إنما النصر صبر ساعة .. إذا صدقنا الله ورسوله
فى
يوم 6 فبراير عام 2011 تركت ميدان التحرير متجها إلى سيناء، منشغلا بما قد يحدث
فيها خصوصا فى غياب الأمن عنها (الشرطة)، وكصحفي رأيت أن رصد ما كان يحدث هناك يُعد
إنفرادا، فالعالم كله يتابع ما يحدث فى الميدان ولا يقدم الجديد، فقد أصبحت أحداثه
وما يدور فيها مكررا في كل الصحف وعلى كل الشاشات، وهناك في تلك الأرض الطاهرة
المروية بدماء الشهداء على مر التاريخ رأيت الأبطال من أبناء قبائل سيناء يحرسونها.
قال
لي موسى المنيعي أنهم حذروا الأشقاء في
غزة من دخول سيناء استغلالا لحالة الغياب الأمني
وألا يحاولوا ما فعلوه عام 2008، لأن ذلك هو هدف إسرائيل بتوطين
الفلسطينيين في سيناء ضمن مخططهم الخبيث، وبالفعل امتنع الأشقاء الغزيون عن ذلك، والآن
مع البطولات التي قام بها الأشقاء في غزة عادت نغمة اليهود بالتلويح بالتوطين في
سيناء، ودفعهم إلى الالتجاء إلى مصر.
والسؤال:
كيف تغلب الفلسطينيون على أجهزة الأمن الصهيوني مثل الموساد وشين بيت وأمان وشاباك
وعطلوا تكنولوجياتهم الحديثة وأقمارهم الصناعية التي تقرأ الأوراق والملفات الملقاة
على الأرض وعجزت عن رصد تحركهم واقتحامهم للجدار العازل الذي يصل طوله إلى 65
كم ويطوق قطاع غزة أرضًا وبحرًا واستخدم
في إقامته 140 ألف طن من الحديد و1200 عامل عملوا فيه على مدى ثلاث سنوات بارتفاع
سته أمتار عن سطح الأرض وعمق عشرة أمتار تحت الأرض، ومزود بأجهزة استشعار ورادارات
ومراقبة فائقة الحساسية والدقة، ونظام تسليح قوي يتم التحكم فيه عن بُعد، وأبراج مراقبة
ودوريات على مدار 24 ساعة تستطيع رصد فأرًا
لو سار تحتها، ورصد أي تحرك على بعد كيلومترين منه فتدوي أجهزة الإنذار، وقد كلفته
إسرائيل مليارا ونصف المليار من الدولارات.
نحيي
الأبطال على اختراقهم ودخولهم إلى أرض فلسطين خلف
-حدود 48- والتوغل فيما أبعد من حدود 67، ونثمن ما فعلوه ونشد على أيديهم،
ونقول لهم إن مصر تفتح أبوابها وقلوب أهلها ومستشفياتها للحالات الطارئة والجرحى
والمصابين، وجامعاتها للدراسة، ومطار العريش لاستقبال قوافل الإغاثة ونقلها إلى
غزة.
ونقول
لإسرائيل لا وألف لا، نرفض دعوتكم لأهالى غزة بالنزوح إلى مصر تحت ضغط الحصار
والتدمير والاجتياح، فهي دعوة خبيثة وغير مقبولة، والتي لا يجب أن تُقبل أيضا في
غزة، فهل تعلن قيادات حماس رفضها وعدم
مغادرة أراضيهم حتى لا يتم تفريغ غزة من أهلها؟!
أقول
لإخواننا فى غزة إذا ضيق عليكم اليهود الحصار فادخلوا إلى بلادكم ومدنكم
الفلسطينية على حدود 48 (ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ
فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾
المائدة: (23)، فهم قد أقروا قبل أكثر من ألفي عام بأنكم (قَوْمًا جَبَّارِينَ)
وبلادكم أولى بدخولكم إليها وانتشاركم فيها من النهر إلى البحر فادخلوا عليهم كما
دخلتم يوم السبت العظيم، واحذروا من الفتنة مع إخوانكم فى مصر، واثبتوا فإن الله معكم ونحن معكم (والنصر صبر
ساعة).
وللأسف
فإن اليهود يخنقون غزة بعد ارتفاع عدد قتلاهم إلى 1300 قتيل وعدد الشهداء العرب
إلى 1354 شهيدا، فقطعت إسرائيل الكهرباء عن 80% من قطاع غزة، ووصل العجز في إمداد
المياه بعد قطعها من “إسرائيل” إلى 80% تقريبًا، وارتفع عدد النازحين من
قطاع غزة إلى ما يقرب من 400 ألف.