أطباء مصر أو كما يطلقون عليهم منذ جائحة كورونا الجيش الأبيض والذى نجده حاضرا فى كل المعارك الوبائية للدفاع عن المواطنين من الأمراض المعدية وغير المعدية التى قد تصيبهم لدرجة أن بعضهم قد استشهد فى سبيل تحقيق هذه الرسالة كما رأينا من قبل أثناء جائحة كورونا .
هذا الأمر استوقفنا كثيرا حيث لا يوجد حتى الآن مستشفى خاص بالجيش الأبيض لعلاجهم دون الحاجة إلى التأمين الصحى المزدحم ذو الإمكانات المحدودة أو المشروع العلاجى الذى يشترك فيه الكثير من أعضاء المهن الطبية ولكنه لن يوف بالغرض فى بعض الأحيان وخاصة فى الخدمات الخاصة بالرعاية المركزة والتى قد يطول المكوث بها إلى أن يستنفذ الحد الأقصى المسموح لدعم المريض فيضطر إلى دفع المستحقات المالية كاملة دون تدخل من أى جهة لرفع المعاناة عنه الأمر الذى يدفعه إلى الخروج من المستشفى فى حالة حرجة والبحث عن عناية مركزة تابعة لإحدى مستشفيات التأمين الصحى ولم يجد هذا متوفرا بسهولة ! .
فى الماضى كانت هذه الفكرة مطروحة وهى بناء مستشفى خاص بالعاملين فى الحقل الطبى وهو أقل تكريم يمكن أن يقدم لهؤلاء الذين يحملون على عاتقهم أرواحهم فى سبيل علاج المواطنين. ويأتى هذا فى التوقيت الذى يوجد به مستشفيات تابعة للفئات الأخرى مثل الكهرباء والزراعة.. الخ لخدمة العاملين فى هذه المجالات.
ويتردد أن الأرض الخاصة بنادي أعضاء اتحاد المهن الطبية فى مدينة نصر كانت مخصصة بالفعل لبناء مستشفى لهم إلا أن ظروفا لم يعلن عنها حولت هذا الحلم إلى نادى لم يتردد عليه سوى فئة قليلة من الأعضاء. وكان من الأولى تحقيق هذا الحلم لأعضاء اتحاد نقابات المهن الطبية أو الجيش الابيض . فيأتى مجلس إدارة تلو الآخر ولم يقترب أحد من هذا الملف ولا ندري ما هى الأسباب. فإذا كان المانع ماديا فهناك الكثير من المقترحات لتوفير الدعم لبناء المستشفى ومنها على سبيل المثال المباركة المجتمعية من البنوك وتخصيص نسبة من حصيلة رسوم الطرق ونسبة من أسعار السجائر بالإضافة إلى طلب تخصيص مبالغ مالية بمعرفة وزارة الصحة لهذا الغرض .. الخ .
أما عن تغطية المصاريف فيما بعد فمن الممكن أن يتم العلاج لغير أعضاء المهن الطبية فى هذا المستشفى بأسعار معقولة كاى مستشفى نقابى يفتح بابه لغير الأعضاء مثل مستشفى الدعاه والزراعيين وغيرهم وذلك لتغطية نفقات المستشفى التى سوف تعالج أعضاء المهن الطبية بأجور رمزية فيصل لهم الشعور بالأمان.
أما عن تسديد اشتراكات المشروع العلاجى فيمكن أن يتحول هذا الاشتراك بالكامل إلى المستشفى بدلا من المشروع العلاجى ولكن مع الفارق أن تكاليف العلاج سوف يتحمله المستشفى بالكامل . كنا نتمنى أن يتخذ مجلس إدارة اتحاد نقابات المهن الطبية قرارا بتنفيذ هذا المشروع والذى يمس شريحة كبيرة من الأعضاء إلا أنه لم يقدم أحدا على هذه الخطوة الهامة حتى الآن واكتفى المجلس بالمشروع العلاجى .
لذلك نناشد أعضاء اتحاد نقابات المهن الطبية الحالى أو القادم بالمضى قدما لتحقيق هذا الهدف فلا يصح أن يعالج فريق الجيش الأبيض وسط زحام التأمين الصحى!!