اليوم .. أتيليه القاهرة يكرم أبو الفتوح البرعصي في ختام مهرجان شعر العامية الـ 6
يواصل أتيليه القاهرة للفنانين والكتاب رسالته في دعم المبدعين الذين أسهموا في حفظ التراث الثقافي وصون الهوية المصرية من خلال إبداعهم، حيث ينظم في السابعة مساء اليوم حفل تكريم للفنان التشكيلي والكاتب والشاعر أبوالفتوح البرعصي، تقديرًا لدوره البارز في البحث والتأصيل لأدب وفنون البادية المصرية. ويأتي هذا الاحتفاء في ختام الدورة السادسة من مهرجان شعر العامية المصرية الذي انعقد هذا العام تحت عنوان “الشاعر زكي عمر.. علامة على طريق الإبداع”، والذي اختتم فعالياته على مدار ثلاثة أيام من الأمسيات الشعرية والأنشطة الثقافية.
من المقرر أن يشهد الحفل حضورًا بارزًا لشعراء البادية الذين يشاركون بقصائدهم، بعدما كانت مشاركتهم في الدورات السابقة محدودة العدد، إلا أن هذه الدورة حملت طابعًا مختلفًا بعد أن طالب البرعصي بتخصيص ليلة كاملة لهم، وهو الطلب الذي استجاب له رئيس المهرجان ورئيس مجلس إدارة الأتيليه الفنان أحمد الجنايني، والكاتبة عزة رياض أمين المهرجان ورئيس اللجنة الأدبية. ويشارك في الأمسية عدد من الشعراء من مختلف محافظات مصر والبادية العربية، من بينهم أحلام أبونواره، أحمد السلمي، عبد الله بوشعيب السمالوسي، محمود مسلم، أبوعدنان الرياشي، سيد بودهيم الرمحي، سليم الحويطي، إبراهيم أبوفايد، عماد البلوى، منصور لعميري، سالم منصور، عواد الحويطي، ممدوح حمودة، سعيد عبد الفتاح بدوي، عسران القصراني، كامل الماوي، ونصيب بوكرامة. وفي ختام الأمسية يسلم أتيليه القاهرة درع المهرجان إلى أبوالفتوح البرعصي، كما يمنح المشاركين من شعراء البادية شهادات تقدير احتفاءً بإسهاماتهم.
أبوالفتوح البرعصي ابن قبيلة البراعصة ومن مواليد بادية المنيا، وهو نموذج للمبدع المتعدد المواهب الذي جمع بين الشعر والبحث في التراث الشعبي والفنون التشكيلية.
تخرج في كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا ضمن دفعتها الأولى في تخصص التصوير الجداري، وحصل على دبلومات متعددة في الفنون الشعبية وعلم النفس وفن الجرافيك والأنثروبولوجيا.
كما نال درجة الماجستير من كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة في موضوع “الدلالات الأنثروبولوجية في المسكن الصحراوي – بيت العرب الليبي نموذجًا”.
بدأ البرعصي حياته العملية محاضرًا في كلية الفنون والعمارة بجامعة عمر المختار في ليبيا خلال الفترة من 1992 إلى 1997، قبل أن ينتقل إلى اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري حيث عمل مهندسًا للديكور والمناظر واللوحات الفنية.
إلى جانب عمله الفني، كان له حضور ثقافي بارز؛ فقد أسس نادي أدب بادية المنيا، وعددًا من نوادي أدب البادية في مصر، كما ابتكر فكرة “بيت البادية” الذي ظهر لأول مرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2015، وأسهم في تقديم الثقافة البدوية بشكل أوسع للجمهور.
ويشغل البرعصي منصب رئيس رابطة فناني ماسبيرو التشكيليين منذ عام 2000 وحتى الآن، كما تولى رئاسة شعبة أدب البادية والتراث الشعبي باتحاد كتاب مصر منذ عام 2021. وله إسهامات متعددة في كتابة السيناريو والمادة الدرامية لعدد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، خاصة عبر قناة الصعيد وماسبيرو. وقد شارك في العديد من المعارض التشكيلية داخل مصر وخارجها، كما مثل مصر في مؤتمرات أدبية وعلمية متخصصة، وأصدر مؤلفات ودراسات توثيقية مهمة في مجال أدب البادية والفنون الشعبية.
حصل البرعصي خلال مسيرته على تكريمات عديدة من جهات ومؤسسات ثقافية داخل مصر وخارجها، وظل دائم السعي إلى أن تكون البادية حاضرة في المشهد الثقافي المصري والعربي، سواء من خلال أعماله التشكيلية أو دراساته أو مبادراته المؤسسية.
ويأتي تكريمه في أتيليه القاهرة تتويجًا لمسيرة طويلة من العطاء والابتكار، ورسالة وفاء من المهرجان لمبدع جعل من فنون البادية جسرًا للتواصل مع الوجدان الشعبي المصري