اتجاه الغرب وأمريكا إزاء حرب غزة
بقلم: نادية
عنان
إن هناك تنوعًا كبيرًا في آراء الشعب الأمريكي والشعوب
الغربية حيال حرب إسرائيل على غزة. يمكن أن تتأثر هذه الآراء بالعديد من العوامل،
بما في ذلك الخلفية السياسية والثقافية والدينية للأفراد بشكل عام، ولا يقتصر
اتجاههم نحو ما يحدث في غزة على كل من الجانب الديني والثقافي والسياسي فحسب، ولكن
هناك جانبا آخر أهم هو الجانب الإنساني، الآدمي، كما ذكر الرئيس الأمريكي الأسبق “أوباما”
في حديث له وكلمة قالها في حق الشعب الفلسطيني وهو ليس على ديانتهم ولا ملتهم،
ولكن ذكر فيها الجانب الإنساني لشعب من الواجب علينا أن نضع أنفسنا مكانه، وأن
ننظر للعالم من خلال عيونهم، كذلك قال أوباما.
نقيس على ذلك
تعاطف الشعب الأمريكي وهذا تم بالفعل عندما كان يتحدث بلينكن وثار الشعب الأمريكي
ورفع يده ملطخة بالدماء، وقال أحدهم أن الفلسطينيون ليسوا حيوانات، محتجون مقاطعين
كلمة وزير الخارجية الأمريكي، قائلين: أوقفوا تمويل المذبحة المروعة التي تنفذها
إسرائيل في غزة، وتوقفوا عن تمويل الإبادة الجماعية للفلسطنيين، وينددون بوقف
إطلاق النار لتوصيل رسالة له أنك تشارك في قتلهم وفي جريمة الحرب التي ارتكبها
العدوان الإسرائيلي بمشاركة أمريكا وتحت أحضانها التي تحتضن جريمة إبادة شعب بل
وتغمرهم بجناحيها المسلحة بالعداة والعدة.
يمكن تقسيم آراء الشعب الأمريكي والشعوب الغربية حول حرب
إسرائيل على غزة إلى ثلاثة اتجاهات رئيسية:
دعم إسرائيل:توجد فئة من الشعب الأمريكي والشعوب الغربية
التي تدعم إسرائيل بشكل قوي. يُبرَز المؤيدون لإسرائيل أهمية حقها في الدفاع عن
نفسها وضمان أمنها، ويرى بعضهم أن إسرائيل تواجه تحديات أمنية حقيقية من قِبَل
جماعات متطرفة في قطاع غزة. يشدد هؤلاء المؤيدون على العلاقة الاستراتيجية
والتاريخية بين الغرب وإسرائيل.
دعم إسرائيل كحليف استراتيجي في المنطقة.وحقيقة أمريكا قائمة بالدور على أكمل وجه، بل هي
الملاذ والملجأ لهم والدافع والمؤيد لجرائمهم التي يقومون بها في حربهم على غزة.
توجد فئة أخرى من الشعب الأمريكي والشعوب الغربية التي
تدعم حل سلمي للصراع بين إسرائيل وفلسطين، يرون أن الحل العسكري لا يمكن أن يؤدي
إلى استقرار طويل الأمد، وأنه يجب التوصل إلى حل سياسي يضمن حقوق الجانبين. يدعم
هؤلاء المؤيدون جهود المجتمع الدولي لتحقيق التسوية السلمية، ويرى بعضهم أن
إسرائيل يجب أن تتخذ خطوات إضافية لتحقيق السلام والتوقف عن حربها ضد الشعب
الفلسطيني. في سياق متصل يتباين دور كل دولة واستراتيجيتها في التعامل مع الصراع بناءً
على مصالحها وموقفها السياسي.
السلام في الشرق الأوسط. تركز استراتيجية الاتحاد الأوروبي على دعم حل الدولتين،
والتأكيد على حقوق الإنسان والقانون الدولي، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتنمية في
المنطقة، ويعمل أيضًا على تعزيز التفاهم بين الجانبين من خلال تسهيل حوارات سياسية
واقتصادية.
وقد ذكر”بيدرو
سانشيز” بصفته رئيسًا بالنيابة لمجلس الاتحاد الأوروبى، اقترح رئيس الحكومة
الإسبانية على نظرائه الأوروبيين، المجتمعين بشكل عاجل عبر الفيديو لتقييم الوضع
فى الشرق الأوسط، واستخدام منصة الاتحاد من أجل المتوسط (UfM)، التى تحتفل بقمتها المقبلة
فى برشلونة فى 27 نوفمبر، وتعتبرها “فرصة جيدة للاستفادة منها” لإعادة
إطلاق الحوار والمنافشة حول الصراع الفلسطينى-الإسرائيلى. وقالت صحيفة
“لابانجورديا” الإسبانية إن سانشيز ينقل طاولة الحوار إلى برشلونة حيث
تجلس كل من إسرائيل وفلسطين حول الطاولة للمناقشة، بحثا عن السلام والأمن
والاستقرار فى المنطقة.
اتجاه سلوكي لبعض الدول
الغربية
قسمت حرب غزة الدول الأوروبية إلى فئتين فئة مؤيدة وفئة
معارضة، الفئة المؤيدة التي تدعم حقوق الفلسطينيين وتنتقد سياسات إسرائيل في قطاع غزة.
يرى هؤلاء أن إسرائيل تستخدم قوة مفرطة ضد الفلسطينيين المدنيين وتنتهك حقوق
الإنسان، ويرى بعضهم أنه يجب فرض عقوبات على إسرائيل لضمان احترام حقوق الإنسان، والقانون
الدولي.
يضاف إلى هؤلاء المؤيدون الذين يدعمون حق الفلسطينيين في
إقامة دولتهم وتبنى الاتحاد الأوروبي موقفا مشتركا بشأن الصراع بين الإسرائيليين
والفصائل الفلسطينية، والتأكيد على ضرورة حماية المدنيين واحترام القانون الدولى،
ويؤيدون نصرة الفلسطنيين من الصراع عليهم، والجور على حقوقهم.
وهناك بعض الدول التي أعربت عن تأييدها لفلسطين (إسبانيا،
وأيرلندا، وبلجيكا، ولوكسمبورج)، ورفضها وانتقادها الكامل لأعمال إسرائيل الوحشية،
وتضاعف بروكسل مساعداتها الإنسانية لغزة إلى ثلاث مرات.
وطالبت إيونى بيلارا، وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية
والأمين العام لحزب يونيداد بوديموس الحكومة الإسبانية بتقديم رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب
فى غزة. وطالب رئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز بضرورة الاعتراف بدولة فلسطين وحل
الدولتين، من أجل إنهاء الصراع الفلسطينى-الإسرائيلى.
على صعيد متصل، أعربت
العديد من الدول الغربية، وعلى رأسها بريطانيا، عن استيائها لما يحدث في غزة،
فقامت بالعديد من المظاهرات تنددا لما يحدث فيها.