الشرقية تحتفل بعيدها القومي
فى التاسع من سبتمبر من كل عام، تحتفل الشرقية بعيدها
القومى، وفى هذا اليوم تنظم المحافظة عددا من العروض الفنية والثقافية الفلكلورية،
كما يفتتح المحافظ عددا من المشروعات القومية لأبناء المحافظة.
ويأتى احتفال المحافظة تزامنا مع ذكرى وقفة الزعيم البطل
أحمد عرابى ابن قرية (هرية رزنة) التابعة لمركز الزقازيق أمام الخديوى توفيق فى
ميدان عابدين بالقاهرة عام 1881 حيث كان رافضا للظلم والاستبداد، وعارضا عليه
مطالب الجيش والأمة.
وكان يوم الجمعة 9 سبتمبر 1881 يوما فريدا فى تاريخ مصر،
الذى اندلعت فيه شرارة الثورة ضد الخديوى والتدخل الأجنبى، ووقف عرابى شاهرا سيفه
على جواده وخلفه مجموعة من الضباط وأبناء مصر الأحرار، وعرض مطالب الشعب فى مواجهة
الخديوى والقنصل البريطانى (كوكس)، وسمى ذلك اليوم (بيوم عرابى).
ويوجه الخديوى توفيق السؤال لعرابى فى ساحة القصر: (ماذا
جاء بك إلى هنا؟)
فقال عرابى: (جئنا إليك يا مولاى لنعرض عليك مطالب الجيش
والأمة).
فيرد الخديوى: ( ليس لكم حق فى هذه المطالب, لقد ورثت
ملك هذه البلاد عن آبائى وأجدادي, وما أنتم إلا عبيد إحساننا).
ويرد عرابى البطل بكل شجاعة وقوة: (لقد خلقنا الله
أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقارا، فوالله الذى لا إله إلا هو إننا لا نورث ولا
نستعبد بعد اليوم).
ويضطر توفيق إلى الاستجابة للمطالب وكانت هى: (عزل وزارة
رياض باشا المستبدة، وتشكيل مجلس نواب، وزيادة عدد الجيش).
وتخليدا لهذه الوقفة الشجاعة لابن الشرقية البار التى
كانت فى يوم 9 سبتمبر اتخذت المحافظة هذا اليوم عيدا قوميا.
جدير بالذكر أن الزعيم أحمد عرابى ولد فى 31 مارس عام
1841 بقرية هرية رزنة التابعة لمركز
الزقازيق, والتحق بكتاب القرية وحفظ القرآن الكريم, ثم التحق بالأزهر وتعلم الفقه
والتفسير، وكان والده (عمدة القرية) شيخا جليلا ورئيسا لعشيرته موصوفا بالورع والتقوى, وتوفى والده وهو
فى الثامنة من عمره إثر إصابته بوباء الكوليرا، وتولى تربيته شقيقه الأكبر، ثم
التحق عرابى بالخدمة العسكرية فى عهد حاكم مصر (محمد سعيد باشا) الذى أقر التجنيد
الإجبارى للجميع, وأحب عرابى الجندية، وترقى فى المناصب حتى وصل إلى رتبة أميرالاى
(عميد حاليا), وبدأ كفاحه ضد الظلم والاستبداد والتدخل الأجنبى منذ عهد الخديو إسماعيل
واستمر حتى عهد توفيق.