ثقافة وادب

المرأة في أسفار التوراة أداة يحقق بها اليهود أطماعهم الشخصية

زعماء اليهودية يهدفون من وراء مبدأ الغاية تبرر الوسيلة أو "الغائي" إلى نشر الموبقات بين الشعوب التي لا تدين باليهودية .. ويلجأ معتنقوها إلى نشر الدعارة والفسق بين أفراد الشعوب.

إن التوراة من الكتب السماوية المنزلة على كليم الله موسى “عليه السلام”، ولكن قام اليهود بتحريف الكلم عن موضعه، وحرفوها لما يخدم أطماعهم الدنياوية، وهذا يذكرنا بقول المولى عز وجل فى شأنهم “مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”، الجمعة، آية “5”، لذا ليس هنا ما يستدعى العجب حين نقرأ بين طيات هذه الأسفار المتداولة حالياً كتاب “المرأة في أسفار التوراة الحالية المتداولةللدكتور على عبد الله الجباوى.

وقد خاض اليهود في شأن الإله الخاص بهم، حيث وصفوه بأوصاف يعجز العقل عن تخيلها، لأنها لا تليق بالذات الإلهية، كذلك القول فى حق أنبيائهم الذين لم يسلموا من التجريف فى حقهم، فتذكر التوراة مبدأ ضمنى للعقيدة اليهودية التى استعملها أنبيائهم – على حد زعمهم – لتكون منهاجا يسير عليه أتباع الديانة اليهودية فيما بعد، ويتمثل هذا المبدأ فيما يسمى بـ”الغائى” بمعنى “الغاية تبرر الوسيلة”، وهذا المبدأ من أكثر الطرق المتبعة عند اليهود حتى فى تربيتهم للنشء اليهودى، فنجد العديد من قصص الأطفال تهدف إلى ما يخدم مصلحة اليهود، وإن كان هذا يتنافى مع القيم التربوية، لأن التعاليم اليهودية تحث معتنقيها على ضرورة الوصول إلى ما يخدم أهدافهم العدوانية التى رسمها ويرسمها لهم أحبارهم وكهنتهم بالطريقة التى يرون فيها الطريق الصحيح للوصول إليها، وإن كانت تلك الطرق خسيسة وقذرة، وبهذا يكون كتبة التوراة أول من ابتدع المبدأ “الغائى”.

ويتناول الكتاب فى مجمله “صورة المرأة فى أسفار التوراة الحالية“، حيث يكشف لنا المؤلف كيف استعانت كتب أسفار التوراة بمبدأ “الغائى” فى استخدام المرأة كأداة بخسة ليصلوا بها إلى ما يخدم أطماعهم الشخصية، واكتفى بضرب مثالين من بين طيات المصدر التشريعى الأول لليهود “التوراة”، حيث تذكر فى حق نبى الله إبراهيم عليه السلام، أنه حينما قدِم إلى مصر مع زوجته ساراى التى كانت تبلغ من العمر سبعين عاماً، أنه قال لها أن تقول أنها اخته وليست زوجته.

ويذكر الإصحاح الثانى عشر، فقرة 14-17 فيما معناه “إن إبراهيم قال لساراى إذا رآك المصريون حسنة المظهر فسيقتلوننى ويستبقونك، فقولى إنك أختى ليكون لى خيراً كثيراً بسببك. فعندما رأوها رؤساء فرعون مدحوها له، فأخذت إلى بيت فرعون وصنع لأبرام خيراً كثيراً بسببها، وصار له غنم وبقر وحمير. ويرمى كاتب هذا السفر “سفر التكوين” إلى الوصول لغايتين: الأولى إلى تشويه صورة الخليل من جهة، والثانية أن يكون تصرف إبراهيم المنافى للأخلاق نصاً قانونياً يجب أن يُحتذى به من قبل أتباع يهوه.

وقد قام الدكتور الجباوى بتفنيد هذه الادعاءات بحق الخليل باستخدام الطرق المنطقية، حيث ذكر أن ساراى كانت تبلغ من العمر سبعين عاماً، فكيف أنها لا تزال تتمتع بقدر من الجمال دون أن يترك الزمن أى تجاعيد على وجهها، والتى تفقدها أنوثتها، وهذا إذا سلمنا أنها كانت على قدر من الجمال فى صباها كما يزعم كاتب سفر التكوين.

كما يُذكر أيضا أن مستوى المعيشة منذ ألفى عام ق.م. لم يكن من الوفرة عما هو عليه، كما أن المعلومات الطبية كانت متدنية فى مستواها العلمى. وكل هذا يرجح إلى أن سارة قد بلغت من العمر عتيا، وفقدت نضارتها.

ومن غير المعقول أنها كانت على قدر كبير من الجمال. من هنا نستنتج أن ما أُلصق بأبرام من تقديم زوجته العجوز التى لم تعد قادرة على جذب الرجال إليها، إن هو إلا اختلاق بغية تشويه صورة خليل الله الذى قال المولى عز وجل فى شأنه “وَلَقَدْ ءَاتَيْنَآ إِبْرَٰهِيمَ رُشْدَه ۥمِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِۦ عَٰلِمِينَ”، الأنبياء، آية “51”.

والمتمعن لأسفار التوراة يرى فيها تناقض متقارب حتى بين السفر الواحد، بدليل أن ذات السفر يذكر أن أبناء يعقوب عندما ذهبوا إلى مصر ليكتالوا القمح من عند أخيهم يوسف، تناولوا الطعام وحدهم، وقد أخبرهم يوسف بنظرة المصريين لرعاة الماشية القائمة على الاحتقار، فكيف يُعقل أن يقدم “الفرعون” ظل الإله على الأرض على مضاجعة إمرأة تعيش على تربية الماشية، وهو ينظر إليهم تلك النظرة. من هنا نجد كتبة سفر التكوين يبتدعون قصص خيالية لغرسها فى عقول قارئيها بغية استخدام كافة السبل، بما فيها الرذيلة، وفى مقدمتها تقديم المرأة لمن لهم مصلحة عنده ليتمتع بجسدها وتتحقق مصالحهم المادية.

ويتجلى أيضا المبدأ “الغائى” بالنسبة للمرأة فى قصة إبنتى لوط، فها هن بنات لوط العجوز يقدمن على مضاجعة أبيهم بعد تقديم الخمر له، وقتل والدتهن كى لا تكون حجر عثرة، فتبطل المكيدة التى أوقعن أباهم لوطا فيها، حيث جاء، وقالت البكر للصغيرة: أبونا قد شاخ وليس فى الأرض رجل ليدخل علينا كالعادة، هلم نسقى أبانا خمراً، ونضطجع معه فنحيى من أبينا نسلاً، فقامت كل منهما بالاضطجاع معه ليلة دون علمه، فحملت البكر فى ولد ودعته “مؤاب”، وهو أبو المؤابين إلى اليوم، والصغيرة ولدت أيضا إبنا ودعت اسمه “ابن عمى” وهو أبو بنى عمون إلى اليوم.

وقد فند د. الجباوى هذه المزاعم بطرق مقبولة، حيث ذكر أن سن لوط لا يسمح له بممارسة العملية الجنسية كما يجب أن تكون، كما أن ابنتى لوط عذارى، فمن المستحيل إزالة غشاء البكارة من قبل رجل بلغ من العمر عتيا، لم يعد قادراً على المضاجعة، بدليل قولهم: “إن أبانا قد شاخ”، وهذا القول مقبول بالنسبة لنا.

ويوضح لنا أدولف هتلر فى كتابه “قصة كفاحى” المبدأ “الغائى” الذى استخدمه اليهود فى ألمانيا بواسطة نسائهم اللائى قمن بنشر الإباحية بهدف القضاء على الشعب الألمانى، حيث يقول: قد أُصيب الآباء خلال ممارستهم العلاقات الجنسية الحرة مع المستخدمات اليهوديات فى المحلات التجارية، والحانات، والأندية بـ”الداء الوبيل” ويقصد به”مرض الزهرى” الذى انتشر فى ألمانيا نتيجة انتشار ظاهرة البغاء مع النساء اليهوديات عن سابق إصرار من الصهيونية العالمية من أجل انهيار الشعب الألمانى، وهذه الظاهرة لم تنشأ بطريقة عشوائية، فقد كانت هناك ندوات تُعقد من أجل تحقيق هذا الهدف. على سبيل المثال، أنه فى بداية القرن التاسع عشر عقدت السيدة اليهودية الجميلة “هنريت هيرز” ندوة مضمونها ينص على نشر الإباحية اللاأخلاقية لدرجة انتشر فيها الفسق والفجور، مما جعل الشباب متحللين من كل قيم شبوا عليها. وكل هذا يشير إلى نظرة اليهود الدونية القائمة على الاحتقار للمرأة من حيث استخدامها كسلعة بخسة للوصول إلى أهدافهم.

اليهودية .. ومضاجعة المحارم

تعج أسفار التوراة بالعديد من القصص التى تتحدث عن زنا المحارم، وهذه النقطة تندرج تحت الصور السلبية للمرأة فى الديانة اليهودية، حيث تذكر أسفار “التوراة الحالية” عن داوود أنه كان منقادا وراء شهواته الجنسية على نحو لا يحد، فاعتداؤه على – ميكال – زوجة فلطئيل، ومضاجعته لها بالقوة والكره قد تكرر مع إمرأة أخرى كان قد وقع عليها وهو يمشى على سطح منزله فى أورشليم، وبدلا من أن يغض الطرف أثناء رؤيته للمرأة وهى عارية الجسد، تملقها وافتتن بجمالها واستخدم سلطته كحاكم على أورشليم واضطجع معها، وحبلت منه بالحرام، ولم يكتفى بذلك بل دبر مؤامرة تم من خلالها قتل “أوريا الحثى” زوج هذه المرأة المذكورة حتى يتسنى له الزواج منها.

كما تذكر أسفار التوراة أن أبشالوم ابن داوود قد انتهج نهج أبيه فى فعل الموبيقات، واضطجع مع سرارى أبيه داوود بالقوة ولم يعتقهن، وكانوا لا يزلن فى عصمة أبيه. وكذا النبى سليمان، نرى التوراة تصفه بأنه كان منقاداً لرغباته الجنسية أيضاً.

شرك النساء بعد انقسام مملكة إسرائيل

بعد انشطار مملكة إسرائيل إلى قسمين استمر أتباع الإله “يهوه” فى ممارسة الفواحش، واقتراف أعمال المنكر، اقتداءاً بأعمال آبائهم السيئ الصيت، والتى تعد بالنسبة لهم ناموسا يجب العمل به، ولقد وصل تمكن الزنى والدعارة من سلوك أتباع الإله “يهوه” إلى درجة صار الرجل منهم ينظر إلى خيانة زوجته له على أنها أمراً عادياً، ومن هنا نجد العديد من القصص التى تتحدث عن ارتكاب الرذيلة بدءاً من أنبياء بنى إسرائيل، ويليهم قادتهم، ثم من دونهم فى ارتكاب الفواحش والزنى.

المرأة اليهودية .. ومبدأ “الغاية تبرر الوسيلة”

تناول المؤلف فى كتابه هدف زعماء اليهودية من وراء مبدأ الغاية تبرر الوسيلة أو “الغائى”، حيث يرغبون فى نشر الموبقات بين الشعوب التى لا تدين باليهودية، ويلجأ معتنقو الديانة اليهودية إلى نشر الدعارة والفسق بين أفراد الشعوب الذين لا يدينون بتعاليم الإله “يهوه”، والميزة السيئة الأخرى أيضاً للشعب اليهودى أنها لا تبالى بمصير أى شعب آخر يعيش معه، لذلك يحاول دائماً احتراف أقذر المهن فى تلك البلدان، كالمتاجرة بالشرف، والعِرض، والخيانة، والتجسس، والمتاجرة بالنساء.

وإن كانت التوراة تذخر بمثل هذه الصور السلبية التى من شأنها تحط من قدر المرأة وتقلل من شأنها، فما بالنا بالأحكام الخاصة بالتشريعات اليهودية الخاصة بالعقيدة اليهودية التى نرى فيها عجب العجاب مثل “المشنا”، والتى تحتوى على العديد من الفصول التى توضح الأحكام الشرعية فى تعاملات اليهود اليومية، والتى تفرد بابا بأكمله يخص المرأة فى فترة حيضها والذى يسمى “نيداه”، والذى ينص على كيفية التعامل مع المرأة الحائض، والتى تعد نجسة تدنس كل شئ تلمسه وأى مكان تجلس فيه، هذا بالنسبة لفترة الحيض، وأيضاً كيفية التعامل مع المرأة التى تلد ويحدد فترة النجاسة بالنسبة لها من حيث نوع الطفل المولود إن كان ذكراً أم أنثى، حيث يختلف كلاً منهما عن الآخر من حيث فترة نجاسة والدته.

والهدف من هذا العرض ليس تفنيد مزاعم كتبة أسفار التوراة، فكل ما تحويه هذه الأسفار يفضح نفسه ويكشف زيفها، ولكن الهدف منه هو تسليط الضوء على نظرة اليهود الدونية للمرأة اليهودية فى الأسفار الحالية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى