجاحات عمليات الاستكشاف والإنتاج، مثل بئر “Arcadia-28″، استراتيجية شاملة تتبناها وزارة البترول والثروة المعدنية لتحقيق أقصى استفادة من الثروات الطبيعية في مصر، وتعزيز قدرات الدولة الصناعية والإنتاجية، بما يتماشى مع رؤية القيادة السياسية لبناء اقتصاد وطني قوي ومستدام.