” بدوي”: بئر جديدة لإضافة 50 مليون قدم مكعب غاز يوميا بالصحراء الغربية
اتفاق مع "بي بي" البريطانية لحفر خمس آبار للغاز بالبحر المتوسط
يواصل المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية قيادة جهود قطاع البترول لتحقيق قفزات نوعية في ملف الغاز الطبيعي، ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى زيادة الإنتاج المحلي وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة، فقد شهد القطاع إنجازين بارزين يعكسان نجاح إستراتيجية الوزارة في العمل على أكثر من مسار بالتوازي، أولهما دخول بئر جديدة للإنتاج بالصحراء الغربية عبر شركة خالدة للبترول، وثانيهما توقيع مذكرة تفاهم مع شركة “بي بي” البريطانية لحفر خمس آبار استكشافية جديدة بالبحر المتوسط.
ففي الصحراء الغربية، أعلنت شركة خالدة للبترول – بالشراكة مع شركة أباتشي الأمريكية – بدء إنتاج الغاز من البئر الجديدة جنوب (NUT-1) بمعدل يصل إلى 50 مليون قدم مكعب يوميًا. ويعكس هذا الإنجاز ثمرة جهود كبيرة لتبني الحلول التقنية المتطورة، إذ تم استخدام تقنية حديثة للتسجيل اللحظي للضغط والحرارة داخل الخزان، مما وفر بيانات دقيقة من قاع البئر لحظة بلحظة. هذه البيانات ساعدت فرق التشغيل على تحسين إدارة الإنتاج بصورة مستمرة، ورفعت كفاءة الأداء الحقلي بشكل لافت، لتبرهن على أن الاستثمار في التكنولوجيا أصبح أحد مفاتيح تعظيم العائد من الحقول القائمة.
هذا النجاح لم يكن معزولًا، بل جاء امتدادًا لمسيرة الشراكة الناجحة بين قطاع البترول وأباتشي، والتي أسفرت خلال أقل من عام عن إضافة أكثر من 200 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز لإنتاج مصر من حقول خالدة وحدها. ولعل أبرز ما يميز هذه الزيادة أنها تعادل ما يصل إلى شحنتين من واردات الغاز الطبيعي المسال شهريًا، أي أنها تخفف بشكل مباشر الضغط على الميزان التجاري وتدعم خطط الدولة لخفض أعباء الاستيراد وتعزيز الأمن الطاقي.
وفي الوقت الذي يترجم فيه دخول بئر خالدة الجديدة إلى الإنتاج نجاح الشراكة المصرية – الأمريكية في الصحراء الغربية، شهدت العاصمة البريطانية لندن خطوة أخرى لا تقل أهمية، تمثلت في توقيع مذكرة تفاهم بين الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية “إيجاس” وشركة “بي بي” البريطانية، وذلك بحضور المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية في مقر الشركة العالمية.
وتنص مذكرة التفاهم على تقييم فرص حفر خمس آبار استكشافية جديدة في أعماق تتراوح بين 300 و1500 متر بالبحر المتوسط. ويستهدف البرنامج تسريع تنمية احتياطيات الغاز من خلال الاستفادة من البنية التحتية القائمة بالفعل في منطقة غرب دلتا النيل، بما يتيح خفض زمن وتكلفة التطوير حال نجاح عمليات الحفر. ومن المقرر أن تبدأ الأعمال الفعلية العام القادم، على أن تتم دراسة نتائج الحفر وربط أي اكتشافات جديدة بالتسهيلات القائمة لتعجيل دخولها على خريطة الإنتاج.
وقد حضر مراسم التوقيع السفير المصري في المملكة المتحدة أشرف سويلم، وعدد من قيادات “بي بي”، من أبرزهم موراي أوشينكلوس الرئيس التنفيذي، وويليام لين النائب التنفيذي لرئيس الشركة للغاز والطاقة منخفضة الكربون، ونادر زكي الرئيس الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأكد الوزير كريم بدوي أن الاتفاق يعكس قوة الشراكة الاستراتيجية الممتدة مع “بي بي” على مدى أكثر من ستة عقود، مشيرًا إلى النجاحات التي حققتها الشركة مؤخرًا في البحر المتوسط بمصر، مثل اكتشافات “فيوم-5″ و”الكينج-2” ضمن مشروع غرب دلتا النيل.
من جانبهم، أكد مسؤولو “بي بي” أن الاتفاق الجديد يعزز التزام الشركة بمواصلة الاستثمار في مصر، وأنه يمثل خطوة لبناء موارد إضافية من الغاز تسهم في تلبية الطلب المحلي وتعزيز القيمة الاقتصادية للطرفين. وأعربوا عن اعتزازهم بمناخ الاستثمار المصري الذي يشجع على ضخ استثمارات طويلة الأمد في قطاع الطاقة.
وبينما يعكس دخول بئر خالدة للإنتاج ثمرة تعاون وثيق مع شريك أمريكي، فإن توقيع الاتفاق مع “بي بي” البريطانية يفتح آفاقًا استكشافية جديدة في البحر المتوسط، ليؤكد كلا الحدثين أن مصر تتحرك بخطى متوازية نحو تعظيم مواردها الطبيعية، وتنويع مصادر إنتاجها، وترسيخ مكانتها كأحد أهم مراكز الطاقة في المنطقة والعالم.