رأى

الشماتة تبرز  المشاعر السلبية في سياق الصراعات

بقلم: د. ليلي الهمامي

الشماتة هي موقف وجداني وذهني مركّب لكن ما يميزه أنه بدائي بمعنى أنه غريزي أو غرائزي وغالبا ما تبرز هذه المشاعر السلبية في سياق الصراعات، خاصة منها الفردية.   ويمكن القول أن هذه المشاعر هي المشاعر البدائية لدى الإنسان كلما يَضعُفُ العقلُ كلما تَضعفُ القدرةُ على الحكم عقلانيا كلما تتصاعد هذه المشاعر كلما تستبد بالأفراد وبالمجموعات الغرائز.

الملاحظ في الظرف الأخير أن المشاعر السلبية والبدائية والغرائزية التي تحكم المجموعات الحيوانية والمجموعات الإنسانية البدائية هي التي تطفو وتبرز بوضوح، فنرى الشماتة في الموت، الشماتة في السجن، الشماتة في المرض، في الإيقاف، في الإفلاس، شماتة منقطعة النظير لم نكن نتصور أنها موجودة في شعب مثل الشعب التونسي.  لكن عامة الناس أي الأغلبية السائدة داخل المجتمع؛ تلك التي تقلد ولا تفكر، وتصدق وتكذب دون روية ودون تبين ولا بيان ولا حجة ولابرهان هي التي نجدها تسود وتتكاثر خاصة في  مراحل الانحطاط الحضاري.

أعود بذاكرتي إلى مشهدية الفرجة في الإعدامات في أشكال القصاص الذي يمارس في الساحة العامة، مثل الشنق في الساحات والجلد وقطع الأطراف من خلاف، والرجم، والعامة تتلذذ بمشهدية الألم، تتلذذ بمشهدية العنف، بمشهدية الترهيب…

والعامة تثابر على التلفظ بتلك الواقعة البربرية جد المؤلمة …

هذا اعادني إلى ما يحصل في المجتمع التونسي منذ فتره خاصة الفترة الأخيرة والتي بدأت منذ أكثر من عشرية : الفرح بفرجوية العنف بفرجوية الألم …

الشماتة هي بالفعل انتقام نفسي من شخص أو من شيء لم نتمكن من أن نكون مثله.  أو نتطهر من شيء هو فينا في لحظة نرى ذاك الشيء في الآخر

وكان حضور تلك المشهديات يجعلنا أكثر نقاوةً أو آكثر نظافةً أو آكثر طهرا…   واضح أن المشاعر الدفينة؛ مشاعر الحسد والحقد واللؤم بمجرد بروز “مثير” ، تطفو إلى السطح وتؤكد أن مجتمعنا مريض يحتاج الى علاج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى