دنيا و دين

البرامج الموجهة للمرأة بالأزهر تناقش فى المنتدى الأسبوعى “المنهج القرآني والنبوي في التربية”

آمنة عبدالحليم 

برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف تواصل البرامج الموجهة للمرأة حلقاتها الأسبوعية فى ملتقى المرأة  برواق الفشنية ،  بعنوان  : ” المنهج القرآني والنبوي  فى التربية”  بمحاضرة  للدكتورة هبة عوف عبدالرحمن أستاذ مساعد بقسم التفسير بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة ، وإدارة حوار متميزة للدكتورة سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر الشريف .

استهلت  د. سناء حديثها عن التربية بقولها :

 إن نعمة الأبناء نعمة عظيمة جدا من رب العالمين ، وهى الأمنية الأساسية للأباء والأمهات ، ولعظيم هذا الشأن نرى أنبياء الله يسألون الله لذريتهم الصلاح والهداية ويدعون لهم ،

قال الله تعالى عن الخليل عليه السلام  :

” رب اجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتي ” .

كما نصحت الأمهات بتقنين استخدام الموبايل للطفل لما له من تأثيرات سلبية وأشارت إلى تصريحات منظمة الصحة العالمية بخصوص هذا الأمر فالطفل قبل العامين يمنع من النظر إلى الشاشات بأنواعها ،  بما في ذلك ألعاب الكمبيوتر، سواء بهدف التسلية  أو الإلهاء .

والحد الأقصى لمن تتراوح أعمارهم بين سنتين وأربع سنوات هو ساعة واحدة يوميا، والأقل من ذلك أفضل .

 إن ترك الأطفال أمام الشاشات اوقات طويلة يعد جريمة في حقهم ، وهو السبب في إنتشار أمراض العصر مثل التوحد والتأخر في الكلام لدى الاطفال  واضطرابات النوم وغير ذلك .

كما قدمت د . سناء توجيهات للأمهات للتقرب من الأبناء والتحاور معهم فيما يهمهم ويشغلهم ، ويفكرون فيه ،  ولنحسن  اختيار الطريقة الجيدة التي نتحاور بها معهم .

ثم بدأت الدكتورة / هبة عوف حديثها بطريقتها المعتادة واسلوبها  الراقي السهل البسيط الذي يجذب الانتباه ويجعل المستمع  يشعر بالطمأنينة والسرور والسعادة  فقالت  :

لا سبيل لبناء أمة وصنع حضارة راقية  ، 

إلا بإتباع  المنهج القرآنى والنبوى فى التربية ، فالدين الإسلامي لم يترك سؤال أو مشكلة دون وجود حل لها وخاصة المتعلقة بالجانب التربوي لأبنائنا وتنميتهم فى جميع جوانب ومراحل حياتهم ، فلا يمكن لأمة أن تبنى وتكون امه راقية ومتطورة ورائدة من غير تربية أخلاقية سليمة وجيده ، تدعو إلى التمسك بالفضائل والمبادئ السليمة والابتعاد عن السلوك الغير جيد ، لأن لذلك أثر كبير فى بنائه في كل أطوار حياته ، حتى يستطيع عندما يكبر أن يكون نافعا لمجتمعه بل  للأمة ، فالدين الإسلامي قدم لنا القواعد وله السبق فى هذا الجانب ، خاصة فى مرحلة الطفولة  ، فعندما نتذكر نصائح الرسول صل الله عليه وسلم لطفل كان يأكل بشكل غير لائق  وجهه صلى الله عليه وسلم أن يأكل مما يليه أي من أمامه ، وقد قال ﷺ لعمر بن أبي سلمة لما كان صبيًّا تطيش يده في الصَّحفة قال : 

” يا غلام ، سمِّ الله ، وكُلْ بيمينك ، وكُلْ مما يليك ” .

كما تابعت د. هبة حديثها وأكدت  :

 إن التربية القويمة الصحيحة تحتاج إلى جهود صادقة من الأسرة تقوم على أسس وقواعد ثابتة ، فعندما نتحدث عن التربية نجد أن القرآن الكريم هو قبلة مدارس التربية حتى يتم غرس البذرة الصالحة ، فليس دور الأسرة مقتصرا على إنجاب الأبناء بل دورهم أكبر  من ذلك  فهم مطالبون بإنشاء جيل صالح مبدع ومميز وسوى وخال من العيوب والأفات الأخلاقية  والانحرافات ، خصوصا فى عصرنا الحالى فى ظل تشويه الفطرة الإسلامية فى المجتمع واضطراب بناء النشء وتأخر النضج الفكري لديهم ، فالأساس فى التربية الصحيح والسليم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ،  فلابد عند القيام بتربية أبنائنا أن  نوجههم نحو حب الله سبحانه وتعالى ، وحب رسولنا الكريم ونحدثهم كثيرا عن سيرة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وعن حياته ، وعن طريقة تعامله مع ابنائه وزوجاته وأحفاده سيدنا الحسن والحسين رضى الله عنهما ، ونذكرهم كيف كان يلعب مع احفاده .

 

كما يجب تعليم الأولاد حقوق الوالدين ، وأن نغمرهم بالكثير من الحب والاهتمام ، وبث الثقة في نفوسهم، حتى عندما يخطئون لا ننهرهم ونتعامل معهم بعنف وقسوة بل لابد من التدرج فى التأديب ،  ولنسمعهم كثيرا ، ولنعذرهم   أكثر ، ولا ندعو عليهم ، بل ندعو لهم ولتكون علاقتنا بهم قائمة على الإحترام المتبادل ، والمعاملة العادلة والحب ، ولنحرص على تعليمهم الأخلاق الحميدة والسلوكيات الجيدة والراقية ولا ننسى اهمية الدعاء لهم كثيرا باستمرار .

 واكدت د. سناء على أن  التربية الإيجابية هي الطريق الأساسي السليم لبناء إنسان صالح مستقيم ، غير منحرف ، وهى أيضا يجب أن تكون مبنية في الأساس على الحب ، الإحترام ، الثقه ، التشجيع ، الرعايه،  والاهتمام ، أى باختصار توفير بيئة إيجابية ،  يتم التركيز فيها على القيم والجوانب الأخلاقية ،  والقدوات الطيبه ونبدأ بأنفسنا فمهمة إصلاح أنفسنا لها أثرا كبيرا ،  حيث يقتدي بهم الأبناء ،  مثال  ذلك : الطفل الصغير عندما يرى أحد والديه أو كلاهما  أو جده يصلى ويسجد فمن تلقاء نفسه نجده يقلد ، فسلوك الأبناء مرآة عاكسة لأخلاقنا وسلوكياتنا معهم و تصرفاتنا وافعالنا أمامهم ، وكل ما يحدث خلال مراحل التربية المختلفة ،  خصوصا مرحلة الطفولة  لما لها من أثر كبير فى بناء شخصياتهم ،  وفى الكبر يكونون أشخاصا نافعين لأنفسهم أولا ، ولنا وللمجتمع بل وللأمة .

 

د. سناء السيد : التربية الإيجابية هى الطريق الذى يصل بنا  إلى بناء إنسان صالح مستقيم ، لابد أن تكون التربية قائمة على الحب ، فالأجيال الجديدة  مختلفون ؛  لأن عصرهم مختلف فلديهم وسائل إطلاع كثيرة ، يصلون للمعلومة بشكل أسهل وأسرع ، لذلك لابد أن نحسن ٱختيار طريقة التعامل معهم ، وتكون طريقة سليمة وإيجابية قائمة على الحب والإحترام المتبادل والأخلاق،  ولنتذكر طريقة تعامل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع الأطفال وكيف كان يتعامل معهم ويهتم بشؤونهم ورعايتهم ،  ويقدر نفسياتهم ويعاملهم بلين وحنان ويحيطهم بالمحبة والحنان ويشجعهم ، ويتجاوز عن كثير من أخطائهم ويصلحها لهم ويشاركهم في مجالس الكبار فيحضرون يسمعون ويتعلمون ويتلقون التوجيهات فكلنا يتذكر قصة الطفل عمير وعصفوره ، فعندما زار النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي طلحة الأنصاري وأنس بن مالك بيت ام سليم ، رأى رسول الله طفلا صغيرا جالسا على الأرض ، وهو أبو عمير وكان عمره ثلاث سنوات وفى حضنه عصفور صغير مريض ، تنهمر دموعه حزنا على عصفوره ، بحضنه رسول الله صل الله عليه وسلم وقال له : ” يا أبا عمير ماذا فعل النغير ؟ ” فتبسم الطفل الصغير ، لأن رسول الله صل الله عليه وسلم لقبه كما يلقب الكبار، فقال له ابا عمير ، وسأله عن عصفوره ، وبعد ايام جاء رسول الله صل الله عليه وسلم  إلى بيت أم سليم مرة أخرى وطرق الباب فتح أنس بن مالك الباب  فدخل رسول الله صل الله عليه وسلم  وتوجه إلى أبى عمير وسأله بحنان يا أبا عمير ماذا فعل النغير ؟ رمى ابو عمير نفسه فى حضن النبي وهو يبكي ويقول : لقد مات النغير لقد مات النغير ، فهناك الكثير من الأحاديث عن رسولنا الكريم توضح لنا كيفية التعامل مع ابنائنا وتربيتهم والتعامل معهم بشكل صحيح وسليم فعلينا إتباعها والاقتداء  بمنهجه صل الله عليه وسلم والسير على خطاه لنصل لأفضل النتائج وإنشاء جيل نفخر به ينفع نفسه ويكون نافعا للآخرين ولمجتمعه .

post image 1697469626

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى