رأى

العالم الافتراضي ما له وما عليه

بقلم : محمد حسين زغلة

في بداية مقالي هذا أحب أحيط علم السادة القراء بأني كنت أحد هولاء الذين تأثروا تأثيرًا سلبيًا كبيرًا في كل النواحي الحياتية الخاصة بي ؛ بسبب هذا العالم الإفتراضي الذي يسمي بالفيس بوك ذلك العالم الذي بنى وجوده وطال بقاؤه بهذا الشكل على الغش والخداع والنصب , واستغلال ضعاف النفوس من الجنسين , ولكني لا أذكر تفاصيل ما حدث لي .. لا مخافة من أن أحرج أو أجرح أشخاص بعينهم فهم يستحقون القتل لا الجرح فحسب , ولكن مخافة الله في أن أخوض في أعراض أحاسب عليها أمام الله , فأنا لا أنكر أن هذا العالم له منافع , ولكن أثمه أكبر من نفعه , ولأن سوء استخدام أي شيء حديث أو متطور بدون وعى ربما يكون خطأ شخصي , و فردى يرجع للفرد نفسه فهذا ليس ذنب المخترع فالنيه يحاسب عليها من الله عز وجل .. كما أن انخفاض الرضا عن مستوى حياة كل إنسان في هذه الفترة الحالية , والتي نعيشها من عمر الزمن يؤدي إلى استخدام الفيس بوك لدى البعض إلى تنامي الشعور بأن حياتهم ليست رائعة أو على ما يرام كحياة الأشخاص الآخرين المعروضة على الفيس بوك ؛ لأن الإنسان دائمًا بطبيعته يميل إلى مقارنة حياته بحياة أشخاص آخرين ، ودائمًا ما يلجأ الإنسان إلى تقييم أحواله مقارنة بأحوال الآخرين بكونها أفضل أو أسوء ، وتصفح الفيس بوك يتيح للمستخدم مشاهدة منشورات وبوستات الآخرين بشكل مستمر ، مثل مشاهدة أحدهم وهو يتناول عشاءًا فاخرًا في إحدى المطاعم الكبرى أو في أي مكان راق ، ومنشور آخر لشخص آخر , وهو يتسلم جائزة عظيمة أو وسام من مؤسسة لها إسم كبير ، أو فيديو مبهر له أثناء تكريمه من أحد الشخصيات الفنية أو السياسية أو الثقافية أو الإعلامية اللامعة مما يولد لديه شعورًا مستمرًا بأن الآخرين يحظون بحياة أكثر سعادة , وأن الحياة لم تكن عادلة معه فأحياناً يؤدي استخدام الفيس بوك أيضاً إلى تقليل مستوى رضا الأشخاص عن أشكالهم، وهذا هو الشيء الخطير الذي أكده معظم الباحثون أن أسباب ذلك يرجع إلى ميل مستخدمي الفيس بوك لمقارنة صور أجسادهم مع المنشورات التي تحتوي صوراً لأصدقائهم على الفيس بوك، مما قد يؤثر سلباً على مستوى تغذية مستخدمي الفيس بوك من خلال التسبب باضطرابات في التغذية رغبةً منهم في الحصول على أجساد أكثر جمالاً ونحافة علاوة على أن الفيس بوك يزيد من إدمان الانترنت , فمواقع التواصل الاجتماعي تهدف إلى المتعة ، لقاء أشخاص جدد ، والتواصل مع الأصدقاء القدامى , بالإضافة إلى زيارة الروابط المثيرة للاهتمام ، وهذا يمكن إن يستغرق عدة ساعات كل يوم الأمر الذي يؤدي إلى هبوط أدائك في العمل أو قد يؤدي إلى فقدانك وظيفتك ، وأنتي ياسيدتى أهملتى مملكتك وبعدتي كل البعد عن مطبخك ومحاربك وأهملتى زوجك وأبنائك حتى وإن كانوا يعتمدون على أنفسهم فربما يكون لبعض السيدات منكن أحفاد .. كما إن استخدام الفيس بوك في أوقات الدراسة قد يؤدي إلى قلة عملية التحصيل الدراسي وتدني الدرجات المدرسية ، فعندما يدخل الفيس بوك في حياتك قد يؤدي إلى إدمان الانترنت ، وللحفاظ على نفسك من الوقوع في هذا الخطر يجب تنظيم وقت الدخول على الانترنت بحيث يكون كمكافأة على الانتهاء من العمل أو أداء الواجبات الدراسية فكلماتي عن مخاطر هذا العالم الإفتراضى ليس معناه سببًا للتوقف عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ومنها الفيس بوك لأنها يمكن أن تكون مفيدة لك ، ولكن يجب استخدامه بشكل ترفيهي وعدم استخدامه في أوقات الدراسة أو في أوقات العمل سواء كان العمل حكومي وحتى في أثناء العمل في المنزل ، وكذلك توخي الحذر من استخدام ونقل المعلومات الموجودة فيه خصوصًا إذا كانت تأتي من مصادر غير موثوق منها , ومن أضراره الاجتماعية الخطيرة فهو قد ساعد على زيادة نسبة الطلاق بين الشباب والفتيات حديثي الزواج , وغير حديثي الزواج فهناك بعض من قدامي المتزوجين الذين لم يعيشوا فترة المراهقة الخاصة بهم بصورة صحيحة أو أنهم تزوجوا
في سن مبكر , وهذا خاص ببعض من الرجال والنساء على حد سواء , فهناك منهم من يجذبهم هذا العالم الافتراضي المزيف في بعض الأحيان فيكون لهم بمثابة بركان خراب ودمار على حياتهم خاصًة إذا كان هؤلاء الأشخاص من ضعاف الإرادة فأنا لا أقول من أصحاب الهمم لأن هناك من أصحاب الهمم ما يضربون لنا أروع الأمثلة في التحدي والإرادة والوصول لأعلى قمم النجاح فهم غير الذين أصابتهم الاضطرابات والتشنجات الفكرية مع صعوبة التعامل مع المعلومة والأخذ بها بأي شكلٍ كانت دون التبصر بمحتواها العلمي أو الحقيقي إلى أين سيأخذنا بكوارثه العاطفية إلى ضجيجٍ آخر يحبسنا في كينونته الجديدة، نعم هي قريته الافتراضية التي ملأت الدنيا من كافة أعراقها وأطيافها ولغاتها وزد عليها مذاهبها وأديانها .ففي الماضي القريب كانت المعلومة نتلقاها بصعوبة وعلى فترات زمنية حتى تصل إلينا , وفي حدودنا الضيقة اليوم تأتيك المعلومة مسرعة وساخنة بحيث لو حدث أي حادثٍ ما في هذا العالم فالكل يعلم به ويتحدث عنه إنه العالم الافتراضي الذي فرضته علينا الشبكة العنكبوتية، فيه محاسن كثيرة ولكن سلبياته قد تكون أقوى من الإيجابيات كما أشرت في بدايات مقالي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى