السفير الألماني بالقاهرة يؤكد اهتمام بلاده بتعزيز التعاون الاقتصادي مع مصر

أشاد السفير الألماني بالقاهرة، يورجن شولتس، بشدة بالدور المسؤول الذي تقوم به مصر في غزة بالتعاون مع الشركاء في قطر والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أنه دور نشط يسعى إلى وقف إطلاق النار. ولا ننسى الدور المصري في العمل على المصالحة بين فتح وحماس في الفترة الماضية، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية الكثيرة التي قدمتها مصر إلى قطاع غزة، وأن المانيا قدمت دعما طويل الأمد للقضية الفلسطينية سواء عبر المساعدات المالية أو المشورة المالية، لافتا إلى ما قدمته بلاده إلى غزة والسلطة الفلسطينية بلغ حوالي ٣٠٠ مليون يورو.
وشدد في مؤتمر صحفي حضره عدد من المحررين اليوم الاثنين على أننا لا ننسى خطة الإعمار التي طرحها الجانب المصري، والتي لاقت تشجيعًا وترحيبًا من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والتي تُعد في الوقت الراهن أساسًا للمفاوضات في وقف إطلاق النار في غزة.
وإن ألمانيا تستخدم قوتها في التأثير على الجانب الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية الألماني يتواصل بشكل شبه يومي مع الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، سواء من خلال الاتصالات الهاتفية أو الرسائل، فالعلاقات قوية فيما بينهما.
كما يتواصل وزير الخارجية الألماني مع نظيره الإسرائيلي بشكل متكرر من أجل التوصل لتحقيق تقدم فيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط، سعيًا للتوصل لوقف إطلاق النار أو نفاذ المساعدات الإنسانية لغزة، مشددًا على أن التعامل مع الحكومة الإسرائيلية الحالية ليس أمرًا سهلًا.
وقال السفير الألماني إنه تم الأسبوع الماضي افتتاح للمدرسة المصرية الألمانية الجديدة، حيث اتفقنا في العام الماضي على إنشاء 100 مدرسة مصرية ألمانية جديدة، وهي أول مدرسة ضمن هذا الاتفاق، وهي عبارة عن مدرسة تجريبية تقوم على نموذج جديد في العلاقات بين مصر وألمانيا، لافتًا إلى أنه شارك في الافتتاح وتدشين هذه المدرسة، ومُعربًا عن إعجابه الشديد بما رآه في الافتتاح. وأضاف أننا نرى في ألمانيا أن الاستثمار في التعليم يتعين أن يكون له أولوية قصوى.
وأن التعاون يمتد إلى المدارس الفنية لتأهيل الخريجين لسوق العمل، في إطار اهتمام ألمانيا بالعمالة الماهرة، موضحًا أن حصول العمالة المصرية على شهادات وتدريبات معترف بها في ألمانيا يمثل التحدي الأكبر.
وأشار شولتس إلى أنه فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين، فإن حجم التبادل التجاري مرتفع للغاية، حيث يصل إلى 5 مليارات يورو، لافتًا إلى أنه حضر قبل أسابيع مؤتمر السفراء الذي عقدته وزارة الخارجية الألمانية في برلين، وكان جزء من محاور هذا اللقاء هو العلاقات الاقتصادية بين الدول المختلفة، وشاركت بصفتي سفير ألمانيا في مصر، وقد حدثني في ذلك الاجتماع العديد من رؤساء الشركات الألمانية عن فرص الاستثمار في مصر، حيث يرون أن مصر لديها آفاق جديدة جدًا للاستثمار، ولذلك كان هناك اهتمام للتعرف على إمكانيات الاستثمار في مصر، وأن الشركات الألمانية ترى أن مناخ الاستثمار في مصر مُشجع.
وشدد السفير الألماني على أن المجالات المستقبلية التي يمكن أن تكون محل تعاون في العلاقات المصرية الألمانية هي التعليم والعلوم، حيث نسعى لنقدم دعمًا كبيرًا في هذا المجال، ونرى أنه يمكن أن يكون هناك تعاون أكثر وتوسيعه بين البلدين، لافتًا إلى أن هناك أيضًا اهتمامًا مصريًا بالمدارس الفنية التي يتم تخريج القادرين على الدخول لسوق العمل. وفي هذا السياق، أشار إلى أن ألمانيا أيضًا مهتمة جدًا بالعمالة الفنية الماهرة، لأن في ألمانيا هناك نقص شديد في العمالة الماهرة، ولذلك ألمانيا تنظر حولها في البلدان التي يمكن أن تستقدم منها هذه العمالة الماهرة لاحتياجها الشديد إليها.
وأكد السفير الألماني بأن الوضع الاقتصادي في مصر به استقرار كبير جدًا، مشددًا على أن مصر على الطريق الصحيح في هذا الشأن، وموضحًا ضرورة أن يكون هناك دور أكبر للقطاع الخاص في الاقتصاد المصري.
وأشار إلى التحول إلى الطاقة الخضراء، حيث إن مصر وألمانيا يعملان مع بعضهما البعض في هذا الموضوع بشكل مكثف في مجال التحول الأخضر بالنسبة للتعاون الإنمائي بين البلدين، وهو موضوع مهم للغاية.
وقال إن من الموضوعات المهمة الهيدروجين الأخضر، والذي تسعى ألمانيا فيه خلال العامين المقبلين أن تستورد الهيدروجين الأخضر من مصر، وهو مشروع جيد جدًا وسوف نقوم به لأول مرة، وهناك اهتمام كبير جدًا من الجانب الألماني بهذا الأمر،ونقدم الدعم لمصر في هذا الشأن.
 
				 
					





