رأى

“العنوسة” تعاسة فتيات أحدثتها العادات

أمانى محمود

عندما تتجمد أحلام الصبايا و تختلط ملامح فارس الأحلام حتى يبدو الفارس بلا ملامح أو حتى هوية كأنه شبح قادم يجتاح فى طريقه قلوب العذارى يبدرها فى أرض جرداء حيث اللا مستقبل غير وصمة مقيتة يتصف بها من تأخرن و فاتهن قطار الزواج إما بسبب موروثات ثقافية بالية أو فقر يجثم على النفوس يقهرها للدرجة التى يجتمع فيها الفقر مع العادات المجتمعية على ضرب الفتيات و أحلامهن المشروعة فى مقتل.

و مصطلح “العنوسة” هذا اعتدنا أن نطلقه هذه الأيام علي من تعدين النطاق العمري المعتاد للزواج و الذى يتباين فى مكان عنه فى مكان آخر فعند المجتمع  البدوى و بعض المجتمعات الريفية بالقرى لا يتعدى  العشرين أما ف المدن قد يمتد إلى عمر الثلاثين.

بحسب التقارير الصادرة عن جهاز التعبئة العامة والاحصاء حول العنوسة  نجد أن سن الزواج المتعارف عليه بكل الدول هو سن محدد للمصابين “بالعنوسة” وهو عند بلوغ الثلاثين عاما فالإناث المصابات بالعنوسة من فئة عمر ال “٣٥ عاما”  نحو ٤٧٢ ألف أنثي بنسبة ٣.٣ ٪ من إجمالي تلك الفئة العمرية لعام ٢٠١٧ مقابل ٦٨٧ ألف من الذكور بنسبة ٤.٥٪ من الذكور من هذه الفئة العمرية.

و من هنا نجد لكل مجتمع عادات وتقاليد تسود فيه منها النافع والصالح ومنها الضار والطالح و الذى قد يكون سببا كبيرا في تفشي آفة “العنوسة”.

قال تعالي ، ” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ “، صدق الله العظيم ،  و فى ذلك دستور حياة لولا أننا نقضى عليه بأفعالنا فكثير من الشباب يحجم عن الزواج بسبب غلاء المهور والإسراف فى تجهيزات وحفلات الزواج مما جعل “الزوجة” أشبه بالسعلة التي يحصل عليها من يدفع فيها أكثر وعدم النظر إلي خلق ودين الخاطب بل يكون كل النظر الي” المال” فلا تقاس أمورنا الحياتية به مهما كبرت أهميته.

و من بين الأسباب الالتزام بترتيب الأبناء فالبعض لا يزوج الصغيرة سابقة للأخت الكبرى أيضا طمع بعض الآباء في بناتهم وخاصة إن كانت صاحبة وظيفة ودخل شهري و للشروط التعجيزية التي يفرضها الآباء علي الخاطب سببا كبيرا لتفشي العنوسة.

و يمكننا أن نقول أن تعليم الفتيات له نصيب كبير فى هذه القضية فالفتيات يتجاوزون العمر المنطقي للزواج لامتداد فترات الدراسة و لا يشعرن بذلك إلا عند الوقوف عند مرحلة العنوسة.

أيضا كان لانتشار التكنولوجيا والانترنت سببا كبيرا في زيادة الطموح للفتيات في مواصفات فتي الأحلام معتقدين أنه فارس سوف يأخذها علي حصان إليكترونى وهذه أفكار ليس لها أساس من الصِحة ونشِرت أفكارا غربية في مجتمع شرقي متدين جعلهم يميلون إلي الترج والبعد عن الدين تحت مسمي” الحرية الشخصية ” فكان لذلك تأثير علي طريقة تعامل الفتيات و فكرهن أولا ثم ملبسهن فأصبحت نظرة الشباب لهن  انهن لا يصلحن مربيات و أمهات لأبنائهم.

أخيرا وليس آخرا أصبح الحرام لقمة سائغة في فم الجميع فيسروا حلال الله ولا تعجزوا من يريد العفة ولا تظلموهم وتحكموا عليهم بالتعاسة الأبدية بسبب عادات مجتمعية ليست علينا بفروض. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى