مقالات

التأمل يهدأ من آلام الظهر المزمنة

akhbarelsaa.com l84ilu7g

 

 

 

 

      ماجستير علاقات دولية

 

عندما نعانى من آلام الظهر المزمنة فإن المسكنات لا تكفى دائماً، لماذا لا نجرب التأمل الذهنى؟ إليكم كيفية استخدام طريقة غير دوائية مجربة.

لا يمكن إغفال الشغف بالتأمل ، سواء كان ذلك عن طريق الإنترنت أو المجلات أو شاشة التلفزيون. طريقة بسيطة ليس فقط لأن العديد من الدراسات العلمية أثبتت فوائده لمواجهة التوتر أو الألم وخاصة آلام الظهر. ففى مارس 2016 ، ظهرت دراسة نشرت بالمجلة الطبية “مجلة الجمعية الطبية الأمريكية” والتى أثبتت أن التأمل يبدو أكثر فاعلية من الأدوية التى تقاوم الآلام منذ الشهر الأول من العلاج .

التأمل الذهنى ، ممارسة متاحة للجميع:

التقنية التى يدرسها الباحثون هى تقنية “اليقظة الذهنية” أو التأمل الذهنى” ، وهى طريقة تقليدية مجردة من جوانبها الروحية ولا تتطلب أى معرفة مسبقة ، ويمكن لأى شخص البدء والقيام بها  .

إن التأمل الذهنى هو ببساطة ملاحظة وقبول كل ما يحدث فى الجسم دون محاولة التدخل ، كما يقول الدكتور ليونيل كودرون وهو طبيب ومعلم يوجا .

وينبهنا إلى أن هذا السلوك ليس استرخاء ، وأن التأمل هو موقف نشط حيث يتم إيقاظ الحواس . ونتعلم من خلال ممارسته التحرر من عواطفنا وأحاسيسنا من أجل تحقيق السلام الداخلى .

هناك آليتان تعملان على علاج آلام أسفل الظهر المزمنة:

ويبدو أن التأمل هى الطريقة المناسبة لمعالجتها :

1. الآلية الأولى: الألم يجعل الجسم يتفاعل بشكل دفاعي. فالعضلات، على وجه الخصوص، تتوتر وتشكل تقلصات. “فيقلل الشخص الذي يعاني من آلام في حركته إلى الحد الأدنى وتصبح المفاصل متيبسة”، يضيف الدكتور كودرون كلما قل تحركنا، كلما تفاقمت المشكلة.

2. الآلية الثانية: من المعروف أيضًا أن الدماغ يلعب دورًا رئيسيًا في تفاقم الألم. وبفضل التقدم في تصوير الدماغ، لاحظ الباحثون كيف تطور الإحساس المؤلم في نهاية المطاف من تلقاء نفسه، مدفوعًا بالتوتر والقلق. ليس من غير المألوف أن تختفي الآفة الأصلية تمامًا، لكن آلام أسفل الظهر تستمر بسبب هذه الظواهر التي تتفاقم ذاتيًا.

التأمل يريح العضلات ويقلل الألم:

تقارن الدراسة المنشورة فى مجلة الجمعية الطبية الأمريكية مجموعة من الأشخاص عولجوا بمسكنات الألم مع مجموعة أخرى تابعت جلسات التأمل وكانت النتائج واضحة وقاطعة: فقد شهد المرضى فى المجموعة الثانية تحسناً بنسبة 51% فى الألم والقدرة على الحركة ، فى حين شهدت المجموعة الأولى تحسناً بنسبة 27% فقط . ويوضح الدكتور كودرون أن التأمل يساعد على استرخاء العضلات أولاً وأن الجسم كله يرتاح .

كيف يتم التأمل؟

الخطوة الأولى: يعد مثالياً الجلوس وظهرك مستقيماً على الكرسى، لكن هذا ليس إلزامياً ، فيجب البحث عن الوضع الأكثر راحة ، حتى عند الإستلقاء حتى لا يتفاقم الألم ، هذا ما يوصى به د. بورغونيون . وأن تغمض عيناك أو تنظر إلى نقطة على الأرض أمامك . وأخيراً ، عليك أن تركز كل انتباهك على تنفسك ويقول د. كودرون إن إيقاع التنفس سوف يتباطأ من تلقاء نفسه .

الخطوة الثانية: وهى مراقبة جميع الأحاسيس التى تنشأ والأفكار التى تمر عبر أذهاننا .

ثم عليكم .. بالصبر ، فيجب عليك أن تتدرب كل يوم لمدة ستة إلى ثمانية أسابيع ، حتى تشعر بالراحة وينصح الدكتور كودرون بالقيام بذلك تدريجياً بدءاً بجلسات مدتها 10 دقائق ، ثم عندما تشعر بمزيد من الراحة قم بزيادتها تدريجياً إلى عشرين دقيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى