أكد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية أن التعاون البنّاء مع الشركاء الأجانب، إلى جانب حزمة المحفزات التي أطلقتها الوزارة خلال السنوات الأخيرة، كان لهما أثر مباشر في تسريع أعمال البحث والاستكشاف وزيادة معدلات الإنتاج باستخدام أحدث التكنولوجيات، وهو ما ساعد على تجاوز تحديات الصيف وضمان استقرار إمدادات الطاقة.
وأشاد الوزير بما حققته شركة خالدة من نجاح في تجاوز المستهدفات الإنتاجية بإنتاج غاز بلغ 514 مليون قدم مكعب يوميًا، إلى جانب رفع معدلات السلامة والصحة المهنية بما يعكس التزامًا قويًا بالمعايير العالمية.
وقال إن الفترة المقبلة ستشهد تنفيذ خطط تنموية مهمة، منها إعادة إكمال البئر تورت-6 وحفر البئر أوزوريس-3، واللذان من المتوقع أن يساهما في إضافة نحو 100 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا.
جاء ذلك خلال رئاسته عبر تقنية الفيديو كونفرانس لاجتماعي الجمعية العامة لشركتي خالدة والفرعونية للبترول لمناقشة نتائج أعمال العام المالي 2024/2025، حيث أشاد الوزير بما تحقق من إنجازات في الشركتين، مؤكدًا أن الأداء المتميز يعكس ثمرة التعاون الوثيق مع الشركاء الدوليين.
ففي شركة خالدة للبترول، أثنى الوزير على الجهود الكبيرة المبذولة بالتعاون مع شركة أباتشي العالمية، والتي أسفرت عن تحقيق 23 كشفًا بتروليًا جديدًا خلال العام، من بينها كشف غرب فيوبس-1X وكشف NUT S-1X، وهو ما ساهم في زيادة الاحتياطي ودعم الاقتصاد القومي.
وأشار المهندس معتز عاطف رئيس مجلس إدارة الشركة إلى أن الدعم الكبير من الوزير ورئيس هيئة البترول كان حافزًا قويًا للفريق العامل على تحقيق هذه النتائج، مضيفًا أن الإنجازات تمثل بداية لمرحلة جديدة من العمل بروح الفريق الواحد وبالتعاون المثمر مع شركة أباتشي. من جانبه أكد المدير التنفيذي للشركة براين راديسكي أن زيادة الإنتاج جاءت نتيجة مباشرة لبرامج تحفيز الغاز وتطوير البنية التحتية والتوسع في مشروعات الطاقة والاستدامة، وهو ما يعكس جدية القطاع في تهيئة المناخ الجاذب للاستثمارات.
وفي المقابل، أظهر اجتماع الجمعية العامة للشركة الفرعونية للبترول حجم التقدم المحقق على مستوى المشروعات الاستراتيجية. فقد أشاد الوزير بجهود الشركة في مجال كفاءة الطاقة، مثمنًا اختيارها ضمن أفضل خمس شركات في قطاع البترول بمجال السلامة والصحة المهنية، وهو ما يتماشى مع المحور الخامس لاستراتيجية الوزارة الذي يركز على السلامة وخفض الانبعاثات وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة.
وأكد الوزير أهمية الإسراع في تنفيذ المشروعات الجارية، خاصة حقلي أوزوريس وآتول الواعدين، وضخ إنتاجهما بالشبكة القومية للغاز في أسرع وقت ممكن، مشيرًا إلى أن الوزارة بجميع قطاعاتها ستظل داعمة لهذه الجهود لضمان تحقيق طفرة في الإنتاج المحلي.
ومن جانبه، استعرض المهندس حسام زكي رئيس الشركة الفرعونية أبرز مؤشرات الأداء، حيث نجحت الشركة في تحقيق 119% من إجمالي خطتها الإنتاجية، بمتوسط معدلات يومية بلغت 76.1 ألف برميل زيت مكافئ.
كما تمكنت من الاستمرار في الإنتاج من الآبار القديمة في حقول حابي وتورت، بجانب رفع الإنتاج من حقل أتول، من خلال تنفيذ عمليات صيانة وتنظيف فعالة رفعت الكفاءة التشغيلية لتسهيلات الإنتاج إلى 99%.
وأوضح زكي أن تكلفة الإنتاج تراجعت بنسبة 25% عن المخطط لبرميل الزيت المكافئ وبنسبة 29% للمتكثفات، ما يعكس نجاح سياسات ترشيد النفقات. وفي مجال البحث والاستكشاف، أنهت الشركة معالجة بيانات سيزمية ثلاثية الأبعاد لمساحة 250 كيلومترًا مربعًا، مع تقديرات أولية تشير إلى وجود فرص هامة في خزان الأوليجوسين تُقدر احتياطاته بنحو 1.5 تريليون قدم مكعب من الغاز. وتستعد الشركة لحفر بئر استكشافية جديدة في الطبقات العميقة، بما يمثل إضافة مهمة للاحتياطيات المستقبلية.
وأشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تنفيذ خطط تنموية مهمة، منها إعادة إكمال البئر تورت-6 وحفر البئر أوزوريس-3، واللذان من المتوقع أن يساهما في إضافة نحو 100 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا و3900 برميل متكثفات للشبكة القومية.
وخلال الاجتماع، أكد ممثلو الشركات الأجنبية الشريكة، ومنهم فرانشيسكو جاسباري ممثل شركة أيوك، ووائل شاهين ممثل شركة بي بي البريطانية، وناصر اليافعي ممثل شركة أركيوس الإماراتية، التزامهم بالإسراع في تنفيذ المشروعات وفق الجداول الزمنية المحددة، مع الحرص على خفض التكاليف وتعظيم الاستفادة من الإمكانات المتاحة. وأعربوا عن تقديرهم للدعم المستمر من وزارة البترول والثروة المعدنية، مؤكدين أن ما تحقق من إنجازات يعد انعكاسًا مباشرًا للشراكة الناجحة مع الحكومة المصرية.
واختتم الوزير بالتأكيد على أن النجاحات المتحققة في شركتي خالدة والفرعونية تؤكد قوة الشراكات مع الشركات العالمية، وأن مصر ما زالت تمتلك فرصًا استثمارية واعدة قادرة على تحقيق قصص نجاح جديدة في قطاع البترول والغاز خلال المرحلة المقبلة، مشددًا على أن تضافر الجهود وروح الفريق هما السبيل لضمان استمرار مسيرة الإنجاز.
